أحمد آباد الهند - رويترز - هجر القسيس المعمداني م. روي منزله ولا يستطيع الاقتراب منه مع أسرته من فرط خوفه من الهندوس المتطرفين الذين يجولون في انحاء ولاية غوجارات الغربية. وكانت مجموعة من الهندوس المتطرفين اقتحمت منزله ليلاً وفتشت كل زواياه بحثاً عن انجيل لحرقه. وحذروا القسيس من التبشير بالمسيحية ونصحوه بالتعبد لالهة الهندوس وإلا احرقوه حياً. وقال روي: "عشت في المنطقة خمس سنوات من دون مشكلة حتي جاءت هذه الليلة... لا نستطيع العودة إلى منزلنا من فرط الرعب". وفي الشهرين الماضيين حصلت 30 حادثة مماثلة في غوجارات التي كانت مسرحاً تقليدياً للصراعات بين المسلمين والهندوس، ما دفع السلطات إلى فرض حظر تجول في بعض المناطق. وقال تاشور بهات رئيس تحرير صحيفة "تايمز اوف انديا": "ان احتمال انفجار الموقف وارد في أي لحظة". ويعود تاريخ الجماعات الهندوسية المتشددة في غوجارات إلى ما قبل استقلال الهند منذ 51 عاماً. وكانت تقتصر في عضويتها على الطبقات العليا من البراهمة0 لكن اعداداً متزايدة من طبقات الهندوس الدنيا التحقت بها في السنوات الأخيرة. وتفيد سجلات الشرطة ان 700 قتلوا في 1992 في صراعات ناجمة عن هدم الهندوس المسجد البابري في شمال الهند الذي يعود تاريخه إلى القرن السادس عشر. وتنتمي حكومة ولاية غوجارات إلى حزب "جاناتا بارتي" الهندوسي المتطرف المتحالف مع جماعتي "فيشوا هندو باريشاد" و"باجارانغ دال" المتشددتين. وفي حزيران يونيو هربت فتاتان هندوسيتان مع شابين مسلمين من قرية راديخبور على بعد 150 كيلومتراً من أحمد آباد. وقالت جماعة "فيشوا هندو" إن الفتاتين اختطفتا على أيدي مؤيديها الذين أغاروا على القرية واجبروا 350 مسلماً على الفرار من منازلهم. ولكن المتشددين حولوا أنظارهم أخيراً إلى المسيحيين الذين يشكلون اثنين في المئة فقط من سكان الولاية. وقال برافين توغاديا، الأمين العام ل "فيشوا هندو": إنه يرى "تهديداً جسيماً للمجتمع الهندوسي في الهند". واضاف ان المسيحيين يوزعون نسخاً من الانجيل ويجبرون الناس على اعتناق عقيدتهم. وتساءل: "لم يتحمل الهندوس كل هذا؟". وقال منتقدون ان حكومة "جاناتا بارتي" لم تتخذ أي خطوات ملموسة لكبح نشاطات الجماعات المتطرفة، في حين قال مسؤولو الحزب ان المعارضين، وفي مقدمهم "حزب المؤتمر"، يبالغون في تصوير الحوادث الفردية وتضخيمها.