أعاد رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام في ايران هاشمي رفسنجاني الطلب من الإدارة الأميركية الإفراج عن ارصدة إيرانية مجمدة لديها، معتبراً ان ذلك سيكون خطوة نحو تسوية الخلافات بين البلدين. ويأتي هذا الموقف في وقت صعدت فيه ايران اخيراً من لهجتها ضد الإدارة الأميركية بعدما وصف الرئيس جورج بوش ايران بأنها احد "محاور الشر" مع العراق وكوريا الشمالية. وحذر وزير الاستخبارات الايراني علي يونسي واشنطن من ارتكاب اخطاء ضد بلاده بناء على معلومات كاذبة. وتظهر مواقف رفسنجاني وهو صاحب التأثير الكبير داخل النظام وله مكانة خاصة لدى المرشد علي خامنئي أن ايران مستعدة لمقابلة اي خطوة ايجابية من جانب الإدارة الأميركية بخطوة مماثلة، وأن الكرة من وجهة النظر الإيرانية ما زالت في الملعب الأميركي. ووصلت الحال بين طهران والإدارة الأميركية الى ما يشبه الطريق المسدود بعد التصعيد الأميركي الأخير، لكن ذلك لم يمنع الوسطاء، من حلفاء واشنطن، القيام بمبادرات خاصة من ابرزها المبادرة اليابانية التي تبحث عن مخرج للأزمة الراهنة بين الجانبين. وأصيبت الأوساط الإيرانية بخيبة امل تجاه اتهام واشنطنلطهران "بدعم الإرهاب وعرقلة عمل الحكومة الأفغانية الموقتة برئاسة حميد كارزاي والسعي الى زعزعة الاستقرار في افغانستان". لكن أبرز رد ايراني جاء خلال الزيارة الأخيرة لكارزاي الى طهران حيث اعلنت ايران دعمها الكامل لحكومته، ووقعت معه خمسة اتفاقات للتعاون السياسي والاقتصادي والثقافي، وكان البارز ايضاً التوقيع على مذكرتي تفاهم للتعاون في مجال محاربة الإرهاب ومكافحة المخدرات. وبالقدر الذي شكلت هذه الخطوة، بادرة حسن نية تجاه افغانستان، فإنها شكلت في الوقت ذاته رسالة الى نزع احد اسباب التوتر مع الإدارة الأميركية تضاف الى التعاون الذي أبدته طهران في مواجهة حركة "طالبان". وتتهم الأوساط الإيرانية اللوبي الصهيوني في الولاياتالمتحدة الأميركية بالوقوف وراء التهديدات الأميركية ضد ايران، وهو ما اعاد تأكيده وزير الاستخبارات الإيراني علي يونسي، مضيفاً ان واشنطن سترتكب الخطأ نفسه الذي ارتكبه الرئيس العراقي صدام حسين عندما هاجم ايران بناء على تحليل خاطئ. وأضاف: "إن اي عمل عسكري ضد ايران سيؤدي الى تشديد الوحدة الداخلية الإيرانية وتعزيز روح المقاومة وسيضع الجميع خلافاتهم جانباً". وقال يونسي: "ان ايران لا ترحب بأي حرب لأنها ستكون في غير صالحها، اما اذا فرضت عليها فستكون مضطرة للدفاع المقدس". وكان الرئيس محمد خاتمي وصف مواقف الرئيس الأميركي جورج بوش ضد ايران بأنها اهانة للشعب الإيراني، معتبراً ان بعض الساسة الأميركيين يفتقدون الى النضج والواقعية، اما الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني فكان وصف بوش بأنه يمتلك "عقل عصفور في جسم ديناصور". وترى الأوساط المتابعة لملف العلاقة الإيرانية - الأميركية ان مراهنة واشنطن على طرف ايراني دون آخر ستكون لها نتائج عكسية.