أبدت مصادر أفغانية مطلعة ل "الحياة" أمس مخاوفها من إتساع نطاق المواجهات بين مؤيدي الحكومة الأفغانية الموقتة ومعارضيها لتشمل منطقة خوست شرق أفغانستان، بعدما تمكن معارضون للحكومة من انصار الرئيس السابق برهان الدين رباني من طرد حاكم ولاية بكتيا المجاورة باتشا خان زدران وقواته من الولاية. وجاء ذلك اثر معارك عنيفة أسفرت عن سقوط أكثر من خمسين قتيلاً وعشرات الجرحى. وأخفق الطيران الاميركي الذي تدخل في مساندة زدران، وهو شقيق لوزير في حكومة حميد كارزاي، كما ان شقيقاً آخر له معروف بتقديمه معلومات استخباراتية للطائرات الاميركية. وأفيد ان طائرات اميركية اخطأت هدفها خلال احدى الغارات، وتسببت في مقتل ابرياء في غارديز. وأوضحت المصادر ان قبائل أفغانية عدة بما فيها قبيلة زدران التي ينتمي إليها حاكم الولاية باتشا خان التفت حول القائد سيف الله خالد الموالي لرباني وانتفضت ضد الحاكم المعين من جانب كارزاي. وجاء ذلك في ظل انباء عن استياء رباني من محاولات لتقليص نفوذه في البلاد. وأسر مقاتلون موالون لسيف الله أكثر من 300 من اتباع الحاكم المتهم بالارتباط مع الولاياتالمتحدة وتوجيه طائراتها لقصف مواقع معارضيه. وعلمت "الحياة" أن قائدين معروفين مواليين لرباني وهما زكيم خان وديلبر خان أرمان يستعدان حالياً للهجوم على قوات موالية لكارزاي في خوست، ما قد يشجع معارضين آخرين للحكومة على الانتفاض، خصوصاً وأن كثيراً من قادة المليشيات الأفغانية لم يكونوا مرتاحين لتشكيلة الحكومة الأفغانية المنبثقة عن مؤتمر بون. وفي غضون ذلك، واصل رئيس الحكومة الموقتة مطالبته توسيع انتشار القوة الدولية ليشمل مناطق خارج كابول. وقال كارزاي خلال اجتماعه مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير واركان حكومته امس، ان "الشعب الافغاني يطلب المزيد والمزيد من القوات الامنية في افغانستان، ليتأكد من ان بلاده ستحصل على الاستقرار والسلام". وبدا بلير متردداً في اتخاذ موقف من تلك القضية، وأشار الى ان دور القوات البريطانية الموجودة في افغانستان محدود وقيادتها للقوة الدولية ستنتهي في فترة قريبة لتؤول تلك المهمة الى دولة اخرى، ربما تكون المانيا او تركيا.