رفضت السلطات اليمنية التعليق رسمياً على انباء مغادرة الفريق الاميركي المكلف بالتحقيق في حادث الهجوم الانتحاري الذي تعرضت له المدمرة "كول" في ميناء عدن في تشرين الأول اكتوبر الماضي واسفر عن مقتل 17 بحاراً اميركياً من أفراد طاقمها. وتأتي مغادرة فريق التحقيق الاميركي اليمن في وقت كانت السفيرة الاميركية في صنعاء بربارا بودين تبحث امس مع وزير الداخلية اليمني الدكتور رشاد العليمي في العلاقات اليمنية - الاميركية، خصوصاً في الجانب الامني منها. وقد استقبلها الوزير اليمني امس للمرة الثانية خلال خمسة ايام، وقالت أوساط سياسية يمنية ومصادر ديبلوماسية غربية ل"الحياة" ان مغادرة المحققين الاميركيين تأتي ضمن الضغوط التي تمارسها الولاياتالمتحدة على الحكومة اليمنية للحصول على المزيد من التسهيلات لمحققيها في حادث "كول" تتجاوز ما اتفق عليه الجانبان في كانون الأول ديسمبر الماضي. ولفتت المصادر نفسها الى وجود "خلافات جوهرية" بين الجانبين حول هذه المسألة، وهو ما دفع الخارجية الاميركية الاسبوع الماضي الى تحذير رعاياها بمغادرة اليمن واغلاق القنصلية في صنعاء بحجة وجود "تهديدات ارهابية". ورفضت السلطات اليمنية الادعاءات الاميركية معتبرة "التهديدات الارهابية" مجرد خدع وأكاذيب يهدف اليها مجهولون للاساءة الى العلاقات الثنائية. واكدت وجود احتياطات أمنية لمواجهة اي تهديدات "حقيقية" للرعايا الاجانب في اليمن. الى ذلك، اعترف المتهم الرئيسي في حادث تفجير السفارة البريطانية في صنعاء وتفجيرات رأس السنة في عدن، ويدعى أبو بكر سعيد جعبول، وهو أحد أبرز نشطاء تنظيم "الجهاد الاسلامي" المحظور في اليمن، بأنه ومساعده أحمد مسعود قاما بتفجير ضد السفارة البريطانية في 13 تشرين الأول اكتوبر الماضي بواسطة حقيبة متفجرات انزلاها في باحة السفارة بعد تسلقهما ليلاً السور الخلفي للمبنى. راجع ص 2