سيطرت القوات الاميركية والافغانية الموالية لها أمس، على وادي شاهي كوت في جبال عرما بعد انسحاب مقاتلي تنظيم "القاعدة" وحركة "طالبان" من المنطقة. وأفاد قادة افغان متحالفون مع الاميركيين ان بعض هؤلاء المقاتلين فر في اتجاه الحدود الباكستانية، فيما اتخذ الباقون مواقع لهم في ولايات مجاورة، استعداداً لعمليات جديدة ضد الاميركيين. راجع ص10 وفي وقت اشارت منشورات وزعت في شرق افغانستان الى تشكيل نواة جبهة معارضة للوجود الاميركي تحت اسم "المعارضة المقاومة"، أفادت معلومات واردة من منطقة بغمان غرب كابول عن وجود تجمعات لمقاتلين مناهضين للاميركيين الذين اكدوا أمس حسم معركة غارديز. واعترف القادة العسكريون الافغان بأن السيطرة على شاهي كوت تمت من دون مقاومة تذكر من "القاعدة" و"طالبان"، واشار احدهم الى ان هؤلاء المقاتلين اعادوا تجميع صفوفهم في أربع ولايات شرقية هي وردك وخوست وغازني وباكتيا. وقال مساعد لوزير الدفاع الافغاني الجنرال محمد فهيم ان "معلومات الاستخبارات تفيد أن فلول طالبان والقاعدة تسلحت وتواصل تقدمها في هذه المناطق" الاربع. واضاف: "نعرف أنهم ما زالوا أحياء ويمكن أن يتسببوا في مشكلات، سننشر قوات يصل قوامها الى خمسة آلاف جندي لتتمركز في هذه المناطق". وأشار الى أن حوالى 700 جندي اتخذوا مواقعهم، و"قواتنا لن تهاجم على الفور. سنحذرهم أولاً عبر شيوخ القبائل، وإذا رفضوا التوقف عن إثارة المشكلات ولم ينأوا بأنفسهم عن العناصر الاجنبية والارهاب، سنهاجمهم". نواة مقاومة وكشفت مصادر أفغانية مطلعة ل"الحياة" أمس عن عزم بعض القيادات الأفغانية من الصف الثاني والثالث على إعلان جبهة موحدة لمقاومة الوجود الأميركي في أفغانستان تحت اسم "المعارضة المقاومة". وأفيد أن تلك القيادات راغبة في إعلان "الجهاد"، وهو ما تتحفظ عنه القيادات الأولى في التنظيمات الأفغانية. وعلم ان مقاتلي زعيم الاتحاد الإسلامي عبد رب الرسول سياف حفروا خنادق في منطقة بغمان غرب كابول، بعدما أعطى أوامره بإطلاق النار على كل أميركي يحاول التقدم في اتجاه معاقله التي لجأ إليها أخيراً، بعدما كان يقيم في كابول. وتلقت "الحياة" أمس منشورين باللغتين البشتونية والفارسية، يعارضان الوجود الأميركي في أفغانستان ويشيران الى التعدي على كرامات المقاتلين العرب داخل أفغانستان. كما يشيدان بهؤلاء ودورهم في مقاومة ذلك الوجود. ورأى مراقبون ان تصريحات وزير الدفاع الأفغاني عن وجود جيوب ل"طالبان" و"القاعدة" في ولايات وردك وغازني ولوغر، تشير إلى إمكان اتساع المقاومة ضد الوجود الأميركي، خصوصاً بعدما هدد أحد قادة "القاعدة" المقداد الأنصاري بشن هجمات في قندهار قريباً.