} أعلن رئيس الوزراء البريطاني في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس حسني مبارك في القاهرة انه يدعم ويؤيد قيام دولة فلسطينية، وشدد على أن الحرب على افغانستان ليست موجهة الى الاسلام أو المسلمين. وفيما لم يستبعد بلير توجيه ضربات الى دول أخرى ترعى الارهاب، كرر وزير خارجيته جاك سترو ان "لا دليل على تورط العراق" في الهجمات على نيويورك وواشنطن. وأعلن ان اتصالات تجري بينه وبين السعودية لتحديد موعد لزيارة بلير الرياض. أما مبارك فجدد دعوته الى عقد مؤتمر دولي لمكافحة الارهاب، والى اقامة دولة فلسطينية لحرمان الارهابيين من حجتهم. دعا الرئيس حسني مبارك الى "الاتحاد والجدية" في التعامل مع المنظمات والجماعات الارهابية في كل بلاد العالم وقال إن ذلك "يجب أن يتم عن طريق حملة دولية لمكافحة الارهاب، وأشار في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير عقب محادثاتهما في القاهرة أمس الى التجربة المصرية وقال إنهما ناقشا التطورات الاخيرة في الحملة على الارهاب ما في ذلك القبض على منفذي الحادث الارهابي في الولاياتالمتحدة وتقديمهم الى العدالة. وأوضح مبارك أنه اتفق مع بلير على أن يعمل المجتمع الدولي كي لا يكون "هناك تعارض بين الثقافات أو أن ينسب الارهاب الى الدول الاسلامية والعربية، والحاجة الى عقد مؤتمر دولي لمكافحة الارهاب برعاية الأممالمتحدة، وحرمان الارهابيين من استخدام تدهور الوضع في الشرق الاوسط، واستثمار الشعور السائد باليأس والاحباط بسبب عملية السلام المتعثرة". واشار الى أن الارهابيين "يستخدمون ذلك في محاولة لتبرير اعمالهم" وقال إن ذلك "يستدعي إقامة دولة فلسطينية الى جانب الدولة الاسرائيلية حتى تعيش في سلام". أما بلير فأعرب عن شكره لمبارك وتقديره موقفه من الارهاب، وقال ان المجتمع الدولي يقف الآن "متحداً في جهوده للتغلب على الارهاب الدولي في جميع صوره وأشكاله". وأكد بلير على ثلاث نقاط: "مهما حاول الارهابيون تنفيذ عمليات فنحن مصممون على عدم نشوب صراع بين الدول الغربية والاسلام لأن ذلك غير حقيقي ولن يكون حقيقياً وكل الذين يساندون القيم الحضارية في كل مكان يقفون متحدين ضد الارهاب". وقال بلير إن النقطة الثانية هي "انه يجب أن لا يكون حادث 11 ايلول سبتمبر سبباً في ان نترك عملية السلام في الشرق الاوسط بل على العكس". أما النقطة الثالثة، تابع بلير فهي "ان هدف الارهابيين ليس قتل المدنيين والنساء والاطفال فحسب، بل الاساءة الى المسلمين بهذه العمليات التي تفصل الغرب عن العرب والمسلمين والديانات الاخرى وتفصل الشعوب في جميع انحاء العالم". وقال: "نقول لهؤلاء الارهابيين إنهم لن يستطيعوا التفريق بيننا ونعرف ما يحاولون القيام به ونقف متحدين في كفاحنا للتغلب على الارهاب الدولي عن طريق تنفيذ القانون". وعن منح بلاده حق اللجوء السياسي لبعض العناصر المدانة بالارهاب في بلادها قال بلير ان بريطانيا "شددت قوانينها العام الماضي. وننوي ان نشدد اجراءاتنا القانونية أكثر"، واشار الى "فجوات في القانون يتم العمل لاصلاحها الآن". وعن المؤتمر الدولي لمكافحة الارهاب الذي سبق ودعا اليه، قال مبارك إنه أطلق دعوته منذ عشرة أعوام، وأنه نبه الى ان الارهاب سينتشر في العالم بأسره. وأوضح "ان المؤتمر الذي ندعو إليه الآن سيناقش الاجراءات التي يمكن أن تتخذها دول العالم للتخلص والقضاء على الارهاب ومراقبة المجرمين الذين يقومون بالعمليات الارهابية". وأوضح انه "من وجهة نظرنا ومن خلال خبراتنا في هذا الجزء من العالم فإن مشكلة الشرق الاوسط هي مشكلة فريدة من نوعها في العالم"، وأعرب عن خشيته من أن تؤدي هذه المشكلة الى خلق أجيال اخرى من الارهاب في العالم، وجدد تأكيده أنه من دون الوصول الى "تسوية شاملة للمشكلة في الشرق الاوسط سيكون المستقبل أكثر سوءاً ولن يكون هناك أمن في هذا الكون في المستقبل". وعلق بلير على هذه النقطة فقال إنه يتفق مع ما قاله مبارك وأن "عقد مؤتمر تحت مظلة الأممالمتحدة لمكافحة الارهاب مهم في جهودنا لمكافحة الارهاب". كما اتفق مع مبارك على "أن نعيد عملية السلام الى مسارها لانه من دون ذلك فإننا يمكن ان نواجه اناساً يسيئون التعامل مع القضية الفلسطينية". وعما اذا كان إعلان الرئيس جورج بوش وتأييد بلير له إقامة دولة فلسطينية، مجرد خطوات تكتيكية لتشكيل تحالف غربي مع العالم الاسلامي في المرحلة الراهنة، قال بلير إن "ما أعلنه بوش يؤكد ما قلناه منذ وقت طويل: اننا ندعم ونؤيد قيام دولة فلسطينية وفي الوقت نفسه نريد ان نتأكد من ان أمن اسرائيل سيكون محفوظاً". وأعرب عن اعتقاده بأنه "لا يمكن لأحد ان يشك في الأهمية القصوى لإدراك الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي ضرورة التوصل الى سلام والى العيش معاً". ووعد "بتحويل هذه القناعات الى أرض الواقع على رغم ان الوقت الحالي عصيب". وأكد أن "هذه المسألة، ليست مهمة لتحقيق الاستقرار في المنطقة ولكن في العالم بأسره". ونفى أن تكون هذه التصريحات صدى لما وقع في 11 ايلول سبتمبر و"لكنه شيء نؤمن به منذ وقت طويل جداً وأكدناه مراراً"، وشدد على أن ما حدث "أمر مأسوي للغاية ولكنه يسمح لنا ويعطينا الفرصة لأن نمضي في عملية السلام قدماً". وعن وجود مصريين في قائمة المطلوبين قال مبارك إن مصر "قدمت وفعلت الكثير لمكافحة الارهاب"، وأشار الى أنه بدأ اتصالات عام 1991 مع عدد من دول العالم لتحذيرهم من أن الارهاب سينتشر في العالم كله و"دعونا الى اجراءات"، مشيراً الى أن دولاً عدة "ردت بأن هذا شأن داخلي ولم تعط المشكلة الاهتمام الكافي" وأكد ان مصر "منذ 1991 وحتى الآن تتعامل بحزم مع الارهاب وتفرض القيود من دون تأثير في الديموقراطية وحرية المواطنين"، وأوضح أن بعض الارهابيين "فروا الى الولاياتالمتحدة وحذرنا من أنهم سيرتكبون اعمالاً في أي مكان في العالم". في لندن أعلن وزير الخارجية البريطاني جاك سترو أمس انه يجري اتصالات مع السعودية لتحديد موعد لزيارة بلير، نافياً أن تكون الرياض عارضت ذلك. وقال سترو لهيئة الاذاعة البريطانية ان "السعودية قالت بوضوح انها تؤيد زيارة رئيس الوزراء، لكن كما هي الحال في هذه الأمور يجب ايجاد الوقت الملائم للطرفين". وقال ناطق باسم رئاسة الحكومة البريطانية أمس "ان تنظيم زيارة بلير للسعودية خلال جولته الحالية كان أمراً معقداً"، مضيفاً "سنواصل المحادثات مع الرياض". وأوضح ان "رئيس الوزراء تحدث مع الأمير عبدالله ومع مسؤولين آخرين" وأعرب لهم عن رغبته "في زيارتهم". الى ذلك، جدد سترو أمس ان بريطانيا لا تملك أي اثبات لضلوع العراق في اعتداءات 11 أيلول. وأنها لا تعتزم تنفيذ أي هجوم على أي بلد آخر غير أفغانستان. وصرح سترو لهيئة الاذاعة البريطانية "بي. بي. سي" انه "لا نملك أي عنصر يربط العراق بفظاعات 11 أيلول. وفي حال تغيرت الظروف سنغير موقفنا، بيد انه الى الآن لا تغيير". وأضاف وزير الخارجية البريطاني ان "الحكومة البريطانية لا تعتزم القيام في هذا الوقت بأي عمل" عسكري غير الذي تنفذه في افغانستان. ونفى سترو وجود أي خلاف بين لندن وواشنطن التي اعلنت انها تحتفظ بحقها في التحرك ضد "منظمات ودول أخرى" عند الضرورة، وذلك في رسالة وجهتها الاسبوع الماضي الى مجلس الأمن الدولي. وأكد الوزير البريطاني ان الولاياتالمتحدة مثل بريطانيا ملتزمة حق الدفاع عن النفس كما هو وارد في شرعة الأممالمتحدة. وقال: "في حال تنفيذ عملية أخرى في العالم ينبغي اتباع المبادئ ذاتها، والولاياتالمتحدة نفسها لن تتحرك من دون أدلة واضحة ومن دون ادراك ان التحرك العسكري حل نهائي وأن يكون ضمن استراتيجية سياسية شاملة". بيد ان الأمين العام للحلف الأطلسي، البريطاني جورج روبرتسن صرح للاذاعة ذاتها "لا اعتقد انه من الممكن التقيد بحدود جغرافية". وقال روبرتسون: "ان وزير الخارجية الأميركي كولن باول قال بوضوح انهم الأميركيون يركزون على افغانستان ومع مرور الوقت وتكاثر الاثباتات سيتعين بالتأكيد اتخاذ اجراءات أخرى".