بدأ عشق سميرة عبدالعزيز الفن منذ الصغر، ومارست هوايتها من خلال المدرسة ومسرح الجامعة. ثم قدمت في هيئة المسرح، التي كان لها فرع في الاسكندرية، عدداً من المسرحيات ومنها "القطر فات" و"الجريمة والعقاب" وغيرهما. وبعدما أوقف نشاط هذا الفرع، نقلت سميرة اقامتها الى القاهرة حيث أسند اليها كرم مطاوع الذي كان شاهدها على خشبة الاسكندرية، بطولة مسرحية "وطني عكا". وفي مسرحية "النهر والزيتون" لسعد أردش رشحت الى دور البطولة، لكن أردش اعترض وقال: "أريد فتاة من اكاديمية الفنون". يومها دفعتها هذه الجملة الى الالتحاق بمعهد الفنون المسرحية، فتخرجت فيه عام 1974، وقدمت من ثم عدداً من المسرحيات الى جانب الأعمال التلفزيونية الناجحة. وسميرة تقدم حتى الآن وبنجاح لافت، ومنذ 29 عاماً، برنامج "قال الفيلسوف" في اذاعة البرنامج العام. وهي شاركت في السينما في عدد قليل من الأفلام. "الحياة" التقتها وسألتها عن أدوار الأم وابتعادها عن المسرح القومي والسينما وتميزها في أعمال زوجها المؤلف محفوظ عبدالرحمن وأمور أخرى. على رغم بدايتك القوية على خشبة المسرح القومي، نجد انك ابتعدت عنه تماماً؟ - عقب تخرجي في المعهد، قدمت عدداً من المسرحيات على خشبته، منها "انطونيو وكليوباترا" لمخرج انكليزي و"فيدر" لمخرج فرنسي، و"الزفاف" و"28 سنتيمتر" و"رجل القلعة: صلاح الدين". وتوالت أعمالي فيه الى ان اصبح يقدم اعمالاً تجارية، مثل القطاع الخاص، وبما انني لا أحب هذا النوع من الفن، لم أستطع الاستمرار. وكان المتنفس لي المسرح التجريبي الذي قدمت من خلاله مسرحية "ترنيمة"، ثم "مخدة الكحل" من اخراج انتصار عبدالفتاح التي حصلت على جائزة أحسن عرض على مستوى العالم في مهرجان المسرح التجريبي. ودعينا الى العرض في دول كثيرة، منها فرنسا وايطاليا وسورية ولبنان والمغرب والهند وساراييفو وغيرها. بدأت بالفن في سن مبكرة، الا ان الجمهور عرفك متقدمة بعض الشيء في السن؟ - فضلت العمل في بدايتي في الإذاعة والمسرح وكنت اكتفي بهما، وعندما بدأت بالظهور في التلفزيون أديت أدوار الأم فعرفني الجمهور كبيرة نوعاً ما. هل كان من الممكن ان تكوني نجمة في مراحلك الأولى؟ - بدأت الفن في سن صغيرة، ولو كانت بدايتي سينمائية لكنت أصبحت نجمة ربما. وللنجمة مواصفات ليست موجودة عندي على أي حال. فإلى اتقانها الفن، لا بد من ان يكون لديها ما يخدمه ويلقي عليه الضوء. والنجومية جاءتني متأخرة وعلى كبر، وقد يكون هذا الإهمال مني، ولكن كل شيء، بإذن المولى عز وجل. ثم ان ليس كل نجمة ممثلة جيدة، وليست كل ممثلة جيدة نجمة، وأنا راضية بأن أكون ممثلة صادقة ومحترمة ويكفيني قول الناس لي "نحب تمثيلك لأنك محترمة". "ضمير أبله حكمت" بداية معرفة الجمهور الحقيقية بك كانت من خلال مسلسل "ضمير أبله حكمت" أمام فاتن حمامة، على رغم انك قدمت قبله أعمالاً كثيرة؟ - "ضمير أبله حكمت" وضعني على بداية طريق الشهرة، وكان أول عمل تقدمه فاتن حمامة في التلفزيون، ما ساعد على مشاهدته على مستوى العالم العربي، وكان عملاً ممتازاً. وأذكر انني قدمت قبله عدداً من الأعمال منها "عندما يختنق الحق"، عام 1982 مع إنعام محمد علي، وجسدت فيه دور دكتورة في الجامعة، والى الآن لا يزال أهل الشارع الذي أعيش فيه يعتقدون انني دكتورة. من يعجبك ممن أدوا أدوار الأم؟ ولماذا اختفت شخصيات الأم المؤثرة؟ - فردوس محمد قريبة جداً الى قلبي، ومن حسن حظي ان بعض من كتبوا عن دوري في "أم كلثوم" شبهوني بها. وهذا أسعدني كثيراً. والسينما تحديداً هي التي ابتدعت دور الأم الجيد. لكن معظم أدوار الأم اليوم، مكتوب في شكل سطحي وهامشي، مقارنة بدور البطل والبطلة، ونادراً ما يوجد دور أم جيد في السينما، على عكس التلفزيون الذي قد يقدم دوراً جيداً. ما ردك على اتهام البعض بأن زوجك المؤلف محفوظ عبدالرحمن يكتب لك أدوارك، ما يجعلك تتميزين في أعماله؟ - زوجي لا يكتب لي الأدوار، لكنه يحترم "الست" في حياته. وفي كتاباته ادوار المرأة تكون بالتساوي مع كل الأدوار المكتوبة. والأم عنده مقدسة ودورها يكون مؤثراً وفاعلاً لا سطحياً. وماذا قدمت معه من أدوار غير "أم كلثوم" و"بوابة الحلواني"؟ - قدمت معه أدواراً مهمة في أعمال لم تُعرض في مصر، منها "ليلة سقوط غرناطة" حيث أديت شخصية سيدة صاحبة حانة لديها قدر كبير من الحرية، و"الكتابة على لحم يحترق" حين جسدت دور أميرة فرنسية. ما أبرز أدوارك في السينما؟ ولماذا انت مقلة فيها؟ - شاركت في فيلم "من أجل الأبناء" أمام سميرة أحمد، ومن اخراج يحيى العلمي، وقدمت مع أشرف فهمي غير فيلم منها "إعدام قاضي" و"الراية حمرا" و"القتل اللذيذ" و"امرأة تحت المراقبة". ودور الأم في السينما ليس مخدوماً وهو دائماً هامشي. اذ تلجأ السينما عادة الى النماذج السيئة الشاذة. وقد رفضت اعمالاً كثيرة يكون فيها دور الأم سلبياً ومستهتراً، لأنني أرى ان الأم المصرية عكس ذلك. فهي ايجابية وفاعلة. ما رأيك في سينما اليوم؟ - هي انعكاس لما يدور في المجتمع. إذ لم يعد يذهب الى السينما غير الشباب، فتحولت كل الأعمال الى مخاطبتهم، وأصبح الاقتصاد يحكم المسألة، فحين ينجز فيلم شبابي ويحقق ارباحاً كبيرة يقلّده الآخرون، ولو كانت المواضيع مكررة. ما سبب النجاح الكبير الذي يحققه البرنامج الإذاعي "قال الفيلسوف" على رغم تقديمه منذ 29 عاماً؟ - يمتاز البرنامج بالتلقائية ويتيح لي امكان تلوين الصوت وتجسيد اللهفة الى المعرفة. هل يمكن ان تعتزلي الفن يوماً ما؟ - لن أعتزل الفن بل سأمثل الى ان أموت، ان لم يكن على خشبة المسرح فأمام الكاميرا. وأنا أحب الفن وليس لي متعة في الحياة غيره، مشاهدةً وممارسة. وما جديدك؟ - أصور دوري في مسلسل "سندس وأخواتها" أمام تيسير فهمي وعبدالرحمن أبو زهرة وابراهيم يسري ومن اخراج منير التوني، وأجسد فيه شخصية أم لخمس بنات وصبي. واستكمل دوري "مريم" في الجزء الثالث من مسلسل "بوابة الحلواني" امام سمية الألفي وعلي الحجار وخالد النبوي ومحمد وفيق واحمد راتب وهو من تأليف محفوظ عبدالرحمن واخراج ابراهيم الصحن.