القاهرة، القدسالمحتلة - أ ف ب - دان الرئيس ياسر عرفات على هامش مؤتمر وزراء المال العرب في القاهرة امس هجوم الخضيرة قائلاً: "ليس هناك ادنى شك بأنني لا اؤيد ما حصل في اسرائيل لأننا نعارض اي عمل ارهابي". وكان اسرائيليان قتلا وجرح 61 آخرون في انفجار سيارة مفخخة وسط الخضيرة شمال اسرائيل اول من امس. وقالت مصادر طبية ان 34 شخصا بقوا في المستشفى امس بينهم خمسة في حال الخطر. واعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك خلال زيارة قام بها الى مستشفى الخضيرة امس ان "الارهاب لن يتمكن من كسر مقاومة" اسرائيل. وفيما واصلت الحكومة الامنية الاسرائيلية المصغرة مداولاتها مساء امس، اعرب رئيس الشرطة الاسرائيلية يهودا ويلك عن مخاوفه من حصول عمليات تفجير جديدة. وقال للاذاعة الاسرائيلية: "نحن نتحرك انطلاقاً من فرضية احتمال حصول اعتداءات جديدة قد تطاول اهدافاً مدنية". ورأى ان "القرار الذي اتخذته السلطة الفلسطينية باطلاق ارهابيين من حركتي حماس والجهاد الاسلامي، زاد من مخاطر الاعتداءات". وشدد على ان "الشرطة في حال تأهب منذ بدء اعمال العنف ونحن جاهزون للتحرك لمنع حصول اعتداءات خصوصاً في الاماكن العامة مثل المراكز التجارية". الا انه اقر في الوقت نفسه ان اغلاق الاراضي الفلسطينية المفروض منذ مطلع شهر تشرين الاول اكتوبر الماضي "لا يمكن ان يكون فاعلا بشكل كامل، لذلك فان عمل الاستخبارات يبقى مهما جدا". ونقل التلفزيون الاسرائيلي عن مسؤولين امنيين اعتقادهم بأن حركة "الجهاد الاسلامي" هي التي نفذت عملية الخضيرة، مضيفا ان باراك وجه رسالة الى مئة من المسؤولين الدوليين يطلب منهم فيها ممارسة ضغوط على عرفات "بغية وضع حد للعنف" والعودة الى طاولة المفاوضات. في غضون ذلك، اعلن الجناح العسكري ل"حركة المقاومة الاسلامية" حماس امس مسؤوليته عن التفجير. وابلغ شخص مجهول وكالة "رويترز" خلال اتصال هاتفي ان "كتائب عزالدين القسام" مسؤولة عن "العملية الاستشهادية ... العملية البطولية في الخضيرة" في شمال اسرائيل. وكانت جماعة تطلق على نفسها اسم "الثورة الاسلامية لتحرير فلسطين" اعلنت ايضا مسؤوليتها عنه. وقالت ان "جناحها العسكري سرايا المقاومة الاسلامية الوطنية"، نجح في الانتقام والثأر للشهداء وللمسجد الاقصى المبارك بتفجير السيارة المفخخة في قلب مدينة الخضيرة. ودانت واشنطن الهجوم وعرضت "آلية" لم تحددها لمساعدة الاسرائيليين والفلسطينيين على وضع نهاية للمواجهات. وقالت وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت انها تحدثت مع الرئيس ياسر عرفات وانها ستكون على اتصال ايضاً برئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك في شأن الشكل الذي ستتخذه الآلية. وصرحت في مقر وزارة الخارجية بأنه في الوقت نفسه يجب على الطرفين اتخاذ الخطوات التي تعهدا بها في شرم الشيخ. وعقبت على الهجوم قائلة: "لقد أودى تفجير ارهابي في اسرائيل بحياة اسرائيليين وجرح كثيرين آخرين". واضافت: "نحن ندين حادث الارهاب هذا وندعو السلطة الفلسطينية الى بذل كل ما في وسعها لمنع وقوع مثل هذه الحوادث واستئناف التعاون الامني". ولم توجه اولبرايت ادانة الى مقتل اربعة فلسطينيين صباح الاربعاء في كمين عسكري اسرائيلي في غزة، لكنها وصفت الفلسطينيين بأنهم ضحايا، واضافت: "لم يكن الاسرائيليون وحدهم الضحايا اليوم"، مضيفة: "هذا الصباح في غزة قتل عدد من الفلسطينيين على يد قوات الدفاع الاسرائيلية في ظروف ما زالت غير واضحة. هناك حلقة عنف يجب الخروج منها". "الجبهة الشعبية" وتعقيباً على تصريح اولبرايت قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في بيان امس ان "الادارة الاميركية لا زالت تمعن في تغطيتها ودعمها لجرائم القتل والارهاب التي يمارسها الاحتلال الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني الاعزل وهي لا تساوي بين الضحية والجلاد فحسب، بل باتت تقف بشكل واضح ومفضوح الى جانب العدوان، فالسيدة اولبرايت تدين بشدة عمليات الدفاع عن النفس التي يمارسها المناضلون الفلسطينيون لحماية اطفالهم ونسائهم وشيوخهم".