وقع انفجار مساء امس قرب السفارة الاميركية في صنعاء، بعد يومين من تحذير السفارة رعاياها من "هجوم ارهابي وشيك". وافادت مصادر امنية يمنية ان الشرطة طوقت المنطقة وقطعت كل الطرق المؤدية الى السفارة، وتمكنت من القبض على شاب يدعى سمير يحيى عوض 25 عاماً من كوكبان في محافظة المحويت بعدما القى قنبلتين على السور الخارجي للسفارة من دون ان يتسبب باصابات. وأكد مسؤول اميركي في واشنطن هذه المعلومات رويترز، فيما قالت المصادر اليمنية ان الحادث يعتبر "فردياً" ولا تقف وراءه أي جهة. وافادت ان عوض اقترب من السفارة سائراً على قدميه وعثر معه عل قنبلة اخرى لم يستخدمها. وتوفرت لدى السلطات اليمنية معلومات عن الشاب المعتقل، فتبين انه عاطل عن العمل منذ تخرجه من الثانوية العامة قبل سبع سنوات ولم يكن معروفاً بالانتماء الى اي تنظيم ارهابي. وكانت السفارة الاميركية حذرت رعاياها في اليمن من "هجوم ارهابي وشيك"، ودعتهم الى الحيطة. ووجهت السفارة رسالتها الى الاميركيين يوم الاربعاء الماضي عشية وصول نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني الى صنعاء، مستندة الى "معلومات اضافية" تلقتها عن هجوم سيقع بعد الثامن من آذار مارس الجاري. ونصحت السفارة الاميركيين بتفادي الذهاب الى الأماكن التي يرتادها عادة الاجانب، وحددت متاجر "الهدى" والمركز التجاري في صنعاء كمكانين يفضل عدم الذهاب اليهما. من جهة اخرى، رست سفينة شحن عسكرية أميركية في ميناء عدن امس، للمرة الأولى منذ حادث تفجير المدمرة "كول" في 12 تشرين الأول اكتوبر 2000. وقالت مصادر مطلعة ل "الحياة" ان السفينة التي توقفت في الميناء امس تحمل عتاداً ومعدات عسكرية لقوات خفر السواحل اليمنية كانت الحكومة الاميركية وعدت بتقديمها لليمن ضمن برنامج المساعدة في مكافحة الارهاب. ولم تؤكد المصادر الحكومية هذا النبأ، علماً بأن دخول أول سفينة اميركية الى ميناء عدن بعد حادث "كول" يعتبر تدشيناً لاستئناف السفن الاميركية العسكرية والتجارية التزود بالوقود والتموين من الميناء بعدما قدمت الحكومة اليمنية الضمانات الأمنية لسلامة هذه السفن وعدم تعرضها لأي تهديدات أمنية أو ارهابية. وأوضحت المصادر أن عدداً من الخبراء الاميركيين التابعين لفريق أمني موجود في اليمن زار ميناء عدن خلال الأيام الماضية للاطلاع على الاجراءات الأمنية. في هذا الوقت، بدأ فريق من المدربين والخبراء العسكريين الاميركيين تنفيذ برنامج لتدريب القوات الخاصة اليمنية يستمر بضعة اسابيع. ووصلت دفعة أولى من الخبراء الى صنعاء قبل نحو ستة ايام، وتلتها دفعة ثانية أول من امس، وهم يقيمون معاً وسط اجراءات أمنية شديدة تحسباً لأي تهديد قد يتعرضون له. ويضم الفريق الاميركي خبراء عسكريين بدأوا محادثات مع وزارة الدفاع اليمنية في شأن المساعدات التي يمكن تقديمها للقوات الخاصة لتمكينها من أداء مهماتها. ويدرس الجانبان ايضاً توسيع برامج التدريب لتشمل ارسال عدد من الضباط للتدرب في الولاياتالمتحدة على المعدات المزمع تقديمها الى اليمن.