تطغى الصبغة الخليجية على نهائي مسابقة كأس العرب الثامنة لكرة القدم الذي يجمع السعودية مع البحرين، بعد ان هزما المغرب 2-صفر والاردن 2-1 على التوالي في الدور نصف النهائي. وافتتح عبدالله الواكد التسجيل للسعودية الافضل انتشاراً وتحكماً بمجريات المباراة من ركلة حرة20، واضاف طلال المشعل الهدف الثاني مستفيداً من هجمة مرتدة سريعة قادها محمد نور الذي مرر الكرة الى المشعل فسددها زاحفة مرت من تحت الحارس الجرموني بعد ان ارتطمت بيده اليمنى واستقرت داخل شباكه 56. وفي المباراة الثانية، قاد المهاجم حسين علي، الذي حل بدلاً من ناصر دعيج في الدقيقة 84، منتخب البحرين الى النهائي بتسجيله هدفين في مرمى الاردن في الدقيقتين 87 و90، في حين سجل انس الزبون 43 هدف الاردن. ويترقب الجميع مباراة حماسية يفرضها واقع افتقاد حساسية المواجهات الحاسمة بين المنتخبين منذ فترة غير قصيرة، في حين ينشد البحرين تحديداً الثأر لخسارته امام "الاخضر" 1-2 في مباراته الاولى في البطولة، التي ترافقت مع اشكالات ميدانية ادت الى ايقاف لاعبي البحرين محمد سالمين ومحمد حسين حتى نهاية المسابقة. وينصب اهتمام لاعبي "الاخضر" على الاحتفاظ باللقب، من اجل تتويج العروض الممتازة التي قدموها في المباريات السابقة في المسابقة والتي منحتهم ثقة كبيرة بالنفس. ولعل الفوز في متناول لاعبي "الاخضر"، على رغم التأثيرات السلبية المحتملة التي اوجدها مرض المدرب الهولندي جيرار فاندرليم، علماً ان مساعده مارتن كويمان اشار الى ان اعضاء المنتخب عايشوا اجواء صعبة قبل بلوغ النهائي "بسبب حاجتهم الكبيرة الى قائد فني". وأوضح كويمان معاناة "الاخضر" من ثغرة كبيرة في خط الوسط تكرست ميدانياً في ترك مساحات واسعة للمنتخبات الخصمة: "صحيح ان الاسلوب الدفاعي لا يتناسب مع مقومات الكرة الهولندية التي يطبقها فاندرليم، ولكنه مقبول نسبياً احياناً في ظل عدم التأقلم الكامل للاعبين السعوديين معها". واللافت ان المشرف العام على المنتخب السعودي الأمير تركي بن خالد كرر مقولة ان منتخب بلاده غير مطالب بإحراز اللقب: "اذا حققنا كأس البطولة فهذا امر جيد، واذا لم نحققه فنحن سائرون على طريق الإعداد كما خططنا في السابق". وبدوره، يأمل البحرين في ربط معادلة تأهله غير المتوقع للنهائي باللقب الاول في تاريخه. وتوقع مدربه الالماني سيدكا ان تحفل المباراة بالاثارة والندية "والذي سيستثمر الفرص هو الذي سيحرز الكأس، علماً ان نقاط قوة المنتخبين وضعفهم مكشوفة للجانبين". عنتر نوّه مهاجم المنتخب اللبناني رضا عنتر المحترف في صفوف فريق هامبورغ الالماني بتطور مستوى اللاعبين العرب عموماً في البطولات الاوروبية ومن بينهم المغربي مصطفى حاجي والمصري احمد حسام وسواهما، ونجاحهم في تحقيق الشهرة الكبيرة فيها. وأكد تحقيقه الافادة الكبيرة من الدفاع عن ألوان هامبورغ "كونه منحني فرصة الاحتكاك مع عدد من اللاعبين المميزين في عالم اللعبة". وحول احتمال تعاقد هامبورغ مع لاعب اسرائيلي في الفترة المقبلة، قال عنتر: "لم اشاهد اي لاعب اسرائيلي على الاطلاق، لكن في حال حصل ذلك سأترك النادي فوراً... وأملك عروضاً من اندية المانية وأوروبية عدة اخرى". واعتبر مشاركة لبنان في مسابقة كأس العرب تجربة مفيدة: "قدمنا اداءً جيداً في بعض المباريات، الا ان الحظ تخلى عنا في مباراتنا امام السعودية التي خسرناها بهدف في الوقت بدل الضائع، ولكن الاهم هو البناء واستمرار الإعداد الجيد".