عقدت الحكومة الافغانية الموقتة برئاسة حميد كارزاي الاجتماع الثاني لها منذ تسلمه مهماتها رسميا السبت الماضي. وتركز الجزء الاكبر من البحث خلالجلسة امس على موضوع تشكيل نواة جيش وطني، خصوصا بعد انضمام زعيم الحرب الاوزبكي الجنرال عبدالرشيد دوستم الى الحكومة نائبا لوزير الدفاع. وأكدت مصادر أفغانية ل"الحياة" أمس، أن كارزاي يتبع خطة لتقوية الحكومة المركزية في كابول من خلال ترويض زعماء الحرب وإغرائهم بمناصب رمزية في العاصمة، لإخراجهم من معاقلهم التقليدية حيث يتصرفون مستقلين عن الإدارة المركزية. وعرض كارزاي مع وزير الدفاع الافغاني الجنرال محمد فهيم خان خطوات تشكيل جيش افغاني نظامي، عبر تجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين من الفصائل المختلفة. وأبلغ عطا محمد، وهو احد ابرز معاوني فهيم خان، الصحافيين في كابول امس ان التجنيد سيتم على اساس التطوع، ولن يكون اجبارياً، معتبراً ان "انشاء ادارة جديدة سيفتح فصلاً جديداً في تاريخنا، لذا يجب ان يكون لدينا جيش جديد". وقال عطا محمد ان هناك دعماً متزايداً من قادة المجاهدين لمبدأ تشكيل جيش مستقل عن اي تأثير سياسي. وحذر من ان البلاد "لن تحظى بحكومة مدنية وديموقراطية ما لم يتحقق ذلك". ويبدو ان نواة هذا الجيش ستتشكل من المقاتلين الطاجيك التابعين لفهيم خان الذي ورث ولاء آلاف منهم عن الزعيم الراحل احمد شاه مسعود. كما ستضم مقاتلي الميليشيات الاوزبكية الموالين للجنرال دوستم الذي نجح كارزاي في استقطابه وضمه الى الحكومة. كما اتخذ كارزاي خطوات لضم مقاتلين بشتون الى هذا الجيش بتعيين حاجي عبدالقدير الحاكم السابق لولاية نانغرهار عاصمتها جلال آباد، في منصب وزاري. وأضافت المصادر الافغانية أن الحكومة الجديدة التي تعمل على تقوية المركز على حساب الأقاليم الأخرى، تمارس ضغوطاً قوية على الجنرال اسماعيل خان الحاكم السابق لولاية هيرات، بهدف اقناعه بالانضمام الى الحكومة ودمج المقاتلين الموالين له بالجيش المزمع تشكيله. ولا يزال اسماعيل خان الموالي لطهران الذي يسيطر على مناطق الغرب المحاذية للحدود مع ايران، يرفض نزع سلاح ميليشياته في هيرات. وفي الوقت نفسه، يمارس حاجي محمد محقق الزعيم الشيعي القوي في مزار الشريف الذي تولى منصب نائب رئيس الحكومة الموقتة، ضغوطاً على انصاره لإقناعهم بالانضمام الى الجيش الافغاني الموحد. ويؤدي دمج مزيد من المقاتلين في جيش موحد يأتمر بأوامر الحكومة المركزية، الى حل الميليشيات وإنهاء نفوذها في المناطق. وبدا ان الخطوات التي تتخذها الحكومة الموقتة، بدأت تقنع اللاجئين الافغان في باكستان بالعودة الى ديارهم بأعداد كبيرة. وعادت اعداد من اللاجئين في كويتا ومناطق حدودية اخرى، الى بلادها عبر معبر تشامان الحدودي حيث ابلغ مسؤول باكستاني الصحافيين ان 800 اسرة عبرت الى افغانستان يوم اول من امس وحده.