توقع أبرز المعلقين الاسرائيليين في الشؤون العسكرية والسياسية ان يوسع جيش الاحتلال مسرح عملياته العدوانية في الضفة الغربية وقطاع غزة لتحقيق أكبر قدر من "النجاحات العسكرية" قبل وصول المبعوث الاميركي الجنرال المتقاعد انتوني زيني الى المنطقة. وكتب المعلق العسكري في صحيفة "يديعوت احرونوت" اليكس فيشمان ان الهجوم في الأيام الثلاثة الأخيرة هو "الأوسع نطاقاً والأكثر تعقيداً منذ الحرب على لبنان قبل 20 عاماً". وزاد ان الطبقة السياسية تريد تحقيق مكاسب. ورأى المراسل السياسي لصحيفة "هآرتس" ألوف بن ان وراء تخلي رئيس الحكومة ارييل شارون عن شرط "أيام الهدوء السبعة... وقراره رفع الحصار عن الرئيس الفلسطيني رغبته في الظهور كمن قام بخطوات معتدلة، ولتمكين الجيش من مواصلة عمليات السيطرة على مدن ومخيمات فلسطينية "من دون مضايقة خارجية"، وانه في واقع الأمر تلقى دعماً كاملاً من الادارة الاميركية لهذه العمليات لافتاً الى تصريحات للسفير الاميركي في تل ابيب دان كيرتزر امس عن حق اسرائيل الكامل وغير المحدود في الدفاع عن نفسها، من دون ان ينتقد بكلمة واحدة العدوان المنفلت في الأيام الأخيرة. وتابع المراسل ان شارون يطمح، من خلال تنازلاته المذكورة الى موافقة اميركية على طلبه اجراء تعديلات في "تفاهمات تينيت" وانه سيبدي موقفاً متشدداً من مسألة ارسال مراقبين اميركيين الى المناطق الفلسطينية، وسيصر على تفاهم مسبق على صلاحياتهم كي لا تشمل مراقبة الأعمال العسكرية لجيش الاحتلال. الى ذلك، نقلت صحيفة "معاريف" عن شارون ابلاغه زعيم حزب الروس الوزير اليميني ناتان شارانسكي ان تنازله عن شرط أيام الهدوء السبعة "اجراء تكتيكي ناجح وحيوي" لمنع الاميركيين من ممارسة ضغوط علينا ما يتيح لنا الآن محاربة الارهاب بحرية تامة، فقد تلقيت الضوء الأخضر وهذا أفضل من الانشغال بأيام الهدوء". أما مدير مكتب رئيس الحكومة اوري شيني فحاول اقناع اليمين الغاضب من رفع الحصار عن الرئيس عرفات بالقول انه قرار رفع الحصار "لا يعني سوى ان عرفات سينتقل من قفص الى آخر". وتابعت الصحيفة ان شارون اقتنع ايضاً بموقف وزير دفاعه زعيم العمل بنيامين بن اليعيزر الداعي الى رفع الحصار عن الرئيس الفلسطيني "الذي لم يأت بالنتائج المتوخاة، بل حرض الفلسطينيين، الذين رأوا اهانة رئيسهم، على مزيد من العمليات الانتحارية". وزادت ان بن اليعيزر بات مقتنعاً بأنه من غير الممكن دحر "الارهاب" بالقوة وحذر رئيس حكومته من جر اسرائيل الى حرب ستؤدي الى فوضى وخسائر في الأرواح وغضب عالمي. وعلى رغم البطش العسكري المتصاعد، اعترف بن اليعيزر امس ان الأزمة في المنطقة لا يمكن حلها بالوسائل العسكرية فقط و"طاولة المفاوضات هي المكان الوحيد الذي يمكن فيه تسويتها"، ثم واصل تهديداته بأن اسرائيل "ستواصل محاربة الارهاب" وان اجهزة الأمن نجحت في احباط 80 في المئة من العمليات العدائية. وعبر عن تفاؤله بنجاح المبعوث زيني في مهمته. وأعلن رئيس اركان الجيش الجنرال شاؤول موفاز ان العدوان على رام الله سيستمر "لتدمير البنية التحتية الارهابية". ووصف العمليات العسكرية الأخيرة في الأراضي الفلسطينية بأوسع عملية هجومية لجيش الاحتلال منذ سنوات "لكن الجيش لا ينوي البقاء في الأراضي أو القضاء على السلطة الفلسطينية". الى ذلك، استبعدت مصادر سياسية رفيعة ان تقرر اسرائيل، قبل وصول نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني اليها السماح للرئيس الفلسطيني بالسفر الى العاصمة اللبنانية للمشاركة في القمة العربية، لكن مصادر صحافية توقعت ان يتم الاعلان عن ذلك خلال الزيارة "كبادرة حسن نية تجاه الضيف الكبير".