الرياض - "الحياة" - لم يكن قرار المهاجم الدولي السابق فهد المهلل الاعتزال نهائياً، شيئاً مستغرباً لدى غالبية النصراويين، لأنه كان عازماً على هذه الخطوة من خلال استمرار غيابة الطويل عن الحصص التدريبية من دون عذر، فضلاً عن عدم تقيده في اكثر من مرة بتعليمات إدارة النادي. واعتبر بعض النصراويين ان الخطاب الذي قدمه المهلل اول من امس الى رئيس النادي الأمير عبدالرحمن بن سعود، ويبدي من خلاله رغبته في اعتزال الكرة نهائياً، ما هو إلا نهاية المسرحية التي استمرت طويلاً بين اللاعب والإدارة. ولم يبدِ أنصار "الأصفر" قلقهم على اعتزال المهلل، إذ يرى البعض انه منذ انتقاله من الشباب قبل ثلاثة مواسم لم يفد النصر بالشكل المطلوب. مشوار حافل بالمشكلات ولا يختلف اثنان على الموهبة الكروية الفذة التي يتمتع بها المهلل، التي ساهمت في حصوله مع المنتخب الوطني او ناديه السابق الشباب على إنجازات كثيرة فضلاً عن تتويجه قبل مواسم عدة هدافاً للدوري. لكن بريق هذه الموهبة اختفى وفق ما يراه معظم الجماهير السعودية، وسبب ذلك مشكلات دائمة وكثيرة مع الشباب والنصر ومع المدربين الذين اشرفوا على فريقي النادي ولا سيما انه طالما اعتبر نفسه محقاً والآخرين مخطئين. بداية غيث المشكلة انطلقت مع المدرب البرازيلي جوبير عندما كان يشرف على الشباب، وتواصلت ايضاً مع مدربين آخرين امثال البرازيليين جولياتو وباولوكامبوس وجوزيه اوسكار والفرنسي جان فرنانديز... وتوقع الجميع ان تنتهي مشكلات المهلل مع المدربين بعد انتقاله الى صفوف النصر، بيد ان الوضع استمر كما هو عليه فلم يتفاهم مع المدرب البرتغالي آرثر جورج مدرب الهلال الحالي، غير ان الأخير لم يعر اللاعب اي اهتمام، فأركنه دكة الاحتياط ولم تنفع تدخلات البعض لحلحلة الأمور. وما ان تنفس انصار النصر العصداء برحيل جورج وعودة مهاجمهم "الموهوب"، حتى فوجئوا بالمشكلة التي وقعت بينه وبين المدرب الأوروغواياني هيكتور نونيز. ولعل أبرز اسباب هذه "الأزمات" ان المهلل يرفض ان يكون احتياطياً حتى لو لم يكن في جهوزيته الفنية الكاملة. وإلى هذه المشكلات، لعبت الإصابات دوراً في انهاء مسيرة المهلل في الملاعب، وهو خضع لجراحتين في ركبته. مسؤولية الإدارة؟ واللافت ان اعتزال عدد من لاعبي النصر في "ريعان الشباب" بات لغزاً محيراً لفئة من جمهوره، الذي لا يزال يترحّم على ايام "الموسيقار" فهد الهريفي، و"الكوبرا" محيسن الجمعان، ومنصور الموسى وطلال الفردوس وفهد الغشيان، الذي كان النصراويون يعولون عليه كثيراً بعد انتقاله الى صفوفهم من الهلال. ولا يبرّئ "أنصار الأصفر" ساحة إدارة ناديهم من اجبار لاعبيهم على الاعتزال "القصري"، ويخشون في الوقت ذاته ان تشهد الأيام المقبلة مفاجآت كبرى في ما يتعلق بموضوع اعتزال النجوم.