"بيني وبين أم كلثوم علاقة خاصة جداً بدأت حينما حلمت حلماً فكرت فيه كثيراً... فقد رأيت أم كلثوم تقف بجانبي تغني على مسرح من مسارحها المعروفة ويبدو عليها التعب، فسارعت واقتربت منها فمدّت يدها وأعطتني القرآن الكريم ثم ارتاحت على كتفي. واستيقظت من النوم وأخذت أبكي لشدة حبي لها. ثم سألت عدداً من الأشخاص عن تفسير هذا الحلم فأشاروا عليَّ بأن أقرأ لأم كلثوم الكثير من آيات القرآن الكريم، ومنذ ذلك اليوم توطدت العلاقة بيني وبينها وإزدادت قوة ومتانة وبدأت أتعود على وجودها في حياتي قبل أن تتحدث معي المخرجة إنعام محمد علي عن مسلسل "أم كلثوم"...". هذه الكلمات وردت على لسان الممثلة صابرين قبل عام واثناء تصويرها لمسلسل "أم كلثوم" وهي كلمات تعبر عن العلاقة الوطيدة بينها وبين كوكب الشرق السيدة أم كلثوم التي جسدت شخصيتها في المسلسل الذي يتناول مسيرة حياتها وعرضه التلفزيون المصري وعدد من القنوات الفضائية العربية ونال تقدير الكثيرين من الذين أثنوا على العمل بكل عناصره وخصوصاً صابرين التي تفرغت تماماً لهذا المسلسل قرابة عامين. "الحياة" التقتها وهنا نص الحديث: من المؤكد أنك بذلت جهداً كبيراً للإلمام بمفاتيح شخصية أم كلثوم .. فكيف كان الإعداد لها؟ - لم اعتبره جهداً، بل حباً ورغبة في العمل. فالمخرجة إنعام محمد علي كانت قد اتصلت بي هاتفياً بعد شهر رمضان منذ عامين عقب عرض مسلسلي "جمهورية زفتى" والجزء الاول من "هوانم غاردن سيتي"، وقالت لي: "لقد تطور أداؤك وأصبح لديك نضوج فني كبير من خلال ما شاهدته من دوريك في المسلسلين، وسنلتقي قريباً في عمل" ولم تقل لي إنعام محمد علي شيئاً عن مسلسل "أم كلثوم". وبعد فترة قصيرة تحدثت معي عن المسلسل فطلبت منها قراءة السيناريو والحوار قبل تحديد رأيي، وفي يوم واحد قرأت العمل وأعلنت موافقتي في اليوم نفسه. ومع احتفاظي بمخزون حبي لأم كلثوم وأغنياتها بدأت في المرحلة الأولى من الاستعداد بأن عشت داخل غرفة نومي مع نحو ألف صورة لأم كلثوم جمعتها المخرجة في ألبوم يمثل مراحل تطورها. ثم بدأت المرحلة الثانية بمشاهدة شرائط الفيديو لحفلاتها في مصر وفي الخارج وتسجيلات لحوارات تلفزيونية معها وعنها تحدث فيها كبار الشخصيات. ثم قرأت كتاب "أم كلثوم عصر من الفن" للكاتبة نعمات احمد فؤاد وهو المادة العلمية لأحداث المسلسل التي كتبها محفوظ عبدالرحمن. وقرأت عدة كتب أخرى وشاهدت افلامها مرات عدة وذهبت مع المخرجة الى قرية طماي الزهايرة مسقط رأس أم كلثوم حيث تجولنا فيها وجلسنا مع عدد من أقارب أم كلثوم والعاملين عندها ليحدثونا عنها. ثم عشت مع سيناريو وحوار المسلسل لمحفوظ عبدالرحمن في شقتي التي حولتها الى ستوديو خاص أجري فيه البروفات. وحفظت الحوار تماماً ومع مصممة الازياء الدكتورة سامية عبدالعزيز عشت فترة تصميم الملابس واختيار الاكسسوارات واصبحت مستعدة تماماً ليبدأ التصوير. الخوف؟ نعم هل إنتابك الخوف؟ - نعم خفت بشدة لانني أمام شخصية غير عادية في مسلسل سيسجل في التاريخ وسيكون بمثابة وثيقة تاريخية، وسيذكر الجميع أن صابرين هي الممثلة التي جسدت شخصية أم كلثوم، لذلك فالمسلسل هو أهم عمل فني في حياتي وأم كلثوم أهم شخصية جسدتها. متى شعرت بالخوف؟ - طوال الفترة الماضية، حينما اختارتني المخرجة لتجسيد الشخصية واثناء الاعداد لها، واثناء التصوير، واثناء عرض المسلسل، وفترة عرض المسلسل هي اكثر الفترات التي شعرت فيها بالخوف .. لأن فيها معرفة النتيجة.. نتيجة الجهد البدني والذهني والعصبي والنفسي.. نتيجة التفرغ تماما قرابة العامين للمسلسل، فخلال هذه الفترة يتحدد مدى قبول العمل ومدى توفيقي في تجسيد الشخصية.. ولا ابالغ حينما اقول يتحدد مصيري كممثلة. والآن ما شعورك؟ وكيف تفكرين في المستقبل؟ - الحمد لله، جسدت الشخصية بنجاح وتوفيق، واعتقد انه لا توجد شخصية في الوطن العربي تصل الى مكانة أم كلثوم لكي اجسدها. ومن هنا تكمن صعوبة المرحلة المقبلة، لكنني على اية حال ممثلة وسأستمر في مسيرتي في المجال الذي احبه وسأحاول أن اجتهد في اعمالي المقبلة لأقدمها في صورة ترضي الجمهور وترضيني، ولا اخفي أن نجاح أم كلثوم وضعني في مأزق وجعلني قلقة مما هو آت، لكنني سأسير قدما وفي ذهني المحافظة على المكانة التي وصلت اليها. البعض أخذ عليك وزنك الزائد في بعض المشاهد؟ - بعد المرحلة الاولى التي كانت فيها أم كلثوم فتاة صغيرة في الريف انتقلت الى مرحلة أخرى اكثر تطوراً وفيها اقف على خشبة المسرح للغناء امام الجمهور الذي أحب صوتها، لذلك كان لا بد ان اقنع المشاهد انني في فخامة أم كلثوم التي تملأ مركزها على المسرح فزاد وزني. هل أثرت معايشتك الطويلة لشخصية أم كلثوم على شخصيتك؟ - من المؤكد أنني اكتسبت صفات عدة جديدة من خلال فترة العمل الطويلة ولعل أكبر استفادة أنني ازددت نضوجاً في هذا العمل الذي يعد أنضج تجاربي في التمثيل كما اصبحت اكثر ادراكا للحياة من خلال السيرة الذاتية لأم كلثوم. بعد هذا النجاح الذي جاء نتيجة مجهود شاق، ماذا تقولين؟ - أحب أن اؤكد ان النجاح هو نجاح لفريق العمل كله، فالكاتب محفوظ عبدالرحمن والمخرجة انعام محمد علي ساعداني كثيرا في الدخول الى الشخصية وأم كلثوم نفسها باعتبارها رمزاً وطنياً جعلتني اشعر انني اتحدث بلغة الوطن .. وبقية زملائي امام الكاميرا وخلفها كل ساهم باتقان دوره في هذا النجاح.