عدد جديد من "الآداب" 1/2/2002 استهله رئيس تحريرها بافتتاحية حول الازمة التي عانتها هذه المجلة الأدبية العريقة والحلول التي توافرت مبدئياً مساهمة في استمرارها. وحمل غلاف العدد عنوان الملف الرئىس "المقاومة الفلسطينية المسلحة: الأبعاد الأخلاقية والقانونية والسياسية"، وقدمه عمر البرغوثي وسماح ادريس. وشارك فيه: اسئلة البعد الأخلاقي، السيد محمد حسين فضل الله، نوم تشومسكي، مصطفى البرغوثي، نورمن فنكلستين، ريتشارد فالك، سهيل الناطور، الشيخ نعيم قاسم، جورج حبش، أسامة حمدان، النائب عصام مخول، ابراهيم علوش. ودار الملف حول ثلاثة محاور: أسئلة البعد الأخلاقي، أسئلة البعد القانوني، أسئلة البعد السياسي. ومن "قصائد" العدد: يوسف المعمدان نزيه أبو عفش، وصايا الجنوبي العشر محمد ديبو، ملحمة الناصري محمود صالح، قمر قندهار حسن فتح الباب، لا تعش على ذكرى وطن عماد جبار. ومن القصص: امرأتان وعاشقة لنا عبدالرحمن، الورد والنار علاء اللامي، سفر التكوين هشام غرايبه، سر انشاء جائزة باسم هاني الراهب خالد زغريت، الهوس المحتمل ياسين لمقدم. اما الحوار فمع جون جوردان حول صدى الصراع العربي - الاسرائىلي أجراه: دايفيد برسميان، ترجمة: سماح إدريس. ومن المواضيع: تقنيات المسرح والسينما في يالو عبيدو باشا، تعرية النفس في ذكريات الأدب والحب جان طنوس، شهادة: انني نادم على ولادتي عبدالستار ناصر، بريد الآداب. وكتب الناقد سماح إدريس في الافتتاحية نصاً عنوانه "مستمران" وفيه: بعد "نداء الآداب" لم يتغير الكثير على الصعيد المادي، فلم تزد اشتراكاتنا الحكومية الا قليلاً أقل من خمسين. ولم تتخط الاشتراكات الفردية الاضافية المئة والستين، وأكثرها جاء نتيجة لتوسط مشتركين قدامى او لاهدائهم اشتراكات لأصدقائهم. وهم في الحالين مشكورون، ومصدر اعتزاز كبير لنا. ولكننا في مجال المجموعات الكاملة من المجلة، تمكنا من بيع اكثر من احدى عشرة مجموعة الى افراد ومؤسسات وجامعات في لبنان وأبو ظبي والكويت وبريطانيا والولايات المتحدة، وهو ما ضمن لنا استمرار الآداب عاماً كاملاً .... إذاً، المجلة مستمرة، عاماً بعام. وخطر التوقف وارد عند نهاية هذا العام، وكل عام يليه، ما دامت الاشتراكات والتبرعات قليلة. كنا نراهن على قدرة المجلة، بعد 49 عاماً من خدمة المواطن العربي، على الاعتماد على القارئ والطالب والاستاذ، لا على "دار الآداب" بشكل اساسي وطاغٍ، كي لا تبقى المجلة اسيرة تقلبات السوق النشرية شهراً بعد شهر. فخسرنا الرهان. وفشل رهاننا في ان يبادر المثقفون الى حملة ضغط على وزارات اعلامهم وثقافتهم وجامعاتهم ومدارسهم، او ان "يتنادوا" و"يتداعوا" وهاتان من كلماتهم الأثيرة لعقد مؤتمر يدعم استمرار الآداب، او ان يشكلوا لجاناً لتأمين الاشتراكات. وها نحن مجدداً امام "قجّة" دار الآداب، التي ليست دائماً سلة السيد المسيح عليه السلام! وأما على الصعيد المعنوي فكان ل"النداء" اثر طيب في تشجيعنا على الاستمرار في اصدار المجلة الى ما بعد الرمق الاخير. ونحن نشكر كل من كتب في موضوع احتمال توقف الآداب، ونخص بالشكر المنتقدين لأنهم - وبعضهم من دون قصد - ساعدونا في تحسس مواطن العلل والنقص. فحاولنا قدر المستطاع استدراكها خلال العام الماضي، ونعد بالمزيد خلال الفترة المقبلة، وربما ما كان لنا ان نفتح اذنينا جيداً لانتقاداتهم لو كنا في موقع القوة المادية والمعنوية. وكانت الثمرة الاولى لمثابرتنا وتجديدنا وهي ثمرة يعود فضل كبير فيها الى دخول كيرستن شايد في المعمعة ان فزنا بمنصب اكثر المجلات مبيعاً في اكبر معرض للكتاب العربي في لبنان، وهو معرض النادي الثقافي العربي 2/18 تشرين الثاني/ نوفمبر 2001 في اكسبو بيروت، متخطين جميع المجلات الثقافية الاخرى بلا استثناء، بما فيها تلك التي شحذت سكينها لذبحنا حين كبونا او حاولت ايهام القارئ ان مشكلة مجلتنا "فكرية" لا مادية. وكانت الثمرة الثانية لمثابرتنا وتجديدنا ان حظيت اعدادنا الاخيرة باقبال شبابي لافت، وبتغطية صحافية لم تشهدها مجلة عربية من قبل.