حرص رئيس الحكومة الافغانية الموقتة حميد كارزاي لدى زيارته طهران امس، على تأكيد ان الموقف الايراني كان مكملاً للدور الاميركي في بلاده، فيما تبادل مع مضيفيه الايرانيين مجاملات لها مدلولات لجهة مستقبل العلاقات وللدور الذي يمكن ان تضطلع به طهران في اعادة بناء افغانستان. أكدت ايران دعمها الكامل للحكومة الافغانية الموقتة، وأعلنت استعدادها للتعاون الشامل مع هذه الحكومة في المجالات كافة، وهو قرار ابلغه الرئىس الايراني محمد خاتمي الى رئيس الحكومة الافغانية الموقتة حميد كارزاي الذي بدأ زيارته الاولى لايران امس. وفي المقابل، شدد كارزاي على اهمية دور ايران في عملية اعادة البناء والاعمار في افغانستان، داعياً الدول كافة بما فيها ايرانوالولاياتالمتحدة الى التعاون والاسهام في العملية. ويلتقي كارزاي اليوم مرشد الجمهورية آية الله علي خامنئي وهو لقاء له مدلولاته الخاصة في دعم الحكومة الافغانية، كذلك فإن الاستقبال الحار من جانب خاتمي لكارزاي، مثّل علامة اضافية على رغبة ايران المعلنة في دعم السلام الافغاني، فيما ظهرت رغبة مماثلة من جانب كارزاي تؤكد دور ايران في اعادة اعمار افغانستان. واصطحب رئيس الحكومة الافغانية معه احد عشر وزيراً بينهم وزراء الخارجية والطاقة والمهاجرين والزراعة والاعلام، وشدد على الدور الذي لعبته كل من ايرانوالولاياتالمتحدة في مساندة الشعب الافغاني بمواجهة الارهاب وحركة "طالبان". وقال: "إن ايران دولة جارة وصديقة، وعلى كل افغاني ان يشكرها لمساندتها بلاده في مواجهة الارهاب، مشيراً الى ان اعادة الاعمار والاستقرار والأن في افغانستان، امر مهم جداً بالنسبة لايران التي نريد منها ان تشارك في اعادة الاعمار وخصوصاً في مجالات التربية والصحة والطرق والبنية التحتية". اميركا - ايران وعن التهم الاميركية لايران بالتدخل في افغانستان، قال كارزاي: "ان ايران بلد صديق وجار ونحن نريد من كل الدول المشاركة في بناء افغانستان، وكما ساعدتنا ايران في مقاومة الارهاب وطالبان، فإن الولاياتالمتحدة ساعدتنا ايضاً في هزيمة طالبان. ونتمنى من كل الدول على رغم ما لديها من اختلافات ان تتعاون في اعمار افغانستان". وذكر ان بلاده لا تريد ان يلحق الضرر اي من جيرانها، وكان الرئىس محمد خاتمي حريصاً في مواقفه على التأكيد ان علاقات ايران مع بقية الدول لن تؤثر سلباً على علاقاتها مع افغانستان، وذلك في اشارة ضمنية الى الخلافات الايرانية - الاميركية، بعد التهديدات التي وجهها الرئىس جورج بوش لايران واتهمها بأنها تعمل على عرقلة عمل الحكومة الافغانية الموقتة. وقال خاتمي: "انه يجب دعم وتقوية الحكومة القانونية في افغانستان برئاسة كارزاي، والتعاون معها لتحقيق مطالب الشعب الافغاني". وأضاف: "اننا متفائلون بمستقبل افضل لأفغانستان ونريد لها الامن والاستقرار والثبات، وتهيئة الارضية المناسبة لاعادة الاعمار والبناء، وسيكون لنا تعاون كحكومتين وفي شكل شفاف". وشدد خاتمي على ان لايران دوراً طبيعياً نظراً للاشتراك مع افغانستان في الدين والجغرافيا، وان بلاده ستبقى الى جانب الشعب الافغاني، موضحاً ان ثبات واستقرار افغانستان هو ايضاً مصلحة ايرانية. واكد ان ايران لا تفكر ولو للحظة واحدة في التدخل بالشؤون الداخلية الافغانية وما يهمها هو الاستقرار الافغاني والتطور والتقدم وحظيت جملة ملفات باهتمام الجانبين وخصوصاً ملف اللاجئين الافغان الموجودين منذ سنوات طويلة على الاراضي الايرانية ويقدر عددهم بمليوني لاجئ. وتراهن الاوساط الايرانية على ان تفتح هذه الزيارة آفاقاً جديدة في العلاقة بين الجانبين على رغم ان اهمية هذه المحادثات تدخل في تقاطع المصالح الايرانية - الافغانية - الاميركية. وقد يؤدي التطور بين طهران وكابول الى المساهمة في اقفال احد ملفات المواجهة بين ايران والادارة الاميركية حول افغانستان، علماً ان طهران كانت استبقت الزيارة باقفال مكاتب قلب الدين حكمتيار زعيم الحزب الاسلامي الافغاني المعارض لحكومة كارزاي وللوجود الاميركي في افغانستان.