} لندن - "الحياة" - اتفق الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير، في لندن امس، على ان ثمة فرصة سانحة حالياً لإعادة احياء عملية السلام في الشرق الأوسط. وأكد بلير ان هناك "أفكاراً اميركية" وغيرها في هذا الاتجاه. وجاء ذلك بعد محادثات استغرقت 90 دقيقة في مقر رئيس الوزراء البريطاني. وأبلغ الزعيمان بعدها مؤتمراً صحافياً مشتركاً اهمية التوصل الى حل عادل وشامل للنزاع العربي - الاسرائيلي، وذلك على اساس قرارات الاممالمتحدة ومبادئ مؤتمر مدريد وتوصيات لجنة ميتشل وتفاهم جورج تينيت مدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية. وقال بلير ان "هناك اعداداً كبيرة من الفلسطينيين والاسرائيليين الأبرياء الذين قتلوا خلال الشهور والأعوام الأخيرة"، مستخلصاً ان "هذه هي الفرصة السانحة لتصحيح المظالم التي لحقت بالعالم لفترة طويلة، خصوصاً منطقة الشرق الأوسط". وبدوره ندد الرئيس الفلسطيني بالعمليات الارهابية التي وقعت في 11 ايلول سبتمبر ضد اميركا مؤكداً: "إننا ضد كل ألوان الارهاب، بما في ذلك ارهاب الدولة" في اشارة واضحة الى ما تمارسه اسرائيل ضد الفلسطينيين من اغتيالات وتدمير للمنازل والمزارع ونهب للأراضي. وأكد عرفات وبلير انهما اتفقا خلال المحادثات على ضرورة استئناف المفاوضات فوراً. وقال عرفات انه يدعو الحكومة الاسرائيلية الى ذلك "من أجل التوصل الى حل عادل ودائم، بما في ذلك كل القضايا الواردة في محادثات المرحلة النهائية ومن أهمها قيام دولة فلسطينية وانسحاب اسرائيل من الأراضي الفلسطينية وعلى ان تكون القدسالشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، والتوصل الى حل لمشكلات المستوطنات والمياه والحدود والأمن". وقال رئيس الوزراء البريطاني ان الفلسطينيين والاسرائيليين ينبغي ان يتمكنوا من العيش جنباً الى جنب في سلام في ديارهم، مكرراً ضرورة ان تكون الدولة الفلسطينية "قابلة للبقاء". ورداً على سؤال اكد بلير ان هناك مقترحات عدة من بينها "أفكار اميركية ندرسها درساً وافياً، والجهود الدولية مستمرة"، ورفض الإفصاح عن تفاصيل الافكار الاميركية، تاركاً ذلك للاميركيين انفسهم، وشدد على ضرورة توافر الإرادة والظروف المناسبة لتحقيق التقدم المطلوب بين اسرائيل والفلسطينيين. وسئل بلير اذا كان التحرك البريطاني والاميركي جاء سعياً الى كسب العرب والمسلمين الى جانب التحالف الدولي ضد الارهاب، فقال انه اجتمع مع عرفات 11 مرة منذ تولى رئاسة الوزراء في بريطانيا، وانه يبدى بصفة دائمة اهتمامه بحل النزاع الفلسطيني - الاسرائيلي وتوفير العدل والسلام الذي يحتاجه الفلسطينيون والاسرائيليون معاً وضرورة ان يشعر الجانبان بالثقة والأمن. وحذر بلير من ان عدم احراز تقدم في العملية السلمية، سيؤدي الى المزيد من العنف وسفك الدماء. وكرر موقف بلاده من الحرب ضد الارهاب وتدمير قواعد بن لادن الذي قال انه لا يتحدث باسم الفلسطينيين، مشيراً الى ان ما قام به بن لادن أدى الى تهديد الوضع الهش اصلاً في المنطقة. وشكر عرفات بلير على جهوده من اجل توفير حل عادل للقضية الفلسطينية التي اكد انها تحظى بتأييد واجماع دولي "ولا يمكن الخلط بين هذه القضية العادلة والأساليب غير العادلة والممارسات الارهابية التي أدت الى قتل الابرياء في نيويورك وواشنطن". واستشهد عرفات في معرض تأكيده ان الاسلام هو دين التسامح والمحبة والسلام بالآية القرآنية الكريمة: "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا، ان أكرمكم عند الله اتقاكم". وأقر بلير بأن هناك أموراً صعبة وشائكة ينبغي التوصل الى حل لها من أجل اقرار السلام العادل في المنطقة. وتحدث عن معاناة الفلسطينيين وكيف لمس ذلك بنفسه في غزة وشاهد ظروف الناس الصعبة هناك. وعن الضغوط التي ينبغي ممارستها على اسرائيل قال بلير: "اننا نتحرك لخلق الظروف المناسبة ولكن الأمر يتعلق بالطرفين أساساً لتحقيق قوة الدفع المطلوبة". وحضر المحادثات الى جانب عرفات وبلير الوفد الفلسطيني المرافق الذي يضم الدكتور صائب عريقات كبير المفاوضين ومستشار الرئيس الفلسطيني نبيل أبو ردينة وعفيف صافية المفوض الفلسطيني العام لدى المملكة المتحدة والفاتيكان وبطريرك القدس للروم الكاثوليك ميشيل صباح. وأقام وزير الخارجية البريطاني جاك سترو بعد ذلك غداء عمل لعرفات استؤنفت خلاله المحادثات.