سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"الموضوع الايراني" سيكون في صلب محادثات بن اليعيزر في واشنطن أواخر الشهر . شارون : ايران توغلت في المنطقة ب3 أذرع من شأنها ان تجر اسرائيل الى حرب بسهولة
هل تعد اسرائيل لتوجيه ضربة عسكرية لايران وتحديداً لمفاعلها النووي؟ سؤال استوجبته عناوين الصحف الاسرائيلية الصادرة أمس ومقالات لأبرز كتاب الاعمدة فيها، فضلاً عن ان الانشغال ب"الملف الايراني" تزامن مع التحذيرات التي أطلقها الرئيس الاميركي جورج بوش لايران أول من أمس. ونقلت صحيفة "معاريف" في صدر صفحتها الأولى تصريحات لرئيس الحكومة ارييل شارون قال فيها ان "ايران توغلت في المنطقة وهذا الواقع الجديد يعني تغييراً جوهرياً في وضعنا الاستراتيجي". وتابع شارون ان ايران تنشط عبر ثلاثة أذرع من شأنها ان تجر اسرائيل بسهولة الى حرب. الأولى عبر "حزب الله" وتزويده ب8 آلاف صاروخ "كاتيوشا"، والثانية عبر السلطة الفلسطينية وتزويدها بأسلحة كما حاولت ان تفعل من خلال سفينة الأسلحة "كارين ايه". اما الذراع الثالثة، حسب شارون، فهم المواطنون العرب في اسرائيل الذين زعم ان اجهزة الأمن رصدت اختراقاً ايرانياً في صفوفهم من دون ان يدلي بتفاصيل. وأضاف ان ايران تتعامل مع هذه الأذرع كأنها دمى متحركة، فإذا ما أقدمت السلطة على استعمال الأسلحة التي اشترتها من ايران ضد اسرائيل، فإن "حزب الله" سيطلق، بناء على تعليمات ايران، صواريخ ال"كاتيوشا" باتجاه البلدات الاسرائيلية ما قد يجر اسرائيل الى الحرب. وكتب المعلق السياسي في الصحيفة حيمي شليف يقول ان ضبط سفينة الأسلحة "قزم مكانة ياسر عرفات في نظر شارون وجعله بمثابة الشيطان الأصغر بعد ان تحولت ايران الى الشيطان الأكبر". وينقل المعلق عن شارون قلقه من تعاظم النفوذ الايراني في المنطقة، ثم يستذكر تصريحات سابقة لرئيس الحكومة من انه "لا مفر احياناً من البدء بالحرب" وان شارون شن حرباً في الماضي يقصد الحرب على لبنان لسبب أقل أهمية ولن يجد صعوبة في حال شن حرباً لم يشر الى الجهة التي ستتلقى الضربة فسيقنع الرأي العام الاسرائيلي بمبرراتها. ويتفق أبرز كتاب الأعمدة في "يديعوت احرونوت" الصحافي ناحوم بارنياع مع زميله لافتاً الى حقيقة ان شارون ووزير دفاعه بنيامين بن اليعيزر وجدا في حادثة السفينة فرصة مواتية لإطلاق حملة ضد ايران. وزاد ان "الموضوع الايراني" سيكون في صلب محادثات بن اليعيزر في العاصمة الاميركية أواخر الشهر الجاري "وسيحاول اقناع الاميركيين بأن ايران تشكل اكبر تهديد استراتيجي يتوجب معالجته سياسياً أو عسكرياً وإلا اضطرت اسرائيل الى معالجته وحدها". ويضيف بارنياع انه ليس صعباً التكهن بالمدى الذي قد تبلغه الحملة ضد ايران على خلفية سعيها لتطوير أسلحة غير تقليدية وبضمنها نووية "والمفاعل الذري في ايران ليس أقل خطراً من المفاعل الذري في العراق" الذي قصفته الطائرات الاسرائيلية قبل عقدين من الزمن. وحسب بارنياع فإن بن اليعيزر يرى من خلال سفينة الأسلحة ثلاثة رؤوس: عرفات وخامنئي ونصرالله لكنه سيسعى، من خلال خلق أجواء لتسوية سياسية مع الفلسطينيين الى "القطع" بين عرفات والرأسين الآخرين. وخصصت صحيفة "هآرتس" هي ايضاً موضوعها الرئىسي لتقرير وكالة الاستخبارات الاميركية سي اي ايه التي اعربت عن قلقها من محاولات ايران الانتهاء من تطوير صاروخ "شهاب 3" الذي يصل مداه الى 1300 كلم وقد تستخدمه ضد اسرائيل في حال نشوب حرب في المنطقة. ويضيف التقرير ان ايران لا تملك بعد أسلحة نووية لكن هيئة الاستخبارات الاميركية تعتقد انها ستكون بحوزتها في حلول نهاية العقد الحالي أو قبل ذلك في حال تلقت مساعدة خارجية وتحديداً من كوريا الشمالية. وتنقل الصحيفة عن بن اليعيزر قوله في محاضرة ألقاها أمام مجلس السلام والأمن الاسرائيلي ان الانتقال التدريجي من تهديد بالسلاح التقليدي الى التهديد بالسلاح النووي أضحى واقعياً ومقلقاً وان من شأن القدرات النووية التي ستكون لايران عام 2005 ان تهددنا وتهدد المنطقة والعالم بأسره، مضيفاً ان ايران تدعم من دون كلل التنظيمات الارهابية وستعزز دعمها بعد ان تحرز قدرات نووية. وقال بن اليعيزر ان ما يقلق اسرائيل حقاً بعد الكشف عن سفينة الأسلحة هو "التحالف الثلاثي" بين ايران وحزب الله والسلطة الفلسطينية "هذه المسألة أهم بكثير من مسألة ضلوع عرفات في تهريب السفينة أم عدمه". وذكرت "هآرتس" ان تقرير وكالة الاستخبارات الاميركية تحدث ايضاً عن سعي سورية للتزود بأسلحة نووية قائلاً انها تملك حالياً مئات الصواريخ أرض - أرض ورؤوساً كيماوية لصواريخ "سكود" وخطة هجومية بيولوجية. ويتطرق التقرير ايضاً الى ان حقيقة ان العراق ما زال يملك عدداً من صواريخ سكود ومنصات لإطلاقها وبنية تحتية وخبرات لانتاج صواريخ بمساعدة روسيا والصين وكوريا الشمالية.