نفت الحكومة الايرانية اعتقال أي إيراني في أفغانستان، وذلك في ردها على تقارير تحدثت عن اعتقال جنرال في الحرس الثوري وتسليمه الى القوات الاميركية، مع عدد آخر من الرعايا الايرانيين. وجاء ذلك في وقت اتهم الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني الادارة الاميركية بممارسة "سياسة الترهيب الدولي" بعد نشر بعض التفاصيل عن مشروع أميركي للتصدي نووياً لسبع دول بينها إيران. وأشاد الرئىس الإيراني محمد خاتمي بالشعب الأميركي "العظيم". داعياً هذا الشعب الى "إدانة سياسة الادارة الاميركية الداعية الى الحرب". وتأتي هذه التطورات ضمن مسلسل السجالات المتصاعدة بين طهران والادارة الاميركية منذ توجيه الرئىس الاميركي جورج بوش تهديدات لايران، و"اتهامها بالتدخل في أفغانستان لزعزعة الاستقرار فيها". ودخل على خط التجاذب وزير الداخلية الافغاني يونس قانوني عبر استدعائه ديبلوماسيين إيرانيين في كابول للاعتراض على قيام التلفزيون الايراني ببث خبر عن حصول انفجار أمام السفارة الاميركية في كابول، واصفاً هذا النبأ بأنه "كاذب واختلق لاثارة التوتر والايحاء بعدم وجود الامن في أفغانستان". وكان رفسنجاني الذي يترأس مجلس تشخيص مصلحة النظام حذر الاميركيين من مغبة وقوعهم في الوحول الافغانية ومن إمكان ظهور "مقاومة عسكرية لوجودهم" في أفغانستان. وحمل أمس على الادارة الاميركية واتهمها بالعمل على ممارسة "سياسة الرعب والترهيب ضد المجتمع الانساني وإثارة القلق في بعض الدول كي تتمكن واشنطن من تحقيق مطالبها"، مشيراً الى المشروع الذي عرضه الرئىس الاميركي جورج بوش على الكونغرس الاميركي للتصدي لسبع دول بينها إيران بواسطة الاسلحة النووية. ورأى رفسنجاني أن نشر هذا النبأ السري في صحيفة "لوس أنجليس تايمز" يُظهر "جدية الولاياتالمتحدة الاميركية في تهديد العالم". واعتبر أن الادارة الاميركية تظن "أنه عبر التلويح بخطر الخيار العسكري فإن هذه الدول ستتخلى عن مطالبها المنطقية". وكانت "لوس أنجليس تايمز" أفادت نقلاً عن تقرير لوزارة الدفاع الاميركية البنتاغون أن الادارة الاميركية أبلغت الوزارة بوجوب اتخاذ كل الاستعدادات لاستخدام أسلحة نووية صغيرة في سبع دول إذا دعت الحاجة، وهذه الدول هي الصين وروسيا والعراق وإيران وكوريا الشمالية وليبيا وسورية". ورد رفسنجاني "بأن الادارة الاميركية تتحدث فقط عن القنبلة الذرية والقصف لاضعاف معارضيها بينما لا تعطي أي اهتمام لمكافحة المخدرات، وتقوم بدعم مافيا المخدرات وشبكات الاستخبارات والدعارة". ورأى رفسنجاني في كلمة أمام قادة قوى الامن الداخلي "أن الادارة الاميركية هي بصدد إيجاد حكومات عميلة تقوم بتنفيذ مآربها". وكانت طهران وقعت مع حكومة حاميد كارزاي اتفاقات عدة للتعاون ومذكرات تفاهم في مجال مكافحة الارهاب والمخدرات. خاتمي وأشاد الرئىس الإيراني محمد خاتمي بالشعب الأميركي ووصفه بأنه شعب عظيم. وأعرب عن أمله في أن يقوم هذا الشعب ب"إدانة سياسة الادارة الاميركية الداعية الى الحرب". وقال: "إن بلاده لن تقع في شراك دعاة الحرب". وأشار خاتمي الى أن تاريخ الادارة الاميركية مملوء بأبشع الحروب والانقلابات العسكرية ودعم الحكومات الرجعية، وقال: "إنها تصف إيران كأحد أطراف محور الشر، في الوقت الذي تدعو فيه الجمهورية الاسلامية الى السلام وحوار الحضارات". وكان خاتمي يشير الى مواقف الرئىس الاميركي جورج بوش ضد إيران، مضيفاً أن سياسة إيران تقوم على مواجهة العنف والارهاب والدعوة الى السلام والتنمية. وجاءت مواقف خاتمي خلال استقباله وزير خارجية البوسنة زلانغو لاغومجيا.