بدا ان الحكومة الاسرائيلية قررت وضع ايران في رأس لائحة الدول التي تستهدفها في المنطقة، مستفيدة من الاتهامات التي وجهتها واشنطن الى طهران للادعاء ان الاخيرة تدفع "حزب الله" في لبنان الى فتح جبهة جديدة ضدها، ومستغلة في الوقت نفسه، قضية سفينة السلاح "كارين ايه" التي اتهمت ايران بالتورط فيها. وبعد التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية الاسرائيلي شيمون بيريز في نيويورك ضدّ ايران، سجلت أمس مواقف اسرائىلية عدة في الاطار نفسه، تدعو المجتمع الدولي الى قطع علاقاته بطهران. الناصرة، بيروت - "الحياة" - صعدت اسرائيل أمس لهجتها التهديدية ضدّ ايران متهمة اياها ب"السعي الى التزود بأسلحة للدمار الشامل وقدرات نووية بهدف القضاء على الدولة العبرية". وعلى رغم ان عدداً من مسؤوليها، أعلنوا "ان اسرائىل لا تنوي مهاجمة ايران"، لكنهم اكدوا "وجوب مواجهة التحدي الايراني بكل الوسائل". وقال الوزير المسؤول عن اجهزة الاستخبارات المكلف متابعة الملف الايراني وان مريدور، في حديث الى الاذاعة العبرية: "ان زعماء الجمهورية الاسلامية اعلنوا في اكثر من مناسبة ان هدفهم الاساس هو القضاء على اسرائىل"، داعياً دول الغرب الى "عدم اجراء اي اتصال مع دولة تسعى الى ابادة دولة اخرى". وأشار مريدور، بارتياح الى الموقف الاميركي الذي اعلنه الرئىس جورج بوش وتحديداً اعتباره ايران احد اضلاع "محور الشر". وقال: "ان حواراً استراتيجياً مهماً اجراه مختصون اسرائىليون وأميركيون على تزود ايران أسلحة فتاكة، والدعم الذي تلقاه من روسيا لتطوير قدراتها النووية". وتابع: "ان لإسرائىل مصلحة مشتركة مع دول عربية وتتعاون في شكل خفي مع بعضها الذي يطاوله التهديد الايراني". وأوضح ان "اسرائىل لن تسعى الى صب الزيت على النار انما الى اخمادها، شرط ان تكف ايران عن التزود بأسلحة للدمار الشامل وعن الحديث عن تدمير اسرائىل". من جهته، نصح زعيم حركة "ميريتس" اليسارية يوسي سريد اقطاب الدولة العبرية ب"عدم الاندفاع الى مواجهة الصراع الدولي مع ايران، ولنترك معالجة التهديد الايراني للمجتمع الدولي فيما نحن نقوم بتقديم النصائح لدول العالم عن سبل التعاطي مع هذا التهديد". لبنان وكرر وزير الخارجية شيمون بيريز اتهامه ايران ب"تزويد "حزب الله" نحو 10 آلاف صاروخ كاتيوشا يصل مداها الى قلب اسرائىل". وقال بعد اجتماعه في نيويورك بالأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان: "ان ايران حولت لبنان الى برميل بارود قابل للانفجار، وأرسلت ايضاً الى الاراضي اللبنانية اكثر من مئة عضو من حرس الثورة". وفي بيروت، أكد وزير الخارجية اللبناني محمود حمود ان اتهامات بيريز "تدخل ضمن الافتراءات والادعاءات الاسرائىلية التي لا أساس لها من الصحة جملة وتفصيلاً"، معتبراً "انها غير جديدة". ونقلت صحيفة "معاريف" الاسرائيلية عن مصادر امنية رفيعة اعتبارها توعد وزير الدفاع الايراني علي شمخاني اسرائىل برد صارم في حال قامت بمهاجمتها، "دليلاً آخر على ان الصواريخ طويلة المدى والسلاح النووي الذي تسعى ايران الى تطويره ليست لغرض الدفاع عن النفس انما موجهة الى اسرائىل". وتابعت "ان ايران لم تعد تتستر وراء الزعم ان تطوير اسلحة غير تقليدية لغرض الدفاع عن نفسها". ورحب وزير الدفاع السابق موشيه آرينز في صحيفة "هآرتس" بخطاب الرئىس بوش عن "محور الشر" بعدما وجدت تحذيرات اسرائىل المتكررة عن الخطر الذي تشكله ايران والعراق وكوريا الشمالية "آذاناً صماء في ارجاء العالم"، منتقداً ادارة الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون التي "لم تعالج في شكل فاعل الخطر الداهم من كوريا الشمالية". ورأى المعلق في صحيفة "يديعوت اخرونوت" رون ليشم ان تصريح شمخاني المذكور جاء رداً على الهجوم الكلامي الذي شنته اسرائىل في الاسابيع الاخيرة على ايران في اعقاب ضلوعها في سفينة الاسلحة "كارين ايه"، وانها اطلقت الحبل على غاربه بعد خطاب بوش الاخير. واضاف ان "المستوى السياسي ادار، من وراء الستار، معركة ديبلوماسية هدفت الى الضغط على الولاياتالمتحدة ودول اوروبية لتنشط ضد خطة ايران التسلح بالصواريخ طويلة المدى وبالمقدرات النووية". وكتب يواف ليمور في "معاريف" ان "سفينة الاسلحة كانت بمثابة شرخ وأكدت للولايات المتحدة وللعالم النظرية الاسرائىلية القائلة ان ايران هي مصدرة الارهاب الاولى في العالم". وأضاف ان "تصريحات الرئىس الايراني السابق هاشمي رافسنجاني المؤيدة لشن هجوم نووي على اسرائىلي، وتزويد ايران الفلسطينيين و"حزب الله" أسلحة، ودعمها منظمات ارهابية، تؤكد مجتمعة ان اسرائىل ترى وجوب اتخاذ خطوات شديدة لوقف مشروع الذرة الايراني"، معتبراً ان "الاميركيين موافقون ولكن ان تتم الآن بوسائل ديبلوماسية وعندما تصل نقطة اللاعودة، بعد سنوات معدودة، سيتطلب منا الحسم: شن هجوم على غرار مهاجمة الفرن النووي مع الأخذ في الاعتبار امكان الرد او القبول بالعيش في شرق اوسط نووي".