هدد وزير الدفاع الإسرائيلي بنيامين بن اليعيزر برد ملائم على "اعتداء" الخضيرة الذي أسفر عن مقتل ستة إسرائيليين والمهاجم، مضيفاً ان إسرائيل تحتفظ لنفسها بحق الرد وحرية التصرف دفاعاً عن مواطنيها، و"سنرد بكل وسيلة وفي الوقت الذي نراه مناسباً". وزاد بعد اجتماعه بنائب وزير الخارجية الأميركي جون بولتون ان الرئيس الفلسطيني هو المسؤول عن كل ما يحصل، و"مسألة مواصلة العمليات العدائية أو وقفها رهن برغبته"، واتهمه بعدم اتخاذ اجراءات لوضع حد لهذه العمليات. وطلب بن اليعيزر من ضيفه أن تدرس الإدارة الأميركية احتمال عودة الجنرال المتقاعد انتوني زيني إلى المنطقة لمواصلة مهمته "لأن الضغط الوحيد الذي يؤثر على عرفات هو الضغط الأميركي". ورفض أن يكون اغتيال المسؤول في "فتح" رائد الكرمي سبباً في تنفيذ العملية. ووصف فترة الهدوء التي سادت في الأسابيع الستة الماضية بأنها "وهمية"، زاعماً أن انذارات في شأن نية "جهات ارهابية" ارتكاب عمليات انتحارية تواصلت. ونقلت الاذاعة العبرية أن شارون وبن اليعيزر أجريا منذ ساعات ليل الخميس - الجمعة مشاورات مكثفة لدرس التدهور الأمني الحاصل وسبل الرد، وان الرجلين تحدثا عن فرض عزلة تامة على الرئيس الفلسطيني المحاصر في رام الله. وهدد مسؤولون سياسيون "بتلقين الفلسطينيين درساً لن ينسوه". وقال أحد مستشاري رئيس الحكومة آفي بازنر إن إسرائيل لن تقف مكتوفة الأيدي حين يقتل مواطنوها. وسربت مصادر قريبة من شارون دعوتها الشعب الفلسطيني "إلى محاسبة الذات وإطاحة عرفات"، واصفة أياه بأنه عقبة رئيسية في طريق تهدئة الأوضاع واستئناف المفاوضات السياسية. وعادت لتتهمه ب"الكذب والخداع"، وهددت بأن المواجهة ستدوم طويلاً لكن "إسرائيل ستنتصر في نهاية المطاف". وزادت ان الولاياتالمتحدة ستتفهم الرد الإسرائيلي على "عملية الخضيرة". وطالب أحد الوزراء بأن "تثقل الحكومة على عرفات أعباء الحياة، كما يفعل معنا حتى يضطر إلى الرحيل من المنطقة". ودعا وزير الأمن الداخلي عوزي لنداو إلى محاربة "الإرهاب الفلسطيني" بقوة، وأن تبادر قوات الجيش الإسرائيلي "إلى عمليات عسكرية وعدم الاكتفاء بعمليات رد على عملية انتحارية هنا وهناك"، ونصح الحكومة باتباع السياسة الأميركية في محاربة الإرهاب في أفغانستان. وبدا أن العملية الانتحارية لم تفاجئ الإسرائيليين، وتحديداً المعلقين الصحافيين الذين توقعوها في مقالاتهم الأسبوعية أمس وكتبوها قبل وقوعها. وأشار هؤلاء إلى أن التصعيد الإسرائيلي في الأسبوع الأخير بدءاً بهدم المنازل في رفح ومروراً بهدم منازل أخرى في القدسالمحتلة وانتهاء باغتيال الكرمي، أنذر برد فلسطيني قد يحمل عملية انتحارية في قلب إسرائيل وكتب المعلق العسكري في "يديعوت أحرونوت" اليكس فيستمان يقول إن شارون وقادة أجهزة الأمن قرروا فور ضبط سفينة الأسلحة انهاء فترة الهدوء واتخذوا سلسلة قرارات في هذا الاتجاه، منها "اجراءات عسكرية تصعيدية متدحرجة ومتتالية واستئناف اغتيالات الناشطين الفلسطينيين". وأضاف ان إسرائيل توقعت أن يفجر اغتيال الكرمي الهدوء وأن يرد تنظيم "فتح" على العملية، و"عملياً، فإن فتح قامت بما توقعه شارون ورئيس أركان الجيش شاؤول موفاز ومكنت المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية من إعادة فرض الطوق الأمني والحصار". وكتب المعلق العسكري في "هآرتس" زئيف شيف ينتقد توقيت عمليات الهدم في رفح والقدس واغتيال الكرمي، واعتبره سيئاً ويمس بالأهداف الاستراتيجية لإسرائيل. وزاد ان أحداً من المسؤولين الإسرائيليين لم ينسب إلى الكرمي تهمة التخطيط لعملية انتحارية لتبرير تصفيته "ما يدفع كثيرين من الإسرائيليين إلى التساؤل هل إسرائيل معنية حقاً بالهدوء". وكتب زميله عوزي بنزيمان منتقداً عدم قيام إسرائيل ببادرة حسن نية تجاه الفلسطينيين بعد أسابيع الهدوء: "كان ممكناً الانطلاق في تفاوض سياسي رداً على الهدوء. وكان ممكناً أيضاً تفجير هذا الهدوء وهذا ما فعله شارون بمصادقته على هدم المنازل واغتيال الكرمي، والنتيجة متوقعة: انتهاء فترة الهدوء". لكن آراء المعلقين وغيرهم تبدو قليلة التأثير على رئيس الحكومة الذي يستمد قوته من التأييد الشعبي الجارف وغير المسبوق لسياسته وغطرسته وقوة بطشه. إذ أكد استطلاع جديد للرأي ان الشعب الإسرائيلي بغالبيته العظمى يصفق لشارون وممارساته، إذ أيد 71 في المئة من الإسرائيليين اغتيال الكرمي، وأيد 61 في المئة جريمة هدم البيوت، مصدقين رواية الجيش انها كانت خالية من أهاليها.