وجهت الحكومة البريطانية صفعة قوية الى وزير الخارجية الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بالغاء نظيره البريطاني جاك سترو في اللحظة الاخيرة أمس مؤتمراً صحافياً مشتركاً معه بعدما رفضت لندن زعم نتانياهو أن لا مجال لأي اصلاحات في السلطة الفلسطينية في ظل قيادة الرئيس ياسر عرفات، وأعلنت عدم موافقتها على دعوته إلى استبعاد الرئيس الفلسطيني. وكان نتانياهو انتقد قبل لقائه سترو في لندن امس خطة رئيس الوزراء البريطاني توني بلير لاجراء محادثات مع مسؤولين فلسطينيين وعرب في لندن الشهر المقبل في شأن اصلاح السلطة الفلسطينية، كما انتقد دعوة بلير الرئيس السوري بشار الاسد لزيارة بريطانيا. وجاء الخلاف البريطاني - الاسرائيلي قبل ساعات من بدء اللجنة الرباعية حول الشرق الاوسط اجتماعا امس في واشنطن. واكد وزير الخارجية الدنماركي ستيغ مولر الذي تتولى بلاده رئاسة الاتحاد الاوروبي انه يتوقع ان يؤكد الرئيس جورج بوش مجددا التزامه حل النزاع في الشرق الاوسط بقيام دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل. وادلى مولر بهذا التصريح في واشنطن امام صحافيين دنماركيين اثر محادثات اجراها الاربعاء والخميس مع وزير الخارجية الاميركي كولن باول ونائب الرئيس ديك تشيني. وقال: "اذا انحرف بوش عن هذا الحل بقيام دولتين كما اقترحه هو بنفسه في حزيران/يونيو 2002 فان ذلك سيسبب خيبة امل". وكانت الولاياتالمتحدة اعلنت على لسان باول انها ستعارض الاعلان عن "خريطة الطريق" قبل الانتخابات التشريعية الاسرائيلية في 28 كانون الثاني يناير خلافا لما اوصى به الاوروبيون الذين يسعون الى اطلاقها في اقرب وقت ممكن. وقال مولر انه حض المسؤولين الاميركيين على ان يبرهنوا بجدية على انهم يفكرون في حل سلمي في الشرق الاوسط قبل اندلاع حرب محتملة ضد العراق. من جهة اخرى، كشفت مصادر اعلامية اسرائيلية تفاصيل برنامج الفصل الأحادي الجانب الذي يتبناه الزعيم الجديد لحزب العمل وذكرت انه يقوم على ابقاء 35 في المئة من أراضي الضفة الغربية تحت السيطرة الإسرائيلية، ما يعني الانسحاب من 23 في المئة من الأراضي التي لم تخضع لمناطق الحكم الذاتي، قبل بدء الانتفاضة، وتسليمها للفلسطينيين وضمها إلى هذه المناطق، لتصل نسبتها إلى 65 في المئة فقط.