ايوديا الهند - رويترز - ارتفعت حدة الترقب، بعدما دفعت السلطات الهندية أمس بمزيد من التعزيزات الامنية الى مدينة ايوديا بعدما حظرت المحكمة العليا اقامة اي صلوات قرب موقع مسجد دمر قبل أعوام. وفيما حمّل المتشددون الهندوس الحكومة الهندية مسؤولية أي رد فعل عنيف اذا أصرت على منعهم من اقامة شعائرهم في الموقع المتنازع عليه مع المسلمين، فيما تجددت الاضطرابات الطائفية في ولاية غوجارات. وأغلقت الشرطة بلدة أيوديا بالكامل تقريباً لمنع تكرار احداث عام 1992 عندما هدم المتطرفون الهندوس مسجد بابري الذي يعود الى القرن السادس عشر ما اثار في حينه اعمال شغب في مختلف أنحاء البلاد سقط فيها ثلاثة آلاف قتيل. وتدفقت حافلات تحمل مدافع آلية وحشوداً من قوات الامن في قافلة عبرت الشارع الرئيسي في المدينة مع دفع السلطات بمزيد من التعزيزات العسكرية، وبلغ حجم القوات التي تم نشرها هناك ثمانية آلاف جندي. ووسط هذه الاجواء نصحت الخارجية الاميركية الرعايا الاميركيين بعدم السفر الى المنطقة. وكثف زعماء جماعة "فيشوا هندو باريشاد" الهندوسية المتشددة اجتماعاتهم للبحث في سبل الرد على قرار المحكمة العليا منعهم من اقامة صلوات خاصة كان مقرراً اقامتها اليوم قرب موقع المسجد. وقال احد زعماء الحركة أول من أمس ان الهندوس سيحاولون اقامة صلاتهم على رغم قرار المحكمة. لكن زعيماً آخر أكد ان الجماعة ستلتزم حكم المحكمة الا انها ستحاول حشد تأييد الرأي العام لنقضه. وحمّل الامين العام للجماعة جير راجي كيشور الحكومة مسؤولية حدوث رد فعل عنيف اذا منعت الهندوس من اقامة شعائرهم. ووصف الوضع بأنه "خطير جداً"، مهدداً بأن منظمته ستنظم اعتصاماً فى مختلف انحاء البلاد لمدة 10 ايام اعتباراً من اليوم اذا منعت من اقامة الشعائر. وأكد عزم المنظمة على المضي قدماً في اقامة شعائرها ولو ادى ذلك الى اعتقال قادتها. لكن الحكومة تعهدت تنفيذ الحكم وحولت مدينة ايوديا الصغيرة المملوءة بالمعابد والفنادق الرخيصة الى ثكنة مسلحة لمواجهة اي اعمال عنف ومنع المتشددين الهندوس من المضي قدماً في خططهم. وتجاوز عدد رجال الشرطة والامن بكثير عدد المارة في شوارع المدينة التي يسكنها نحو 100 ألف نسمة. واغلقت غالبية المتاجر ابوابها وسط شكاوى من السكان المسلمين والهندوس على حد سواء من ان الخلاف حول ايوديا ألحق خسائر فادحة باعمالهم التي تعتمد اساساً على السياحة الدينية. ويعارض المسلمون والشركاء العلمانيون في الائتلاف الحكومي مع رئيس الوزراء آتال بيهاري فاجبايي الذي يتبنى حزبه توجهات هندوسية متشددة اقامة الصلوات التي ينظرون اليها باعتبارها مقدمة لتشييد معبد هندوسي على انقاض مسجد بابري. وتجدد العنف الديني في ولاية غوجارات غرب مساء أول من امس بعدما هاجم حشد من الهندوس منازل للمسلمين في احدى القرى واحرقوها من دون ان ترد تقارير عن سقوط ضحايا. وأوضحت الشرطة ان الهجوم استمر ست ساعات قام خلاله نحو 2000 من الهندوس بنهب منازل ومتاجر المسلمين واحراقها في قرية كاوانت في منطقة بارودا على مسافة 200 كيلومتر جنوب شرقي أحمد آباد المدينة الرئيسة في غوجارات ما ادى الى فرار المسلمين من القرية. وتشهد الهند حال تأهب منذ تفجرت اسوأ اضطرابات دينية في عشر سنوات في 27 شباط فبراير الماضي ما أدى الى سقوط نحو 700 قتيل. من جهة أخرى، قتل ثلاثة اشخاص وأصيب 25 آخرون عندما انفجرت قنبلة في قطار في ولاية البنجاب في شمال البلاد. وقال مسؤولون ان الانفجار ليست له صلة على ما يبدو بالتطورات في ايوديا.