} تصاعدت حدة الجدل حول استمرار تعرض مناطق آمنة في أفغانستان لغارات جوية أميركية، فيما ربطت حكومة حميد كارزاي الموقتة بين عمليات القصف والقضاء على "بضعة جيوب مقاومة" لتنظيم "القاعدة"، معربة عن أملها بأن ينتهي ذلك خلال ثلاثة أو أربعة أيام. جاء ذلك في وقت أعلنت القيادة الاميركية تدمير مبانٍ في غازني لجأت إليها فلول حركة "طالبان"، من دون أن تستبعد وجود مدنيين داخل هذه المباني. كابول، واشنطن - أ ف ب، رويترز - أعلن محمد هابيل الناطق باسم وزارة الدفاع الافغانية أمس، أن آخر جيوب المقاومة التابعة لتنظيم "القاعدة" في أفغانستان، قد يقضى عليها "خلال ثلاثة أو أربعة أيام"، وبعدها ستنظر السلطة الافغانية هل عمليات القصف الاميركية لا تزال ضرورية. وقال هابيل: "على الاميركيين أن يوقفوا ضرباتهم عندما ننصحهم بذلك"، مؤكداً "ضرورة استمرار عمليات القصف على الاقل خلال الايام الثلاثة أو الاربعة المقبلة، وبعد ذلك سننظر هل لا تزال الضربات ضرورية أم لا". واشار الى أن "مقاتلين قدامى طلبوا في الايام الاخيرة من رئيس الحكومة الموقتة حميد كارزاي والسلطات الحكومية، دعوة الاميركيين الى وقف القصف لأنه لم تعد هناك عناصر من القاعدة ولا من طالبان" في المنطقة. وأضاف: "نعلم أنه لا يزال هناك مقاتلون من القاعدة ونعرف مواقعهم. ندل الاميركيين أين يقصفون ومتى لأننا نملك معلومات جيدة". واستدرك: "لا يمكن أميركا أن تقصف أفغانستان كما يحلو لها، من دون الحصول على موافقة من القادة المحليين ووزارة الدفاع". وقال الناطق الافغاني إن "جميع القادة الذين شاركوا في المعارضة ضد طالبان وأسامة بن لادن، قالوا إن هؤلاء الناس لم تعد لديهم القدرة أو الوجود ليمثلوا أخطاراً، فعددهم صغير في مناطق جبلية على الحدود مع باكستان ويمكن القضاء عليهم في غضون أيام". وتأتي هذه التصريحات غداة إبلاغ كارزاي شيوخ القبائل في شرق أفغانستان أنه سيطلب من الولاياتالمتحدة وقف الغارات، بعدما تعرض موكب لاعيان القبائل الآتين لتهنئته لقصف جوي، أسفر عن سقوط حوالى 65 قتيلاً. وأعلنت وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون أن الغارات دمرت الاربعاء الماضي مباني في ولاية غازني شرق كان يوجد في داخلها قادة من "طالبان". وقال الجنرال ريتشارد مايرس رئيس أركان الجيوش الاميركية في مؤتمر صحافي: "ضربنا هدفاً بالقاذفات الضخمة والطائرات التكتيكية ودمّرنا مجموعة مبانٍ في غازني، نعتقد أن غالبية الذين كانوا في داخلها هم قادة من طالبان". ولم يستبعد أن "عددًا من المدنيين كانوا داخل تلك المباني". وقال الاميرال كريغ كويغلي الناطق باسم البنتاغون إن قاذفتين على الأقل من طراز "بي 52" وطائرة حربية من طراز "اي سي 130" دمرت مجمع المباني المحاط بأسوار عالية، مستخدمة قنابل موجهة بدقة وغير موجهة. جاء ذلك غداة مقتل 40 مدنيًا وجرح عشرات آخرين ليل الاربعاء - الخميس عندما قصفت طائرات أميركية قرية ناقة في ولاية باكتيكا شرق أفغانستان المجاورة لغازني. وأكد البنتاغون مجدداً عدم حدوث خطأ عندما قصفت الطائرات الاميركية الاسبوع الماضي قافلة قرب غارديز في ولاية باكتيا. وأعلنت الناطقة باسم البنتاغون فيكتوريا كلارك أول من أمس، أن هذه الغارة استهدفت "موكباً عسكرياً للعدو". وأضافت: "ضربنا الهدف المقصود". ورداً على سؤال عن مقتل مدنيين في الغارات الجوية، قال مايرس: "إنها حرب ضد الارهاب ومن المحتمل للأسف وقوع مثل هذه الاحداث".