تجاوزت اسعار خام القياس الاوروبي "برنت" مستوى 26 دولاراً للبرميل في عقود كانون الثاني يناير التي جرت في بورصة النفط الدولية في لندن امس في حين تجاوز سعر "سلة اوبك" مستوى 25.66 دولار للبرميل نتيجة لدخول المفتشين الدوليين احد قصور صدام بحثاً عن اسلحة الدمار الشامل وبعد حادث اطلاق النار على زورق كويتي قرب جزيرة وربة المجاورة للاراضي العراقية. وقال محللون "ان حالة الحرب او اللاحرب في العراق تساعد في ابقاء اسعار الخام مرتفعة". وشددوا "على ان العراق لا يزال يمثل عنصراً غامضاً قد يقلب الموازين". لندن - "الحياة"، رويترز - ذكرت وكالة انباء "اوبكنا" امس نقلا عن امانة المنظمة ان سعر "سلة اوبك" واصل الارتفاع الاثنين الى 25.66 دولار للبرميل من 25.41 دولار الجمعة. وارتفع "برنت" في المعاملات الآجلة في بورصة لندن صباح امس محققاً 26.10 دولار للبرميل ومواصلا مكاسب اول من امس وسط قلق المتعاملين في شأن العراق والتأثير المحتمل لاضراب في فنزويلا الغنية بالنفط. كما ظل العراق محور اهتمام السوق مع اقتراب الموعد النهائي لتقديم تفاصيل عن اي اسلحة كيماوية او بيولوجية او نووية في الثامن من كانون الاول ديسمبر على رغم اعلان عراقي بانه سيكشف ما لديه السبت المقبل. وكان مسؤول اميركي بارز اعلن امس ان الحرب ضد العراق ليست حتمية... لكنه حذر الرئيس صدام قائلاً: "يجب ان يذهب الى مدى ابعد مما ذهب اليه من قبل اذا كان يريد تفادي الصراع". وقال بول وولفويتز نائب وزير الدفاع الاميركي: "اذا لم يتعاون صدام بطريقة لم يتعاون بها من قبل... سيعني هذا نهاية لنظامه". وصعد الخام الاميركي الخفيف على شبكة اكسيس للمعاملات الالكترونية في بورصة نايمكس 30 سنتا الى 27.54 دولار للبرميل. اجتماع "اوبك" من جهة ثانية تدرك "اوبك" انها قد تواجه تهاوياً في الاسعار اذا فشلت في وقف تنامي المزاوجة غير الملائمة بين قفزة انتاجها النفطي والتجاوزات الانتاجية للحصص الرسمية في اجتماعها الوزاري المقرر عقده الاسبوع المقبل. الا ان محللين قالوا ان الفكرة التي تقضي باضفاء شرعية على نصف التجاوزات الانتاجية للمنظمة، التي يبلغ حجمها حالياً ثلاثة ملايين برميل يومياً، من خلال زيادة الحصص الانتاجية الرسمية لم تحظ حتى الآن بتأييد يذكر. وقالت جوليان لي، المسؤولة في مركز دراسات الطاقة الدولية في لندن، "ربما تفضل السعودية زيادة الحصص الا انني لست متأكدة من حجم الدعم الذي يحظى به هذا الامر بين باقي أعضاء المنظمة". ويخشى عدد من اعضاء المنظمة من احتمال ان تبعث اي زيادة في الحصص الانتاجية في الاجتماع المقرر في 12 كانون الاول ديسمبر الجاري وهو الموعد الذي يتعين بالضبط ان تعمد فيه المنظمة الى كبح جماح الانتاج اشارة خاطئة للسوق. وطالبت فنزويلا والجزائر واندونيسيا، وهي دول تتبنى موقفا متشدداً في شأن الاسعار، بالابقاء على تجميد السقف الانتاجي للمنظمة عند مستواه الحالي البالغ 21.7 مليون برميل يومياً اعتباراً من كانون الثاني مفضلة تفادي تهاوي الاسعار من خلال تعظيم الالتزام بالحصص الانتاجية الرسمية. وقال اليريو بارا وزير النفط الفنزويلي السابق، الذي يعمل الان مستشاراً نفطياً، "لا أظن ان في وسعهم فعل اي شيء رسمي في هذا الاجتماع... كل ما في وسعهم عمله هو الدعوة الى مزيد من الانضباط الانتاجي ولن يحققوا هذا الامر بنسبة مئة في المئة". وتحرص "اوبك" على تماسك موقفها من اجل ازدهار الاسعار الذي حافظت عليها بفضل قيودها الانتاجية التي تتبناها منذ عام 1999. ويعتقد مسؤولون في "أوبك" انه لولا الخوف من نشوب حرب في العراق لانخفضت الاسعار عن النطاق السعري الذي تستهدفه المنظمة بين 22 و28 دولاراً للبرميل. وبعدما ارتفعت الاسعار لتختبر الحد الاعلى من هذا النطاق في نهاية ايلول سبتمبر انخفض سعر سلة نفوط أوبك الى 25.66 دولار للبرميل الاثنين. وقال الفارو سيلفا الامين العام لاوبك لرويترز الاسبوع الماضي "ان بعض الدول رأى في زيادة الاسعار في ايلول رخصة لزيادة الانتاج من دون التزام الحصص" لكنه حذر من ان ذلك قد يرتد عليه. وتتمثل مشكلة "أوبك" حالياً في ان الانتاج يزيد نحو 1.5 مليون برميل يومياً على الطلب المتوقع على نفطها السنة المقبلة حسب تقديرات جيف باين المحلل لدى "سمبرا انيرجي تريدنغ".