اختتم المنتخب السعودي لكرة القدم المرحلة الاولى من مشوار استعداده لخوض نهائيات كأس العالم بلقاء الدنمارك وخسارته امامها بهدف يتيم سجله ابي ساند مهاجم شالكه الألماني في الدقيقة ال16. وواصل لاعبو "الاخضر" تقديم العروض المعقولة، ونجح المدرب ناصر الجوهر في السير بالمنتخب متجاوزاً المطبات الكبيرة التي تهز ثقة انصاره باللاعبين، واطمأن على قائمة البدلاء، عندما غيّر جلدة التشكيلة وأراح الأساسيين امثال سامي الجابر وخميس العويران ومحمد الدعيع الذي شارك في الدقيقة الاخيرة فقط، ليزيد عدد مبارياته الدولية الى 161 مباراة، ووضع ثقته في الحارس البديل محمد الخوجلي الذي خاض مباراة من طراز رفيع ونجح في التصدي لكرات "الفايكنغ" سواء الطولية منها او العرضية، او التسديدات القوية التي صوبت نحو مرماه. وأثبت انه خليفة ممتازة للحارس الأساسي الدعيع، وبعدما عاش السعوديون سنوات طويلة يخشون من ابتعاد الاخير، الذي ظل وحيداً منذ العام 1993. وكان الخوجلي اثبت جدارته وبدد المخاوف كلها عندما ذاد عن شباك "الاخضر" في التصفيات الآسيوية المؤهلة للمونديال. وأشرك الجوهر المدافع رضا تكر بديلاً من المصاب احمد خليل، وهذه هي المباراة الثانية له مع "الاخضر". وكان جاء من أحد درجة اولى الى الهلال، لكن الهلاليين لم ينظروا الى المستقبل وفرّطوا في مدافع من طراز رفيع، ثم اتجه الى الشباب ومنه عرف الشهرة والبروز. وهو يمتاز بتكوين جسماني ممتاز، وثقة في النفس ستجعل منه المدافع الأول في الصفوف السعودية اذا استمر على هذا التطور الملحوظ. كما وضع الجوهر ثقته في عبدالعزيز الخثران وهو من العناصر التي تؤدي عدداً من الأدوار، ويمتاز باللعب في اكثر من مركز. ونال اشادة خاصة من المشرف على المنتخب الأمير تركي بن خالد. ويعتبر الخثران من قماشة اللاعبين الذين يجعلون المتفرجين يستمتعون ببقاء الكرة في حوزتهم نظراً لمهارته العالية. وعاد الى صفوف "الاخضر" لاعب الوسط المدافع محمد نور الذي عاش فترة صعبة للغاية اثر كرته الخاطئة التي مررها للمهاجم الايراني سيروس محمدي في مباراة الإياب من تصفيات المونديال، وانتهت النتيجة بالتعادل. ولم يغفر السعوديون تلك الهفوة من نور، وجعلوه تحت سياط نقدهم لفترة طويلة لم يخرج من تبعاتها حتى الآن. وشعر الجوهر بمعاناة نور فاستدعاه للمنتخب مرة اخرى لمساعدته في الخروج من تلك الأزمة. وينتظر ان يكون احد اللاعبين الذين سيتم استدعاؤهم للمونديال قياساً الى مكاناتهم. وقربت مباراة الدنمارك بين نور والجماهير التي تجاوزت هفوته، ولم تقابله بصافرات الاستهجان وكأن شيئاً لم يحدث وهذا ما كان يحتاجه بالفعل. وعاد ايضاً الظهير الأيمن محمد شلية الذي كان قبل سنوات مكلفاً بحراسة "الخاصرة" اليمنى للمنتخب، لكن حيوية الدوخلي أبعدته وجعلته ثانياً. ويمتاز شلية بالمساندة الهجومية، ويعد افضل لاعب سعودي في تمرير الكرات العكسية. كما لعب نواف التمياط 20 دقيقة فقط، وهو يواصل خطة عودته في شكل تدريجي، ولم تنبئ الدقائق التي لعبها عن امكاناته المعروفة. وبعد نهاية المباراة، التحق اللاعبون في انديتهم استعداداً لاستحقاقاتها المقبلة. عقب ذلك، سيخلدون لراحة اجبارية مدتها 10 ايام قبل التجمع من جديد في جدة لمدة يومين ثم التوجه الى إيطاليا لبدء المرحلة الثانية من الاستعداد وتتضمن خوض اربع مباريات خلال 17 يوماً. الجوهر سعيد من جهته، امتدح الجوهر التجربة الدنماركية: "قدمنا مستوى جيداً وسعيت لتجربة عدد من العناصر المنضمة حديثاً، وقد نجحت في شكل كبير في تجاوز هذا الاختبار وخصوصاً عبدالعزيز الخثران الذي قدم مستوى جيداً في شوطي المباراة، على رغم انها المشاركة الدولية الاولى له مع الاخضر". وحول مشاركة اللاعبين الجدد في المباريات المقبلة شدد الجوهر على ان الفرصة ستمنح للاعبين جميعهم في المباريات الاختبارية المقبلة. وأكد الخثران بأنه كان ينتظر مثل تلك الفرصة لاثبات قدراته: "كنت متحمساً للمشاركة، وأشكر المدرب الذي منحني الفرصة لألعب اساسياً وستروني بمستوى افضل في المباريات المقبلة". وأضاف: "التجربة كانت مفيدة واطلعتنا على الاسلوب الاوروبي حيث سنواجه من خلالها المدرسة الاوروبية ممثلة بالمنتخبين الألماني والإيرلندي اللذين سيشكلان عقبة كبيرة امام "الاخضر" في تجاوز الادوار التمهيدية، كما حصل في مونديال الولاياتالمتحدة 1994".