إسلام آباد، كابول، واشنطن - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - وصل مزيد من الجنود البريطانيين المشاركين في القوة المتعددة الجنسيات الى كابول امس، فيما ابرمت الحكومة الافغانية الموقتة اتفاقاً على نشر هذه القوة لحفظ الامن في العاصمة. راجع ص 2و3 وفي غضون ذلك، بدأت قوات مجوقلة اميركية استعدادات لتسلم قاعدة كامب رينو جنوب قندهار من وحدات مشاة البحرية مارينز التي افادت تقارير في الولاياتالمتحدة انها ستتفرغ لمهمة تعقب جيوب "القاعدة" و"طالبان". على صعيد آخر، اذاعت وكالة الانباء الاسلامية الافغانية ان مئة قروي قتلوا نتيجة غارة اميركية على بلدتهم في ولاية بكتيا شرق افغانستان. وأجرت القيادة الاميركية تحقيقاً في ملابسات الحادث بعدما استدعى اعيان المنطقة جنوداً اميركيين لتفقد مكان القصف والتحقق من انه طاول مدنيين. وقال ناطق باسم القيادة المركزية الاميركية ان الغارات في نهاية الاسبوع قرب غارديز قد تكون اوقعت ضحايا مدنيين، ما "قد يمثل مأساة"، بحسب تعبيره. وفي الوقت نفسه، افادت مصادر قبلية متحالفة مع الاميركيين ان الغارات اوقعت 70 قتيلاً بينهم بعض الاجانب، وذلك في اشارة الى مقاتلي "القاعدة". ومن جهة اخرى، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" ان ممثلين عن بن لادن اجروا في منتصف التسعينات اتصالات مع مسؤولي الاستخبارات الايرانية لمحاولة اقامة تحالف ضد الولاياتالمتحدة. لكن مصادر الصحيفة لم تؤكد اذا كان بن لادن التقى أياً من المسؤولين الايرانيين. البحث عن بن لادن وأعطت مصادر في واشنطن انطباعاً بأن استراتيجية جديدة ستعتمد لتعقب زعيم "القاعدة" اسامة بن لادن الذي "اختفى اثره"، لكن "المعلومات الاستخباراتية الاحدث تؤكد انه لا يزال حياً"، على ما افاد السناتور بوب غراهام رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، مشيراً الى ان "احداً لا يعرف اذا كان بن لادن لا يزال في كهوف تورا بورا او تسلل الى باكستان". وأعلنت مصادر البنتاغون ان جنوداً تابعين للفرقة 101 المنقولة جواً، سيتسلمون قاعدة كامب رينو من المارينز و"سيتابعون مهمات قتالية للقضاء على جيوب القاعدة وطالبان وسيواصلون فرز الأسرى البالغ عددهم 150 في القاعدة". ولم توضح المصادر المهمات التي ستناط بالمارينز، لكن الاعلان اوحى للمراقبين انهم سيتفرغون لمهمات اكثر تعقيداً، في ظل تقارير عن وجود جيوب ل"القاعدة" و"طالبان" في مناطق عدة جنوبافغانستان. وأعلنت وزارة الدفاع البريطانية امس، انه تم التوقيع على اتفاق نهائي حول انتشار القوة الدولية للمساعدة على اقرار الامن في افغانستان في كابول. ووزعت الوثيقة على الدول المختلفة المشاركة في القوة كي توقعها بدورها، على ان يتم بعد ذلك الاعلان عن تركيبة القوة. ولم تتضح على الفور صيغة الاتفاق او التنازلات التي قدمت من اجل ابرامه، الا ان ناطقاً افغانياً اكد انه يتضمن فقرة تلزم الجنود الاجانب بمراعاة التقاليد السائدة في البلاد. الغارات الاميركية وأفاد شهود ان القصف الاميركي اسفر خلال نهاية الاسبوع عن مقتل ما بين 70 ومئة شخص، "بينهم على الارجح مقاتلون من شبكة القاعدة في شرق افغانستان"، بحسب مصادر قبلية متحالفة مع الاميركيين. وقال قسمت خان وهو من سكان غرديز عاصمة ولاية بكتيا في شرق افغانستان انه وصل الى كابول اول من امس. وأضاف: "كنت في غارديز عندما نفذت الطائرات الاميركية قصفاً عنيفاً على بلدة قلعة نيازي" قبل منتصف ليل السبت. وتابع: "ظل دوي الانفجارات يتناهى الى مسمعي عند الثامنة او التاسعة صباح اليوم التالي قبل مغادرتي الى كابول"، حيث حل ضيفاً على امين الله زادران وزير الشؤون الحدودية في الحكومة الانتقالية. وأشار قسمت خان الى وجود "أجانب" بين القتلى الذين سقطوا اثناء الغارات، فيما صرح ميرا جان وهو ضيف آخر لدى الوزير زادران بأن معظم المقاتلين الذين ما زالوا يجوبون ولايتي خوست وباكتيا الشرقيتين هم من العرب والشيشان. وقال خان ان قلعة نيازي كانت تضم مستودعاً للذخيرة اثناء حكم "طالبان"، لكن تعذر معرفة اذا كان المستودع ما زال موجوداً أو اصيب في الغارات. وتضارب كلام ضيفي الوزير زادران مع ما افاد به شهود وسكان لوكالة الانباء الاسلامية عن مقتل حوالى مئة شخص خلال الغارات التي اعتبروا ان لا مبرر لها