} أكد الرئيس الايراني محمد خاتمي ان بلاده لا تتدخل في شؤون اي بلد آخر، فيما دخلت القوات المسلحة الايرانية على خط السجال الدائر بين واشنطنوطهران، اذ انتقد وزير الدفاع علي شمخاني اتهام الرئيس الاميركي جورج بوش طهران بايواء اعضاء في "القاعدة" فارين من افغانستان. ولوحظ اجماع على هذا الموقف بين النواب الاصلاحيين والمحافظين خلال مداخلات في البرلمان الايراني. أكد الرئيس الايراني محمد خاتمى ان بلاده لا تتدخل فى شؤون اي بلد آخر، داعياً خلال استقباله امس، البطريرك المسكوني الارثوذوكسي برتولوميوس الذي يزور طهران حالياً، الى التفاهم والحوار بين الحضارات والاديان المختلفة. وفي الوقت نفسه، انضم وزير الدفاع الايراني علي شمخاني الى منتقدي التحذيرات التي وجهها الرئيس الاميركي جورج بوش الى ايران اواخر الاسبوع الماضي. ونفى شمخاني صحة ما المح اليه بوش عن لجوء عدد من اعضاء تنظيم "القاعدة" بزعامة اسامة بن لادن الى الاراضي الايرانية. وجاء ذلك في وقت قال مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الادنى وليام بيرنز ان ما يجري في افغانستان هو مهمة دولية تشترك فيها الولاياتالمتحدة الى جانب البلدان التي تنظر الى الامور بنظرة حضارية لمكافحة الارهاب. وأوضح بيرنز خلال مؤتمر صحافي عقده فى المنامة مساء اول من امس، ان مكافحة الارهاب هي بعيدة عن أي صدام بين الغرب والاسلام، فضلاً عن انه يصب فى مصلحة الشعوب المحبة للسلام والاستقرار وهو لن يتحقق الا من خلال التنسيق والتشاور. وحذرت أوساط المحافظين في طهران الرئيس الاميركي من "اللعب بالنار" على خلفية مواقفه التصعيدية ضد إيران، فيما رفضت اوساط الاصلاحيين مواقف بوش واعتبرتها معادية ومتأثرة بالنفوذ الصهيوني في الولاياتالمتحدة. وصدرت تحذيرات من بعض النواب المحافظين في البرلمان ضد واشنطن ودعت الى ضرب المصالح الاميركية في حال تنفيذ الادارة الاميركية تهديداتها ضد إيران. ورأى هؤلاء ان واشنطن تبحث عن اي ذريعة للضغط على طهران. وكان رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام الشيخ هاشمي رفسنجاني وصف مواقف الرئيس الاميركي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير تجاه ما يجب على إيران فعله في مكافحة الارهاب، بأنها مواقف تتسم "بقلّة الأدب"، مؤكداً أن "سياسة الترهيب والارهاب والوعيد لا تنفع مع إيران". وجاءت هذه المواقف بعدما اتهم بوش إيران بإيواء عناصر من تنظيم القاعدة التابع لأسامة بن لادن، كما حذرها من محاولة زعزعة الاستقرار في افغانستان وعرقلة عمل حكومة حميد كارزاي، حفاظاً على نفوذها ومصالحها في المناطق الافغانية المحاذية لحدودها. وردّت الديبلوماسية الايرانية على لسان وزير الخارجية كمال خرازي بأن اي عنصر من "القاعدة" سيتعرض للاعتقال في حال قيامه بدخول الاراضي الإيرانية. واعتبر خرازي انه من غير اللائق ان يقوم الرئيس الاميركي بوش بإطلاق مثل هذه الاتهامات دون دليل. ويتجه الموقف الإيراني نحو مزيد من التصعيد في الخطاب السياسي ضد واشنطن، لكن التحذير الأبرز هو الذي أطلقته صحيفة رسالت "لسان حال المحافظين" التي قالت: "ان على الرئىس الاميركي ان يعلم بأن ايجاد اي ازمة مع ايران لن ينحصر في حدودها الجغرافية بل سيطال كل دول المنطقة". وأضافت: "ان النار التي تريد اشعالها الادارة الاميركية ستدخل واشنطن في مواجهة مع كل مؤيدي الثورة الاسلامية الايرانية على امتداد العالم". كذلك وصفت النائبة الاصلاحية لالا كولائي العضو في لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية، مواقف بوش بأنها معادية، وتعود الى النفوذ الصهيوني. ودعت البرلمان الى بذل كل جهوده لحفظ المصالح الإيرانية في مواجهة مواقف بوش. واعتبر النائب خداد قيادي تلك المواقف بأنها "تبعث على الضحك"، لأن ايران كانت على عداوة مع "طالبان" و"القاعدة" قبل ان تصبح الولاياتالمتحدة على عدواة معهما. وحذر هذا النائب المحافظ، من إنه في حال هاجمت القوات الاميركية الحدود الإيرانية جواً أو براً، فإن مصالحها في المنطقة ستتعرض للضرب وأن إيران ستدافع عن سيادتها بكل ما لديها من قوة. أما عضو اللجنة البرلمانية الخاصة بالأزمة الأفغانية النائب قدرت الله علي خاني، فتحدث عن وجود استعداد داخل اللجنة للاستجابة الى التصدي لأي عنصر من "القاعدة" في حال قدم الرئيس الاميركي جورج بوش أدلة موثقة تثبت وجود اي من عناصر هذا التنظيم على الاراضي الايرانية.