قرر زعيما الحرب الافغانيين امان الله خان واسماعيل خان تمديد وقف اطلاق النار الذي اتفقا عليه اول من امس، للافساح في المجال امام حكومة كابول لايجاد حل، وتشكلت لجنة لمراقبة هذه الهدنة. في غضون ذلك، تعرضت وحدة من القوات الخاصة الاميركية لاطلاق نار في شرق افغانستان، كما حاول مجهولون اطلاق قذائف على قاعدة لقوات التحالف الدولي، كذلك اطلق مجهول قذيفتين يدويتين على مبنى الاممالمتحدة في غارديز جنوب شرق، من دون سقوط جرحى في كلا الحادثين. كابول، بغرام - أ ف ب - اعلن زعيم الحرب الافغاني امان الله خان امس، انه تم تمديد وقف اطلاق النار الموقت الذي اتفق عليه اول من امس، مع حاكم هيرات اسماعيل خان، للافساح في المجال امام الحكومة المركزية في كابول لتسوية النزاع. وكانت المواجهات بين قوات الزعيمين بدأت مساء السبت الماضي وأوقعت ما لا يقل عن 12 قتيلاً و15 جريحاً، وهي تدور حول قاعدة شندند الجوية على بعد نحو مئة كلم جنوب هيرات. وتم التوصل الى وقف موقت لاطلاق النار اول من امس، اثر قيام وفد من حكومة كابول بوساطة بين الطرفين المتنازعين. وقال امان الله خان ان "وفد الوساطة سيعود الى كابول وتم تمديد وقف اطلاق النار وانشاء لجنة من عشرة اعضاء محايدين لمراقبته". وستبحث اللجنة مع الرئيس الافغاني حميد كارزاي سبل وضع حد نهائي لهذا النزاع، بحسبما قال امان الله خان، موضحاً انه اقترح نزع سلاح الطرفين. وتابع: "تحادثنا مع الوفد واقترحنا نزع سلاح الطرفين. وارتكبنا جريمة كبيرة وكل طرف يقول إنه غير مسؤول. لذا، فأفضل طريقة لحل المشكلة هي نزع سلاح الطرفين، وبعدما تقوم الحكومة المركزية بالتحقيق اللازم ستعرف من هو المسؤول الرئيسي عن هذه المعارك في منطقة شندند". وتدور معارك متقطعة بين قوات اسماعيل خان وقوات امان الله خان منذ ستة اشهر، اوقعت بحسب الاخير "اكثر من خمسين قتيلاً في صفوف المدنيين والكثير من الجرحى وأدت الى تدمير الكثير من المنازل". واتهم امان الله خان قوات اسماعيل خان بالبدء في القتال، مؤكداً ان حاكم هيرات يتصرف بدوافع "اتنية" ويسعى الى "طرد البشتون من غرب البلاد". هجمات على التحالف وعلى صعيد آخر، اعلنت ناطقة باسم الجيش الاميركي امس، ان وحدة من القوات الخاصة الاميركية تعرضت لاطلاق نار في شرق افغانستان مساء اول من امس، كما حاول مجهولون اطلاق قذائف على قاعدة لقوات التحالف الدولي. وقالت الكابتن ألين كرايمر في مؤتمر صحافي عقدته في قاعدة بغرام الجوية شمال كابول حيث تتخذ قيادة قوات التحالف لنفسها مقراً، ان "وحدة من القوات الخاصة في جلال آباد اكبر مدن شرق البلاد تعرضت لاطلاق نار من عشرة اشخاص كانوا يحملون اسلحة آلية" قرب هذه المدينة. واوضحت الناطقة ان طائرتين من طراز "اي-10" ارسلتا من قاعدة بغرام لدعم الوحدة واطلقتا قنابل مضيئة، ما دفع المهاجمين الى الهروب. وتابعت ان مطاردة المهاجمين كانت لا تزال متواصلة امس، وان مروحيتين من نوع اباتشي تدخلتا ايضاً قرب قاعدة لوارا الاميركية على بعد نحو 64 كلم من مدينة خوست جنوب شرق بعدما تم رصد مجموعة من خمسة اشخاص كانت تقوم بنصب صواريخ من عيار 107 ملم اول من امس. وتمت ملاحقة المجموعة فألقي القبض على احد عناصرها بينما تمكن الأربعة الآخرون من الفرار. ... ومبنى الاممالمتحدة كذلك اعلن ناطق باسم الاممالمتحدة امس ان مجهولاً القى قنبلتين يدويتين على مبنى تابع للمنظمة في غارديز جنوب شرق اول من امس، من دون سقوط جرحى. وقال مانويل ألميدا دا سيلفا الناطق باسم الاممالمتحدة في افغانستان ان "قنبلتين يدويتين ألقيتا على المبنى من دون ان تسفرا عن سقوط جرحى. وتناثر زجاج المبنى ووقعت اضرار مادية في داخله". واوضح ان القنبلتين اليدويتين ألقيتا بفارق بضع دقائق وان السلطات المحلية فتحت تحقيقاً في الحادث. واضاف ان الموظفين الثلاثة الاجانب في مقر المنظمة في غارديز عادوا الى كابول وطلب من الموظفين المحليين العودة الى ديارهم. واعلن محمد نادر فرهد الناطق باسم المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة التي تملك مكاتب في غارديز قبالة المبنى الذي تعرض للهجوم، ان عناصر امنية جمعت شهادات عن الحادث.