يمثل الرئىس اليوغوسلافي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش امام محكمة الجزاء الدولية في لاهاي اليوم، ليسمع من القاضي البريطاني ريتشارد ماي الاتهامات الموجهة اليه بارتكاب جرائم حرب، ويتوقع ان يرد بنفي التهم الموجهة اليه كونه لا يعترف بالمحاكمة اصلاً. ثم ترفع الجلسة الى ان يتحدد موعد لبدء المرافعات يتوقع الا يكون قبل ثمانية اشهر. والتقى ميلوشيفيتش امس، فريق المحامين الذين سيتولون الدفاع عنه. سكوبيا، بلغراد - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - نقلت وسائل الاعلام في بلغراد عن ميرا ماركوفيتش، زوجة الرئيس اليوغوسلافي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش، انه تحدث معها من سجنه في لاهاي وابلغها انه لا يعترف بمحاكمته ويعتبرها ذات دوافع سياسية، وانه يعتبر ان ما قام به اثناء حكمه "كان لمصلحة الشعب الصربي". وقال ميلوشيفيتش لزوجته ان المحكمة تحتجزه في زنزانة افرادية، بمعزل عن 38 موقوفاً آخر. وأفاد ناطق باسم "حزب اليسار الموحد" الذي تتزعمه ميرا ماركوفيتش، انها تسعى الى تأجير سكن في لاهاي للاقامة مع ابنتها مارية، طوال الفترة الضرورية لبقائها قريبة من ميلوشيفيتش. محاكمة طويلة وأكد رئيس محكمة الجزاء الدولية في لاهاي كلود جوردا في مقابلة مع وكالة "فرانس برس" ان محاكمة ميلوشيفيتش لن تبدأ قبل "ثمانية الى 12 شهراً" وقد تستغرق "بين 12 و15 شهراً". وقال ان "المحاكمة والمرحلة التي تسبقها لا يمكن ان تختصران زمنياً خصوصاً أن مشكلة ستطرح لا محالة وهي الربط بمحاكمة ثانية في حال صدرت مذكرة اتهام ثانية بحق ميلوشيفيتش". ومعلوم ان محكمة الجزاء اتهمت ميلوشيفيتش بارتكاب جرائم ضد الانسانية وجرائم حرب اقترفتها القوات الصربية في كوسوفو عام 1999. وأعلنت محكمة لاهاي انها تعتزم ايضاً اتهامه بجرائم ارتكبت خلال حربي كرواتيا والبوسنة والهرسك. ورأى جوردا انه "لن تكون خطوة جيدة اذا اقيمت محاكمتان ولكن يجب الاعتراف بأنه سيكون من الصعب جمع مذكرتي التهمة في محاكمة واحدة. وإلا فستطول المحاكمة الى ما لا نهاية. وفي الوقت الراهن القضية معلقة". ووصل محامو الرئيس اليوغوسلافي السابق الى لاهاي امس، للاعداد للدفاع عنه . وقال المحامي زدينكو تومانوفيتش في مطار بلغراد قبل صعوده الى الطائرة المتجهة الى امستردام: "نتوقع ان نلتقي بميلوشيفيتش عند الظهر ثم سنتفق على كل شيء". وسيكون هذا اللقاء الاول بين ميلوشيفيتش وفريق دفاعه المعتقد ان زوجته هي الذي انتقته. وصرح تومانوفيتش احد فريق الدفاع المؤلف من ثمانية افراد والذي تولى الدفاع عن ميلوشيفيتش منذ اعتقاله في صربيا في نيسان ابريل الماضي بتهم فساد محلية: "طلبنا السماح لنا بالبقاء معه حتى الساعة الخامسة مساء الثالثة بتوقيت غرينتش". وحمل المحامون لفائف من عائلة ميلوشيفيتش يعتقد ان فيها كتباً وملابس واموالاً طلب تزويده اياها في سجنه. الوضع في بلغراد وكان تسليم الحكومة الصربية ميلوشيفيتش الى محكمة لاهاي، اثار فوضى سياسية في بلغراد، وأعلن انصاره انهم سيكثفون تظاهراتهم بالتعاون مع القوميين الصرب خلال هذا الاسبوع، من اجل اسقاط حكومة زوران جينجيتش ومحاسبة المسؤولين عن انتهاك الدستور. كما عرّض تسليم ميلوشيفيتش، استمرار بقاء الاتحاد اليوغوسلافي بين صربيا والجبل الاسود الى الخطر، اثر استقالة رئىس الحكومة الاتحادية زوران زيزيتش وهو من قادة "الحزب الاشتراكي الشعبي" للجبل الاسود، كما ادى الى تصاعد الاتهامات المتبادلة بين زعيمي الحركة الديموقراطية الصربية الحاكمة في يوغوسلافيا وصربيا: الرئىس اليوغوسلافي فويسلاف كوشتونيتسا ورئيس الحكومة الصربية زوران جينجيتش، وبات كل منهما يعمل لاطاحة الآخر. وفي مؤشر الى التدهور في الاجهزة التابعة للاتحاد اليوغوسلافي، دعا رئيس الوزراء الصربي الى بقاء كيان فيديرالي يوغوسلافي بسيط يضم الجبل الاسود. وكان جينجيتش يلمح الى ان بلغراد على استعداد لترك الحرية لجمهورية الجبل الاسود للاعلان عن استقلالها في حال تعذر حل الخلافات بين الجمهوريتين اللتين يتألف منهما الاتحاد. واثناء مؤتمر اقتصادي حول مستقبل اوروبا، عدد جينجيتش الأسباب التي تدفع صربيا الى عدم تأييد استقلال الجبل الاسود حتى ولو كانت لن تعارضه مهما كان الثمن. وقال: "لدينا ما يكفي من المشاكل، ولا نريد ارباك انفسنا ايضاً بمشاكل الجبل الاسود". والاستقلال يطرح على الفور مشكلة اقليم كوسوفو الصربي ذات الغالبية الالبانية والخاضع حالياً لادارة الأممالمتحدة والذي يطمح هو الآخر الى الاستقلال. وقال: "لا يملك احد اليوم فكرة لتسوية" هذه المشكلة. وتابع جينجيتش ان انشاء دولتين سيعيد فتح الحديث عن مسالة خلافة يوغوسلافيا التي عملت بلغراد على تسويتها الشهر الماضي في اعقاب تجاذبات طويلة مع الجمهوريات الأخرى التي حصلت على استقلالها. وإضافة الى ذلك، فان انشاء دولتين سيزيد من تفاقم التفكك داخل المنطقة. وأوضح جينجيتش ان صربيا تقترح على رئيس الجبل الاسود ميلو ديوكانوفيتش اعداد دستور جديد بحيث لا تحتفظ الفيديرالية الا بمهمتين الى ثلاث مهمات، وهي الدفاع والديبلوماسية والسياسة النقدية. لكن جمهورية الجبل الاسود تصر على الحصول على مقعد في الأممالمتحدة، الأمر الذي يعني بالنسبة اليها انها باتت دولة مستقلة. وفي هذه الظروف، قال جينجيتش: "لا اعرف ما اذا كان لنا مصلحة في بناء دولة مشتركة".