أعلن القاضي ريتشارد ماي امس ان المحكمة الدولية لجرائم الحرب في يوغوسلافيا التي تعقد جلساتها لمحاكمة الرئيس اليوغوسلافي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش تعتبر الطريقة التي يستجوب بها المتهم الشهود محاولة لتضييع الوقت. وقال ان هيئة المحكمة ستدرس اجراءات إدارية لوقف ذلك. فيما طالب ميلوشيفيتش بالافراج عنه طيلة فترة محاكمته لكي يتمكن من تحضير دفاعه عن نفسه بصورة مناسبة. وشكا ميلوشيفيتش الذي يتولى الدفاع عن نفسه بنفسه، من انه لا يتمتع بالوسائل التي تؤمن له اداء هذه المهمة، فيما يتمتع الاتهام، برأيه، بمراجع هائلة لاثبات مسؤوليته في هذه المحاكمة بتهمة حرب ابادة وجرائم بحق الانسانية. وجدد ميلوشيفيتش رفضه الاعتراف بالمحكمة التي يعتبرها غير شرعية. وشدد على انه يدافع عن نفسه بنفسه ضد الاتهامات التي تتناول حروب التسعينات في يوغوسلافيا السابقة. وأخذ القاضي ماي بناء على اعتراض المدعي العام على ميلوشيفيتش انه يغض النظر عن الجوانب الأساسية من افادات الشهود ويركز على تلك الهامشية. واستمعت المحكمة أمس الى امرأة ألبانية كشاهد اثبات على مجازر حصلت في قريتها ايزيتسا التي اشتهرت بعد محاولة بلغراد اخفاء ملامح مجزرة اقترفتها القوات الصربية من خلال نبش الجثث ونقلها الى مكان آخر لإخفائها عن اعين المفتشين الدوليين. وكان شريط سجله قمر اصطناعي فرنسي قدم الدليل المادي على عملية النبش قبل استكمال التحقيق في صربيا بعد سقوط ميلوشيفيتش. ورفضت ايمان بهرومايا اقتراح ميلوشيفيتش بأن ما حصل لها من تهجير وخسائر وفقدان ناجم عن مخاطر القصف الأطلسي وهجمات شنها جيش تحرير كوسوفو. وردت الفلاحة الألبانية التي لا تعرف القراءة والكتابة بالتفصيل على ما قاله ميلوشيفيتش مؤكدة انها كانت تسعى بكل قوة للعودة الى قريتها مع نساء اخريات إلا ان الشرطة الصربية والجيش منعاها من ذلك. ووصفت للمحكمة كيف قصفت دبابات صربية طابور المهجرين الجياع. وبعث الحزب الاشتراكي في صربيا الذي يترأسه ميلوشيفيتش بمبعوث جديد الى المحكمة لمتابعة اعمالها هو برانكو روزيتش، رئيس اتحاد الشبيبة الاشتراكية التابعة للحزب. وتحدث روزيتش الى "الحياة" عن الانعكاسات الإيجابية التي تركتها المحاكمة على أوضاع الحزب، وقال ان حزبه يبحث في اقامة تحالفات جديدة يستبعد منها حزب ماريا ماركوفيتش زوجة الرئيس السابق "اليسار اليوغوسلافي". وأوضح ان قيادة الحزب تبحث في اقامة تحالفات جديدة لمواجهة الأحزاب المتحالفة في المحكمة. وأضاف ان الحزب الذي يضم 400 ألف عضو يفتقد المال اللازم لترتيب حملة ناجحة للدفاع عن رئيسه الدائم ولمواجهة "المؤامرة الدولية التي يتعرض لها". وأبلغ "الحياة" ان الاشتراكية الدولية رفضت طلباً لحزبه للانضمام إليها واتهمته بأنه "حزب اشتراكي وطني" على غرار الحزب الاشتراكي الوطني النازي. وانتقد روزيتش زوجة ميلوشيفيتش. واعتبر انها وحزبها "مسؤولان الى جانب المؤامرة الإمبريالية" عن خسارة الانتخابات التي اسقطت حكم ميلوشيفيتش. ووصف حزب اليسار اليوغوسلافي بأنه "حزب لنخبة الانتهازيين الذين لا يهمهم سوى الامتيازات والمصالح الشخصية".