اتهمت السلطة الفلسطينية الولاياتالمتحدة بالتواطؤ مع اسرائيل في معاودة احتلال الاراضي الفلسطينية. فيما بدت المواجهة الشاملة غير المتكافئة بين الفلسطينيين والاسرائيليين في اوجها، إذ يسابق جيش الاحتلال الزمن لفرض وقائع جديدة على الارض قبل وصول المبعوث الاميركي الخاص الجنرال انتوني زيني الى المنطقة. ووصفت مصادر اسرائيلية الحملة العسكرية بأنها "الاكبر منذ حرب لبنان" عام 1982، فيما قال وزير الاعلام والثقافة الفلسطيني انها "الاشد خطورة كونها تستهدف العاصمة الموقتة للسلطة الفلسطينية". وأضاف عبد ربه في تصريحات الى "الحياة" ان اسرائيل ما كانت لتقدم على احتلال رام الله من دون علم واشنطن". وقال مسؤول جهاز الامن الوقائي الفلسطيني في قطاع غزة العقيد محمد دحلان ل"الحياة" ان السلطة الفلسطينية "ستستمر في الصمود وعدم الرضوخ للمطالب والابتزازات الاسرائيلية"، مؤكدا ان قراراً اتخذ بمقاومة جيش الاحتلال الى النهاية. ووصف موقف الولاياتالمتحدة بأنه "مخز ويعطي غطاء كاملا للعدوان الاسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني". وأكد ما نشرته "الحياة" امس عن مساعي وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز خلال لقائه احمد قريع ابو علاء اسقاط "خطة تينت" الاميركية والمبادرة السعودية. وأوضح ان بيريز حاول فرض "افكار واقتراحات واحلام على الفلسطينيين للقفز على الالتزامات الواردة في الاتفاقات وفي مقدمها وثيقة "تينت" ويريد تفريغ مضمون ومحتوى الافكار السعودية التي تمثل افقاً سياسياً مقبولا والتهرب من الالتزامات بالاتفاق مع شارون من خلال الاصرار على مناقشة وثيقة "ابو علاء - بيريز" التي يرفضها الفلسطينيون بشكل قاطع". وقال دحلان ان بيريز بالتعاون مع شارون يحاول تمرير مخطط اتفاقات مرحلية طويلة الامد تكرس الاستيطان والاحتلال العسكري للاراضي الفلسطينية". ووجهت السلطة الفلسطينية نداء عاجلا الى مجلس الامن الدولي لاتخاذ اجراءات فورية لوقف الحرب التي تشنها اسرائيل على الفلسطينيين، "فيما يقف العالم متفرجاً". وقال نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات للصحافيين امام مقر عرفات الذي عادت الدبابات الاسرائيلية لمحاصرته "نرجو من العالم التدخل الفوري لوقف المجازر التي يرتكبها شارون وذلك يتطلب تدخلا فورياً". ووصل ميغيل موراتيونس المبعوث الاوروبي الخاص الى مكتب عرفات في ظل احتلال الجيش لمدينة رام الله واعرب عن شجبه الاعتداءات الاسرائيلية على المخيمات الفلسطينية. وفي رام الله منع الجيش الطواقم الاعلامية الاجنبية من دخول المدينة وتغطية الحملة العسكرية عليها، فيما اطلق الجيش نيران اسلحته الثقيلة باتجاه 40 صحافياً ومصوراً كانوا يغطون عملية الاجتياح مساء الاثنين لمدة 15 دقيقة، ما أدى الى اصابة كاميرا مصور شبكة "اي بي سي" الاميركية بسبع رصاصات. واعلن الجيش الاسرائيلي ان عمليته العسكرية في رام الله والبيرة ستتواصل "طالما كان ذلك ضرورياً"، مضيفا ان الهدف من احتلال رام الله "تدمير البنية التحتية للتنظيمات الارهابية". ووضع استحكامات في محاور الطرقات واقام مواقع قنص، فيما جرفت الجرافات مساحات واسعة من شوارع المدينة وزج بمزيد من الدبابات في محيط مخيمي الامعري وقدورة، استعدادا لاقتحامهما. ووجهت السلطة الفلسطينية نداء الى المواطنين بعد الاقتراب من مواقع الاشتباكات والتزود بالمواد الغذائية الاساسية وعدم الوقوف قرب النوافذ او على اسطح المنازل.