لندن، القدسالمحتلة، واشنطن - "الحياة" افادت الصحافة البريطانية امس ان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير حضّ الرئيس الاميركي جورج بوش خلال محادثاتهما في البيت الابيض الاربعاء على القيام بمبادرة محدودة لاعادة عملية السلام في الشرق الاوسط الى مسارها كجزء من الحملة الرامية الى المحافظة على دعم الدول الاسلامية المعتدلة للحرب في افغانستان. وقالت صحيفة "ذي غارديان" ان بياناً من وزير الخارجية الاميركي كولن باول يدعم مبدئياً قيام دولة فلسطينية ما زال قيد المناقشة ضمن ادارة بوش، حسب ما قالته مصادر حكومية بريطانية للصحيفة. واضافت ان البيان سيصدر قبل بدء مناقشات الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك. واتفق بوش وبلير في تصريحات ادليا بها بعد محادثاتهما على ان الانتصار على الارهاب سيتم بتسوية في الشرق الاوسط او من دون تسوية. وقال بوش: "سنجلب تنظيم القاعدة الى العدالة سواء بسلام في الشرق الاوسط او من دون سلام". واتفق بلير معه في ان "النصر لا يعتمد على اتفاق سلام" لكنه رأى ان من الممكن الآن التوصل الى اتفاق. ورحب الناطق باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون بقول الرئيس بوش ان الحرب في افغانستان ليست مرتبطة بالتسوية السلمية في الشرق الاوسط وقال الناطق رعنان غيسين: "هذا كان دئماً رأينا ونحن مرتاحون لهذا التصريح". ونسبت صحيفة "ذي غاريان" الى المصادر البريطانية القول ان بيان باول سيقول للاسرائيليين ان المأزق الحالي بما فيه اعادة احتلال مدن فلسطينية "لن يحقق اي فائدة للشرق الاوسط او اسرائيل"، وسيبدي تشدداً مماثلاً تجاه الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. واضافت ان اعلان بيانه عن دولة فلسطينية يعتمد جزئياً على تحقيق وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز تقدماً في اقناع شارون بقبول خطة سلام. وفي هذا السياق قالت الصحيفة ان مصادر بريطانية تعرب عن شكها في امكان نجاح بيريز في التأثير على شارون. ونقلت "ذي غارديان" عن المصادر ذاتها ان بلير قلق من ان الفلسطينيين لن يصدقوا ان اي عملية سلام ستكون صادقة وانها ستتلاشى بمجرد توقف الانتفاضة. وزادت انه يريد العثور على صيغة تقنع الفلسطينيين بان الغرب سيضمن متابعة العملية الى نهايتها. اما صحيفة "ذي اندبندنت" فقالت ان بلير حذّر في البيت الابيض من ان البلدان العربية والاسلامية لن تدعم الحرب على الارهاب دعماً تاماً الا اذا اقتنعت بأن اميركا وحلفاءها جادون في تأمين حل دائم في الشرق الاوسط وافغانستان. ونقلت الصحيفة عن مسؤول بريطاني القول ان "الشعور بوجود معيار مزدوج" برز بقوة خلال جولة بلير الاخيرة في الشرق الاوسط وان بلير احس بلدغة الانتقاد العربي القائل ان واشنطنولندن لم تجددا اهتمامهما بالصراع العربي الاسرائيلي الا بسبب الهجمات في اميركا. وذكرت ان بلير يريد من اميركا اعلان التزام بقيام دولة فلسطينية، الامر الذي سيجعلها تنأى بنفسها عن حليفتها التقليدية اسرائيل "وفي المقابل ستحتاج اسرائيل الى ضمانات امن وسيكون على الفلسطينيين لجم المتطرفين". واضافت "ذي انديبندنت": "على رغم ان من المرجح ان تقدم واشنطن اقتراحات بشأن الشرق الاوسط قريباً، فان المسؤولين البريطانيين يقللون من امكانية حصول اختراق فوراً، وهم يقولون ان المهمة الاولى هي وقف دائرة العنف". ورحب وزير الخارجية الاميركي باول الاربعاء بانسحاب اسرائيل من داخل مدينة رام الله في الضفة الغربية وقال ان تقدماً "قد يتحقق" في الجهود الرامية لوقف العنف بين الفلسطينيين والاسرائيليين. وقال: "انا سعيد لان الاسرائيليين انسحبوا من رام الله وآمل ان ينسحبوا من القرى الاخرى في المستقبل القريب. آمل ان يواصل رئيس المنظمة عرفات بذل كل ما في وسعه لانهاء العنف". وصرح باول بأنه سيجري محادثات بشان الشرق الاوسط اثناء اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك لكنه لم يذكر ايا من الشخصيات التي سيلتقي بها. ومن المتوقع ان يكون عرفات في الاممالمتحدة في الوقت نفسه لكن مسؤولا بوزارة الخارجية الاميركية قال الاربعاء انه ليس هناك اجتماع مقرر بينه وبين باول. وقال البيت الابيض الثلثاء الماضي ان الامر كذلك بالنسبة الى الرئيس بوش. واعلن باول: "انني تواق جدا للعودة الى المسار الذي كنا عليه قبل بضعة اسابيع حيث كنا بدأنا انئذ نشهد محادثات جادة بين الجانبين فيما يتعلق بوقف اطلاق النار وعدم الاعتداء، لذا اتطلع الى محادثات نهاية الاسبوع بداية الاسبوع المقبل وسنتحدث عن ذلك حين يحدث".