كابول -أف ب، رويترز - استقبل رئيس الحكومة الافغانية الموقتة حميد كارزاي بالترحاب في غرب البلاد حيث توجه لاجراء محادثات مع حاكم الولاية اسماعيل خان، في زيارة ترتدي اهمية كبيرة في اطار المحاولات لبسط سلطة الحكومة المركزية على انحاء البلاد. وتوجه رئيس الحكومة الافغانية الموقتة حميد كارزاي امس، الى هيرات كبرى مدن غرب افغانستان لاجراء محادثات مع حاكمها اسماعيل خان الموالي لايران. وافاد عبدالمتين احد المسؤولين في وزارة الاعلام الافغانية ان ثلاثة وزراء افغان يرافقون كارزاي في رحلته الاولى الى عاصمة ولاية افغانية منذ ان ادت حكومته القسم في 22 كانون الاول ديسمبر الماضي. ولم يتم كشف اي تفاصيل حول هذه الزيارة التي لم تعلن مسبقاً، لكن كارزاي يقوم بزيارته في وقت تتضاعف فيه بوادر الاضطرابات في الولايات الافغانية حيث تسعى الحكومة الانتقالية الى فرض سيطرتها بعد بضعة اسابيع من تشكيلها بمساندة الاممالمتحدة. وأكد اسماعيل خان دعمه لحكومة كارزاي، نافياً ان يكون يتلقى مساعدة عسكرية من ايران المتاخمة لهيرات، او ان يكون تلقى اي مساعدة عسكرية اميركية في الايام التي تلت 11 ايلول سبتمبر، واضاف: "ثبت ان المحتلين لا ينزلون كوارث بافغانستان فحسب بل يولدون لانفسهم ايضاً مشكلات مزمنة". ونظم استقبال حار لكارزاي عند وصوله الى هيرات حيث قوبل بالتصفيق وباقات الزهور الاصطناعية من مواطنين ومسؤولين محليين. وقال مسؤول محلي جرى الاتصال به هاتفياً من كابول: "عمت الفرحة منطقتنا، اصطف الناس لتحيته واخذوا يكبرون". الشمال وفي غضون ذلك، قال القائد الطاجيكي محمد عطا في مقره وسط مدينة مزار الشريف ان قوة خاصة شكلت من جماعات عرقية مختلفة لطرد القادة المتمردين من المناطق التي وقعت بها اشتباكات الاسبوع الماضي اسفرت عن مصرع 40 مقاتلاً. ونفى عطا صحة اشاعات عن خلاف مع قائد الميليشيات الاوزبكية عبدالرشيد دوستم. وقال ان القوة الجديدة ستبدأ عملها اليوم. وقال عطا: "عقد اجتماع واتفقنا على اختيار 600 شخص من مراكز الشرطة بينهم اعضاء من كل الجماعات العرقية. سيتمركزون عند نقاط التفتيش والاماكن المهمة الاخرى". واضاف "سيكون من بين الاعمال الاولى، طرد كل المسلحين من المراكز". وقال: "يجب ان ندرك ان الناس عانوا على مدى 23 عاماً، واعتادوا على الاسلحة ولذلك لا بد من مشكلات. وهذا سبب مطالبتنا بقوات لحفظ السلام". الشرق وفي المقابل، فشلت جهود الحكومة لانهاء صراع دموي في بلدة غارديز الشرقية، اذ رفض الحاكم الاقليمي المخلوع عرضاً بالحضور الى كابول لاجراء محادثات سلام. وكان نشب في غارديز صراع على السلطة بين قادة الفصائل المحلية، ادى الى مقتل نحو 50 مقاتلاً. وسافر فريق من الوسطاء الحكوميين الى غارديز مطلع الاسبوع الا انهم فشلوا في اقناع الجانبين بالتوصل الى اتفاق سلام على رغم انهم نجحوا في اقناعهما بوقف اطلاق النار لفترة قصيرة، وتبادل السجناء. وطالب فريق الوسطاء الذي ارسله كارزاي الجانبين بعدم اللجوء الى العنف مضيفاً ان الحكومة ستلجأ للقوة وقد تطلب من الولاياتالمتحدة شن غارات جوية ضد من يستأنف القتال. ولكن الحاكم الاقليمي هدد بمزيد من اعمال العنف اذا حاولت الحكومة الموقتة التدخل ضده. وقال اخوه: "هناك وقف لاطلاق النار حتى يوم الجمعة ونحن ننتظر ما سيقوله كارزاي. اذا عين احد بدلاً من زادران فسيشعل ناراً ضخمة ستكلفه الكثير وستخلق مشكلات كبرى لحكومته".