} وسّع المحققون اليمنيون أمس دائرة بحثهم عن المتورطين في تفجير المدمرة الأميركية "كول" الخميس الماضي في عدن، في حين قال الرئيس علي عبدالله صالح ان المحققين حققوا تقدما كبيراً في كشف المسؤولين عن التفجير الذي اوقع 17 قتيلاً من المارينز. صنعاء - "الحياة"، أ ب، أ ف ب، رويترز - عقد مدير مكتب التحقيق الفيديرالي "اف. بي. آي" لويس فريه أمس مؤتمراً صحافياً في عدن أعلن فيه ان المحققين الأميركيين يقومون بدور "غير رئيسي" في مساعدة التحقيق اليمني في كشف المتورطين في تفجير المدمرة "كول" في ميناء المدينة قبل أسبوع، وانهم في اليمن بناء على دعوة من قيادتها. وأضاف انه جال على المدمرة المنكوبة واصفاً مسرح الجريمة بأنه عبارة عن "خليط مبعثر من الأسلاك والفولاذ". وشدد على ان من السابق لأوانه التكهن بالجهة التي موّلت العملية او نفّذتها، قائلاً إن بلاده تنظر الى التحقيق ب"عقل مفتوح" أمام كل الاحتمالات. ويزور فريه اليمن للإطلاع على مجرى التحقيق في ملابسات تفجير المدمرة وللقاء الرئيس علي صالح. ونقلت وكالة "أسوشيتدبرس" أمس عن مسؤولين أمنيين يمنيين ان التفتيش الذي أجرته قوات الأمن قبل أيام لشقة في عدن يُعتقد ان مهاجمي السفينة الأميركية قطنوها قبل تنفيذ عمليتهم، أدت ليس فقط الى ضبط معدات لإعداد المتفجرات بل أيضاً الى العثور على وثائق مصدرها حضرموت. ونسبت الى المسؤولين أنفسهم ان تفتيش سيارة يُعتقد ان منفّذي العملية تركوها في عدن أدى الى العثور على مستندات مصدرها حضرموت أيضاً. وأضافت ان فريقاً من المحققين أُرسل الى حضرموت أمس. وأوردت ان محققين يستجوبون صاحب محل تلحيم قام بعمل لمصلحة الرجلين اللذين يُعتقد انهما نفّذا العملية. كذلك استمع المحققون الى إفادة صاحب المنزل الذي استأجره الرجلان في عدن. علي صالح وكان الرئيس علي صالح قال لقناة "الجزيرة" ليل أول من أمس ان الوجود الأميركي في عدن موقت وينتهي بعد إصلاح المدمرة "كول". وقال إن الولاياتالمتحدة لم توجه تهديداً بقصف مواقع لمتطرفين في اليمن "إذ لا يوجد في الأراضي اليمنية أي ذكر لعناصر ارهابية أو متطرفة. هناك أفراد كانوا في أفغانستان عادوا الى اليمن وكانت أميركا جندتهم لمقارعة الشيوعية هناك ثم تنكّرت عليهم فتحوّلوا لتنفيذ عمليات عنف في بعض الأقطار ومنها اليمن. وكان عندنا عناصر من هؤلاء من جنسيات عربية رُحّلوا منذ العام 1994. أما العناصر اليمنية فتُعد على أصابع اليد وليسوا موجودين في معسكرات وهم موزعون كأفراد وسط المجتمع اليمني وتحت السيطرة الأمنية". وأكد ان الوجود الأميركي في عدن تم بناء على موافقة من السلطات اليمنية. وسئُل عن قول الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي لقناة "الجزيرة" ان عدن تحوّلت "مستعمرة أميركية"، فأجاب بأن "الأخ معمر يعرف تماماً ان اليمن تاريخياً هو مقبرة للغزاة، وما قيل غير صحيح. عدن جزء من الأراضي اليمنية واليمن ليس بناما أو نيروبي". ونفى مجدداً وجود قواعد أميركية في اليمن. وعن تفجير المدمرة "كول"، قال علي صالح ان المحققين اليمنيين هم الذين يستجوبون المشبوهين وان الدور الأميركي يقتصر على تحليل عيّنات بناء على طلب اليمن. وأضاف ان المحققين حددوا السيارة التي يُشتبه في انها نقلت القارب الفيبرغلاس الى قرب ميناء عدن وكذلك "الونش" الرافعة الذي أنزل القارب في الماء، وأيضاً الى الورشة التي رُكّب فيها مُحرّك القارب الذي استُقدم من الحُديدة المحرك نفسه تم شراؤه من مدينة عدن. وأوضح ان المحققين صادروا من منزل المشتبه فيهما مادة "بودرة" نادرة تُفحص حالياً، وهي غير موجودة سوى في إسرائيل ودولة عربية وأخرى إسلامية "لا يمكن الحديث عنها حالياً حتى استكمال التحقيق". وقال إن مرتكبي الجريمة ليسوا سعوديين، ويُحتمل انهم يمنيون قتلوا في حادث التفجير الانتحاري. وقال إن رجلاً "ملتحياً" طلب من فتى قرب الميناء ان يحرس سيارته في مقابل الفي دينار 13 دولاراً وان هذا الرجل نزل الى الميناء ولم يعد. وأضاف ان المحققين "عثروا على صورة له واكتشفوا من خلال استمارته انه حضرمي وبطاقته تدل على انه من لحج" جنوب اليمن. وعن حادث تفجير القنبلة في مقر السفارة البريطانية في صنعاء، قال علي صالح ان أجهزة الأمن اعتقلت الفاعل وهو ينتمي الى تيار "الجهاد الإسلامي". زيني وفي واشنطن، استجوب مجلس الشيوخ الاميركي أمس المخطط الرئيسي للنشاطات العسكرية الاميركية في الشرق الاوسط الجنرال انتوني زيني بعد تفجير المدمرة "كول". وكان مقرراً ان يشرح الجنرال زيني الذي تقاعد أخيراً أمام لجنة القوات المسلحة التابعة لمجلس الشيوخ سبب قراره الذي اتُخذ قبل عامين بتزويد السفن الاميركية الوقود في عدن. وكان الجنرال زيني دافع الاسبوع الماضي عن قرار اعادة تزود الوقود في عدن قائلاً ان ذلك جزء من هدف اكبر للحيلولة دون ان يصبح اليمن "مثل أفغانستان، جُحر فئران للارهابيين والمتطرفين". إلى ذلك، قال بورتر غوس رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب: "هناك خيوط كثيرة في التحقيق. من الصعب ان يظهر زورق محمل بالمتفجرات في وسط ذلك الميناء من دون ان يترك اثراً ما". وقالت مصادر في الإدارة الاميركية انه تم احراز تقدم في ما يتعلق بتحديد نوع المتفجرات المستخدمة، الا ان شريط فيديو سجلته كاميرات مراقبة الميناء ساعة الهجوم تظهر فيه مشاهد لمناطق بعيدة عن المدمرة وقت التفجير.