قتلت جماعة مسلحة مساء السبت، ستة أشخاص خلال اعتداء وقع في منطقة وادي الهامل في بلدية وادي سلامة. وأوضحت مصادر أمنية ان الاعتداء وقع عندما اعترضت مجموعة مسلحة سبيل سيارة كانت تنقل أشخاصا عائدين من مستشفى بوقرة القريب في ولاية البليدة. وأفيد أن المجموعة المسلحة التي كانت مختبئة قرب الطريق بادرت إلى إطلاق الرصاص على السيارة، وأن الأشخاص الستة ينتمون الى عائلة بولفعاد وأنهم توفوا في حين جرح أحد المارة. إنتشرت قوات الأمن الجزائرية بكثافة في عدد من المناطق القريبة من وسط العاصمة وتم تعزيز الحواجز الأمنية على مداخل الطرق السريعة وفي الشوارع الرئيسية. وقالت مصادر أمنية ل"الحياة" ان هناك "توقعات بأن يعمد عناصر التنظيم الإرهابي الجماعة الاسلامية المسلحة إلى شن حملة تفجيرات بهدف رفع معنويات ناشطي الجماعات المسلحة الذين صدموا بمقتل أميرهم عنتر الزوابري". وكثفت التعزيزات الأمنية أمس بشكل ملحوظ في محطات نقل المسافرين وقرب الأسواق الشعبية الكبيرة. وكان قائد الناحية العسكرية الأولى اللواء الشريف فضيل أفاد خلال لقاء مع الصحافة أن عدد عناصر التنظيم المسلح لا يتجاوز 39 عنصراً، لكن مصادر على صلة بالملف سخرت من هذا التصريح وقالت ان عددهم لا يقل عن 150 عنصراً. وكانت "الجماعة المسلحة" عمدت خلال السنوات الماضية، إلى تنفيذ غالبية عملياتها الانتقامية في العاصمة لإحداث الضرر والتأثير على قوات الأمن واستنزاف جهودها في محيط المدينة، كما حدث في الهجوم الانتحاري بسيارة الذي هز مبنى المقر المركزي للأمن في العاصمة في العام 1995. معركة خلافة الزوابري وتطرح أوساط أمنية عدة أسماء متداولة مثل نائب أمير التنظيم المسلح واكيد رشيد وهو من مواليد مدينة بوفاريك وأحد أقرب عناصر التنظيم إلى الزوابري وكان يحظى بدعمه وثقته. كما يتردد إسم أبو المنذر المفتي الشرعي للجماعة المسلحة وأحد أهم منظري توجه "الهجرة والتكفير" داخل التنظيم من خلال سلسلة الفتاوى التي وقعها الزوابري منذ توليه قيادة التنظيم المسلح. وهناك أيضا أمير كتيبة الساحل مولود بوشرور المدعو خالد الفرماش الذي لم يخف نيته في قيادة الجماعة خصوصا بعدما كثف عملياته في ولاية تيبازة والمناطق القريبة منها خلال السنتين الماضيتين. وكان آخر العمليات هجوم على مطعم نادي التنس في زرالدة خلال آب أغسطس الماضي. ولا تستبعد الأوساط الأمنية أن يوفر رحيل الزوابري فرصة لقدامى قادة "الجماعة المسلحة" لإعادة تنشيط اتصالاتهم في شأن مستقبل التنظيم. ويرى خبير في الشؤون الأمنية ان رحيل الزوابري الذي كان تعيينه على رأس "الجماعة المسلحة" سببا في حدوث الانشقاقات قد يصبح سببا لإعادة تشكيل الجماعة، علماً بأن الكثير من القيادات النافذة في الجماعة كانت لها مشاكل شخصية مع الزوابري ما يعزز التوجه نحو إعادة التأسيس خصوصا أن "الجماعة المسلحة" ظلت المرجعية الأساسية لنشاط الجماعات في الجزائر منذ نشأتها الثانية في العام 1992. .