سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عرفات اتصل هاتفياً مع مبارك واستقبل لارسن ... واسرائيل ستستأنف اقامة معبر "حدودي" بين رام الله والقدس . الجيش الاسرائيلي يعيد احتلال بيت حانون ويقتل 5 فلسطينيين خلال أوسع عملية عسكرية في قطاع غزة منذ 16 شهراً
نفذ جيش الاحتلال الاسرائيلي أوسع عملية توغل له منذ ستة عشر شهراً داخل اراضي السلطة الفلسطينية من حيث رقعة الاراضي المستهدفة والمدة الزمنية التي ينوي البقاء فيها، وفقاً للمصادر العسكرية الاسرائيلية نفسها. وقتل الجيش الاسرائيلي ستة فلسطينيين من بينهم امرأة في الاربعينات من العمر خلال عمليات التوغل واعادة الاحتلال التي تنذر ببدء تنفيذ المخطط الاسرائيلي المعلن بشأن اقامة "قطاعات امنية عازلة" وصفها رئيس جهاز الاستخبارات الاسرائيلية الداخلية بأنها "ضرورة أمنية" لاسرائيل في الضفة الغربية وقطاع غزة على السواء. اكدت مصادر عسكرية اسرائيلية امس ما اعلنه الفلسطينيون منذ عدة اسابيع بشأن نية الجيش الاسرائيلي اقامة "معبر حدودي" دائم على حاجز قلنديا جنوب مدينة رام الله على غرار معبر "اريز" الحدودي الذي يفصل قطاع غزة عن حدود الدولة العبرية. وتزامن هذا التأكيد مع تنفيذ قوات كبيرة من الجيش الاسرائيلي من المشاة والمدرعات اوسع عملية عسكرية برية في قطاع غزة منذ اندلاع المواجهه الفلسطينية - الاسرائيلية قبل نحو ستة عشر شهراً. وشملت العملية التي بدأت في الساعة الواحدة بعد منتصف ليل الثلثاء - الأربعاء بيت لاهيا ودير البلح وبيت حانون ومخيم المغازي للاجئين الفلسطينيين. وقتلت القوات الاسرائيلية ثلاثة من عناصر الشرطة الفلسطينية في دير البلح اثناء عملية التوغل. وقالت مصادر اسرائيلية ان دبابة اسرائيلية اطلقت النار عليهم اثناء استعدادهم لاطلاق النار باتجاهها. والشهداء هم المساعد عبدالحكيم الحسنات 41 عاماً والرقيب شادي الحسنات 21 عاماً والعريف خالد ابو ستة 20 عاماً. وقتلت القوات الاسرائيلية شرطياً رابعاً في بلدة بيت حانون هو أمجد حمد والعريف الذي اصيب بعيارين ناريين من العيار الثقيل في الرأس والبطن اثناء عملية اعادة احتلال كامل لبيت حانون. ومع ساعات الظهر، سقط شهيد خامس في بلدة حانون هو سالم ابو شنار 27 عاماً فور اصابته بعيار ناري في الرأس. وكانت سيدة فلسطينة تدعى نعيمة عبدالرحمن اصيبت بنوبة عصبية فارقت بعدها الحياة على الفور عندما اطلق الجنود الاسرائيليون النار باتجاهها عند مفترق الشهداء في غزة. وأعلن وزير النقل الاسرائيلي افراييم سنيه أحد اعضاء اللجنة الوزارية الامنية الاسرائيلية ان العمليات العسكرية في قطاع غزة ستستمر عدة أيام إذا اقتضى الأمر بهدف القضاء على معدي الصواريخ المحلية الصنع. وقال للاذاعة العسكرية الاسرائيلية: "البحث عن هذه الصواريخ وعن أولئك الذين يطلقونها قد يتطلب عملية واسعة النطاق وتستغرق وقتاً كبيراً، ولكن لا ينبغي أن تتحول الى عملية إعادة احتلال لهذه الأراضي". وأكد شهود عيان فلسطينيون ل"الحياة" ان عددا كبيرا من وحدات المشاة والمدرعات الاسرائيلية اقتحمت البلدة واعلنت حظر التجول فيها. وان الجنود هددوا المواطنين عبر مكبرات الصوت بانهم سيعرضون حياتهم للخطر اذا ما غادروا منازلهم. واستولت هذه القوات على عدد من المنازل الفلسطينية وحولتها الى ثكنات عسكرية فيما شنت حملات تفتيش اعتقلت خلالها نحو 20 فلسطينياً والحقت أضراراً كبيرة بالممتلكات. وذكر شهود عيان ان الدبابات الاسرائيلية تمركزت فوق حطام منزل صلاح شحادة، وهو من ابرز المطلوبين لديها من حركة "حماس" والذي كانت القوات الاسرائيلية دمرته في عملية توغل سابقة للبلدة. وأكدت مصادر في الجيش الاسرائيلي انها لا تنوي "احتلال" قطاع غزة. وقال احد الضباط الاسرائيليين في مؤتمر صحفي عقد امس ان العملية تهدف الى منع اطلاق قذائف الهاون وصواريخ "القسام" من هذه المناطق. واشار الضابط الى انه تم العثور على اسلحة خلال العملية الا انه لم يتم وضع اليد على صواريخ "القسام" مشيراً إلى ان الجيش سيواصل عملياته اذا اقتضت الضرورة ذلك. وعززت العملية العسكرية المخطط الاسرائيلي لتقسيم قطاع غزة الى ثلاث جزر معزولة عن بعضها بعضاً ما أدى الى تفاقم معاناة المواطنين الذين لم يعد بإمكانهم سوى ان يسلكوا طرقاً شديدة الوعورة وطريق الشاطئ. وأكد شهود عيان ان الحواجز وحال الحصار التي تفرضها القوات الاسرائيلية غير مسبوقة، وان الحياة في القطاع تعطلت بشكل شبه كامل. وفي الضفة الغربية، نفذت المقاتلات الاسرائيلية غارات وهمية فوق مدينة نابلس التي اعلن رئيس جهاز الاستخبارات الاسرائيلية الداخلية شين بيت آفي ديختر انها تشكل "مركز الارهاب". وكشف النقاب امس عن ان ديختر قال خلال جلسة للجنة البرلمانية الاسرائيلية للشؤون الامنية امس الاول ان مدينة رام الله تعتبر "نقطة انطلاق" لمعظم العمليات التي نفذت ضد اهداف اسرائيلية. ونقل عن ديختر قوله انه يجري تحضير المتفجرات المستخدمة في هذه الهجمات في رام الله وان مواطنين مقدسيين يساعدون منفذيها للوصول الى اهدافهم. وفي ما وصف بأنه "توصية"، قال ديختر ان اقامة "مناطق عازلة" بين مناطق السلطة الفلسطينية والاراضي التي تسيطر عليها اسرائيل "أمر ضروري ومهم" لوقف العمليات. وفي هذا الخصوص، اعلن ان الجيش الاسرائيلي قرر اقامة معبر حدودي كامل التجهيزات والمعدات الالكترونية في حاجز قلنديا الذي يفصل رام الله عن القدس. وكانت أعمال اقامة المعبر بدأت بالفعل ثم توقفت بسبب ضغوط اميركية واوروبية الا انها ستستأنف في القريب العاجل. على الصعيد الديبلوماسي تواصلت اللقاءات والاتصالات السياسية وكأنها بمعزل عن الوضع العسكري المتفجر في الاراضي الفلسطينية، إذ استقبل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات مبعوث الاممالمتحدة للشرق الاوسط تيري رود لارسن، ومن المقرر ان يلتقي وزير الخارجية البريطاني جاك سترو الذي يزرو المنطقة فيما اعلن ان وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر سيصل الى المنطقة اليوم لاجراء مشاورات مع الفلسطينيين والاسرائيليين "لتخفيض حدة العنف". واجرى عرفات مكالمة هاتفية مع الرئيس المصري حسني مبارك لم يكشف النقاب عن مضمونها.