سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وسط حرص بريطاني على عدم خسارة الحملة الدعائية في الحرب على أفغانستان . بلير يطالب مجدداً خلال محادثاته مع عرفات بتطبيق توصيات ميتشل بما فيها وقف الاستيطان
لندن - "الحياة" - بحث الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في مقر رئاسة الوزراء في لندن أمس سبيل احياء عملية السلام في الشرق الأوسط بعد التعهدات البريطانية بتأييد قيام دولة فلسطينية مستقلة ودعم جهود الولاياتالمتحدة في هذا الشأن. وأعرب بلير عن شكره للزعيم الفلسطيني على دعمه للحملة الدولية ضد الإرهاب، موضحاً في الوقت نفسه تفهمه للمواقف الفلسطينية العربية الداعية إلى ضرورة بذل المزيد من الجهود من أجل احراز تقدم في عملية السلام والعمل على الوفاء بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. وقال مسؤولون بريطانيون إن بلير جدد مطالبته بضرورة تنفيذ توصيات لجنة ميتشل، بما فيها وقف النشاط الاستيطاني الإسرائيلي، مشيراً إلى أهمية الدور الأميركي الرئيسي في الشرق الأوسط. ويقول معلقون في لندن إن زيارة عرفات إلى بريطانيا ستمهد السبيل أمام احتمال زيارة الرئيس الفلسطيني إلى واشنطن للمرة الأولى للاجتماع مع الرئيس الأميركي جورج بوش للمرة الأولى منذ توليه السلطة في كانون الثاني يناير الماضي، بهدف البحث في ما يسمى بالمبادرة الأميركية الجديدة في المنطقة، والتي لم تعلن تفاصيلها بعد. ونشطت حكومة بلير خلال الأسابيع الأخيرة في ديبلوماسيتها في الشرق الأوسط في إطار السعي للحصول على الدعم العربي للحملة الغربية ضد أفغانستان وأسامة بن لادن بعد الهجمات على مركز التجارة العالمية والبنتاغون في 11 أيلول سبتمبر الماضي. وأقر المسؤولون البريطانيون بأن بلير ووزير الخارجية جاك سترو، الذي التقى عرفات أمس، أوضحا مراراً أن إحدى النتائج المترتبة على الضربات الجوية ضد حكم "طالبان" وأسامة بن لادن تتطلب ضرورة التحرك على نحو عاجل لتوفير تسوية عادلة في الشرق الأوسط، وأهمها ضرورة توفير العدالة للفلسطينيين. وأكد الزعماء البريطانيون لعرفات أنه لهذا السبب ترى لندن أهمية قيام الدولة الفلسطينية في إطار الحل الطويل المدى بعد أحداث 11 أيلول الماضي. وشدد بلير خلال المحادثات مجدداً على أهمية التزام إسرائيل بتعهداتها وفقاً لاتفاقات أوسلو وضرورة تنفيذ قراري مجلس الأمن 242 و338 في هذا الشأن، ومبدأ الأرض في مقابل السلام. وطالب الزعماء البريطانيون عرفات ببذل جهد أكبر لتثبيت وقف النار ووقف ما اسماه المسؤولون البريطانيون بالعنف، مع التعهد بضغوط مماثلة على إسرائيل. وتأتي زيارة عرفات في إطار جولة أوروبية يزور خلالها أيضاً دبلن لاجراء محادثات مع رئيس الوزراء الايرلندي بيرتي أهيرن في وقت لاحق من مساء اليوم. ولدى وصوله إلى مطار هيثرو الدولي ليلة أول من أمس أعلن الزعيم الفلسطيني ان زيارته لبريطانيا مهمة، وقال إنه سيبحث مع بلير الأوضاع في المنطقة والموقف الدولي، خصوصاً بعد الهجمات ضد الولاياتالمتحدة، وهي هجمات ندد الزعيم الفلسطيني بها مراراً. واجتمع عرفات أيضاً خلال زيارته القصيرة لبريطانيا مع اسقف كنيسة كاتربري الدكتور جورج كيري الزعيم الروحي للكنيسة الانغليكانية وكذلك مع زعيم حزب الأحرار الديموقراطيين البريطاني تشارلز كيندي. واحيطت زيارة عرفاتلبريطانيا بتغطية إعلامية كبيرة، إذ سلطت الأضواء - على نحو لم يسبق له مثيل - على محادثات الرئيس الفلسطيني مع بلير مع الإشارة إلى أن الزيارة تمت تلبية لدعوة من رئيس الوزراء البريطاني شخصياً. ويوضح هذا مدى حرص بلير على ألا يخسر الغرب الحملة الدعائية بعد بدء الضربات الجوية ضد أفغانستان في الأسبوع الماضي. وأشاتر محللون في الصحافة البريطانية أمس إلى خطر تكرار الغرب، خصوصاً الولاياتالمتحدة، خطأ اطلاق وعود بشأن تسوية الصراع العربي - الإسرائيلي، كما حدث في خضم أزمة حرب الخليج، وعدم العمل بجد لتحقيقها بعد انتهاء الأزمة.