عملت نادية رشاد وهي طفلة في الإذاعة والمسرح المدرسي، واحترفت الفن مبكراً حين قدمت وهي لا تزال في الثانوية العامة الى مسرح التلفزيون مسرحيات موليير و"مدرسة الازواج" و"المتحذلقات" وغيرها. وبعد ذلك عملت في المسرح الحديث وقدمت "جواز سبرتو" و"النار والزيتون". وكان آخر اعمالها في المسرح القومي "سلطان زمانه" لمحمد فاضل و"الكدّاب" لابراهيم الصحن. وكانت آخر مشاركاتها التلفزيونية في مسلسل "أم كلثوم" حين جسدت شخصية منيرة المهدية. كتبت عدداً من الاعمال التلفزيونية منها "دعوة للحب" و"الرجاء التزام الهدوء" و"أزواج.. أزواج" و"البعض يتسلق الهرم" و"كعب داير". وكتبت الى السينما "آسفة ارفض الطلاق" و"القانون لا يعرف عائشة" و"حل يرضي جميع الاطراف" و"جواز في السر" وغيرها. "الحياة" التقتها أثناء تصوير دورها في مسلسل "قاسم امين" في مدينة السينما: ماذا عن دورك في مسلسل "قاسم امين"؟ - اجسد في العمل الذي كتبه محمد السيد عيد ويشاركني بطولته كمال ابو رية وجمال عبدالناصر واحمد خليل وماجدة الخطيب وعزة بهاء وميرنا، وتخرجه إنعام محمد علي، شخصية والدة قاسم أمين سنية وهي أول من لفتت نظره الى ظلم التقاليد للمرأة على رغم أن الشريعة تنصفها، وكانت ورثت عن والدها أراضيَ واطياناً رفض اخوتها اعطاءها إياها بدعوى أنها ستذهب الى الغرباء. كما لاحظ امين أن النفوس لا تكون على سجيتها إذ أن والدته كانت الزوجة الثانية لأبيه بعد تدخلات كثيرة من جدته. واصطدم أمين مبكراً بكل هذا وخرج منه بنتائج كبيرة. وعلى رغم مساندة والدته له دائما إلا أنها كانت تشغل حيزاً ضئيلاً من تفكيره، اكتشف عكسه عقب وفاة والده فأدرك انها كانت راجحة العقل ومستنيرة ولكن الأب لم يتعامل معها على هذا الاساس، وكل هذا جعله نصيراً للمرأة وطالب بأن تتعلم وتتحرر من الحجاب والذي كان يقصد به التحرر من الحجب وراء الاسوار وليس الملابس. وهل كانت لك ملاحظات بحكم أنك مؤلفة؟ - الشخصية شديدة الثراء، وكانت هناك مشاهد بعينها كنت أود ان تتطور بعض الشيء خصوصاً في طرح مشاعر الأم، وهو ما تفهمه في صورة كبيرة المؤلف محمد السيد عيد. كان متوقعاً ان تحققي نجاحاً بعد عرض "القاهرة والناس" و"الكداب" وهو ما لم يحدث.. ما السبب؟ - ما حدث أنني اختفيت فترة زادت على العشرة أعوام كنت أتنقل خلالها ما بين استوديوهات دبي وعجمان وابو ظبي واليونان، حيث كنت احصل على فرص كبيرة واشارك في بطولات محورية في الكثير من المسلسلات التليفزيونية إضافة الى الكتابة، وعقب عودتي قدمت مع المخرجة إنعام محمد علي مسلسل "دعوة للحب"، وبعد عرضه اعتقد الجميع انني اعتزلت التمثيل واتجهت الى التأليف، فما كان مني إلا أن شاركت في دور في الفيلم الذي ألفته عقب ذلك "آسفة ارفض الطلاق" لأكذب الشائعة، وكان صعباً ان أجعل الآخرين يسندون إليّ الادوار نفسها التي كنت اجسدها في الخليج، وبعدما تجاوزت هذه الحساسيات لم تأتِ اليّ الفرصة في هذا المستوى الذي كنت اتمناه واصبحت اعتذر عن ادوار لا تعطيني الفرصة اللازمة ويفلت من هذا مسلسلا "ارابيسك" و"أم كلثوم". هل تشترطين وجودك في الاعمال التي تؤلفينها؟ - احب ان اكون مطلوبة لا مفروضة، كما أنني افضل التمثيل في عمل لم أكتبه حيث تكون التجربة طازجة ومختلفة، وأستكشف الدور وأعاشره اكثر من دور أكتبه لانني افعل كل ما أريده على الورق فأشعر وكأني قمت بأدائه. لماذا أنت قليلة في الكتابة؟ - صُور لي أكثر من ثلاثة اعمال لم تعرض الى الآن فمن اين آتي بالحماسة لأستمر، خصوصاً وأنني لا اكتب لأتسلى ولكن لتُعرض اعمالي ويراها الجمهور. لماذا لم ترق كتابات المؤلفات الى مستوى كتابات الرجال الى الآن؟ - هذا ليس صحيحاً بدليل حصولي على جائزة افضل سيناريو عن فيلم "لحظات حب" في مهرجان الاذاعة والتلفزيون الاخير في المسابقة التي شارك فيها كُتاب رجال كثيرون، كما أن اعمالي تعرض على جميع القنوات شهرياً ولا يزال الجميع يكلمني عنها وتثير الانتباه، ولا يستطيع احد أن ينسى مسلسل "هي والمستحيل" لفتحية العسال، كما أن منى نور الدين تكتب عن المجتمع المخملي في شكل خاص جداً، ولا يقترب من هذا النوع أي من المؤلفين الرجال، ولا اشعر أننا اقل وإن كان إنتاجنا ليس غزيراً بما يكفي. هل يمكن ان تعدّلي دوراً في مسلسل لمؤلف آخر كونك مؤلفة؟ - لا، وإن كان هناك تعديل ضروري اطلبه بطريقة مهذبة لان المؤلف كائن حساس، ومن منطلق أنني لا احب هذا الامر مع أعمالي فلا احبه مع الآخرين. ما رأيك في الدراما العربية؟ - تطورت بلاد عربية كثيرة واصبحت تقدم دراما جيدة جداً وابرزها سورية، فيما تحاول الاخرى اللحاق بالركب ومنها الكويت والبحرين واليمن. هل تحلمين بتقديم اعمال معينة على مستوى التأليف أو التمثيل؟ - تمنيت تقديم رواية "الباب المفتوح" للطيفة الزيات لكنني لم اعرف إلى الآن مَن مِن ورثتها يملك حق بيع الرواية الى جهات الانتاج ولم نتمكن من شرائها. كما اتمنى الكتابة عن كفاح المرأة المصرية ما بين عامي 1946 و1956 لأن هذه الحقبة ثرية جداً في حياة المصريين عامة والمرأة خاصة، وعلى صعيد التمثيل اتمنى فرصة اكبر وادواراً تعطي فرصة للتنوع والتجديد. هل تفتقدين الترويج لاعمالك؟ - إنها طبيعة فيّ كنت اتساءل دوماً هل أنا فاشلة في العلاقات العامة؟ ولكنني وجدت عمالقة لا يجيدون هذه الامور ولا يسعون إليها وابرزهم محمود مرسي وامينة رزق.