شهدت الجزائر مزيداً من التصعيد الأمني في الساعات الماضية. وأُفيد ان 26 شخصاً، بينهم رُضّع، قُتلوا في مذابح في ولايتي غليزان والشلف في غرب البلاد. قتل 17 شخصاً، بينهم أطفال ورضع، في هجوم نفذته جماعة مسلحة، مساء الأحد، في ولاية غليزان 300 كلم غرب الجزائر، في أكبر مذبحة تستهدف مدنيين منذ أسابيع. وبدأت أجهزة الأمن عملية تمشيط واسعة لملاحقة عناصر المجموعة. وقالت مصادر محلية أن الإعتداء وقع عندما اعترضت مجموعة إسلامية مسلحة تنكرت بزي عسكري طريق المسافرين قرب منطقة اولاد بوعزة غير البعيدة عن دوار مصمود في بلدية سيدي محمد بن عودة جنوب غربي ولاية غليزان، ثم بدأت بذبحهم واحداً تلو الآخر. وأفاد شهود أن عناصر الجماعة المسلحة أحرقوا خلال العملية ثلاث سيارات وشاحنة، ولم يتركوا فرصة للمسافرين للفرار إذ حاصروهم من مختلف الجهات قبل الإجهاز عليهم. ويعتقد بعض الأوساط بان عناصر الجماعة المسلحة الناشطين في المنطقة تراجعوا إلى مرتفعاتها الجبلية بعدما فشلت قوات الجيش في تدمير معاقلهم على رغم عمليات دامت شهوراً واستُخدمت فيها الطائرات الحربية. وتضاربت الأنباء عن الجهة التي نفذت العملية. فقد تردد أن العملية من تدبير مجموعة تنشط تحت لواء "الجماعة الإسلامية المسلحة" التي يقودها عنتر الزوابري. لكن مصادر أخرى قالت أن الإعتداء نفذه عناصر من "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" التي انشقت عن "الرابطة الإسلامية للدعوة والجهاد" التي تخلت عن العمل المسلح بعد استفادتها من العفو الرئاسي في كانون الثاني يناير 2000. وكانت مجموعة مسلحة قتلت السبت امراة وابناءها الثلاثة في ولاية الشلف 200 كلم غرب العاصمة في هجوم استهدف منزلاً معزولاً في بلدة اولاد علال النائية. واجهزت المجموعة بالرصاص على الاشخاص الاربعة فيما كانوا نياماً. وقتل خمسة اشخاص من اسرة واحدة وجرح ثلاثة اخرين مساء الجمعة على يد مجموعة مسلحة في بلدة اولاد الجلالي في الولاية نفسها. ويلاحظ أن عودة الجماعات الإسلامية إلى تكثيف عملياتها تتزامن مع انطلاق فعاليات المهرجان الدولي للشباب الذي تحاول الحكومة توظيفه لتأكيد تحسن الأوضاع وتعريف 12 ألف شاب وفدوا من نحو مئة دولة للمشاركة في المهرجان بالتطورات التي تعرفها الجزائر في كل المجالات. وتقول أوساط تتابع ملف الجماعات المسلحة أن عملياتها الأخيرة أصبحت تكتسي طابعاً إستعراضياً، وانها تسعى على ما يبدو الى "استرجاع" المبادرة وتأكيد مكانتها كالقوة الرقم واحد في المعارضة التي تنهج العنف ضد الحكم. ونفّذت الجماعات المسلحة، منذ شهرين، عمليات شملت مهاجمة بعض المصطافين داخل المركبات السياحية التي كانت تعد من الأماكن الخاضعة للتغطية الأمنية بصفة إستثنائية في الصيف. كذلك نفّذت هذه الجماعات مذابح عديدة في القرى النائية خصوصاً في المنطقة المعروفة ب "مثلث الموت المتحرك" في ولايات البليدة والمدية وعين الدفلى وتيبازة والشلف.