بيروت - "الحياة" دعا رئىس الجمهورية اللبنانية اميل لحود الى "الافادة من عِبَر الماضي ودروسه". وقال: "لا يجوز بعد كل الذي حصل ان يظل لدى البعض رهان على الخارج لأنه، في الظروف الحالية، رهان على المجهول"، فيما جدّد النائب ميشال المر هجومه على لقاء "قرنة شهوان" المعارض، متهماً اياه بالنفاق والفجور. وقال أحد أقطاب "اللقاء النيابي التشاوري" الذي يضم 42 نائباً مسيحياً من الموالين ل"الحياة" ان "البلاد كانت بغنى عن هجوم المر على لقاء قرنة شهوان، خصوصاً ان بيان "القرنة" الأخير تضمّن إيجابيات كان يجب تشجيعها في هذه المرحلة، اذ أنه تحدث عن عدم وجوب الاستقواء بالخارج على سورية". وذكّر القطب نفسه وعدد من أعضاء "التشاوري" أنه يجب تشجيع أعضاء "قرنة شهوان" على "اتخاذ مواقف من هذا القبيل بدلاً من الهجوم عليهم، حتى يقوموا بتطوير مواقفهم، لا سيما تجاه سورية". واعتبر القطب ان "لا داعي للعودة الى انتخابات المتن بعدما انتهت الى إبطال نيابة غبريال المر وإقفال محطة "ام تي في" التلفزيونية ودفع البلد ثمناً كبيراً لذلك". وكان لحود قال أمام وفد من حزب "الجبهة الوطنية" برئاسة أرنست كرم: "يجب الكف عن تحريك المشاعر والعواطف لدى البعض من خلال رهانهم على متغيرات ما ستشهدها المنطقة يمكن استغلالها لمصلحة الطروحات التي اثبتت السنوات الماضية انها كانت المسبب في ايقاع الضرر الكبير بلبنان واللبنانيين". وشدد على "الاستقرار على الصعيدين الأمني والسياسي"، مؤكداً ان "الحفاظ عليه مسؤولية لبنانية في الدرجة الأولى وتتطلب تعاطياً وطنياً مع القضايا المطروحة والابتعاد عن الاعتبارات الطائفية والمذهبية". وأضاف: "تكفي مقارنة بسيطة بين ما كان عليه الوضع في لبنان عندما سادت الممارسات الطائفية والمذهبية وما هو عليه اليوم عندما أعطيت الأولية للاعتبارات الوطنية والخيارات الاستراتيجية لإظهار كيف خرج لبنان من عزلته وتقوقعه واستعاد حضوره العربي والدولي". واعتبر ان "الأيام ستظهر عندما تزول الضغوط الراهنة اقليمياً ودولياً، كم كان رهان اللبنانيين على وحدتهم ضرورياً ليبقى وطنهم حاضراً وقادراً على أداء دوره". وتطرق الى الأوضاع الاقتصادية، آملاً أن تحقق اجراءات الدولة لمواكبة نتائج مؤتمر "باريس -2" "النتائج المرجوة". المر وستالينغراد الى ذلك، جدد النائب المر هجومه على "لقاء قرنة شهوان"، معتبراً "ان الشعب يعرفهم بسياستهم المتقلبة وفقاً لمصالحهم، فهم يوماً مع لوس انجليس ويوماً ضدّه ويوماً مع سورية ويوماً آخر ضدّها ويوماً مع العماد ميشال عون لأن المصلحة تقضي بذلك ويوماً ضده". وقال بعد ترؤسه اجتماعاً لكتلته النيابية أمس: "يلعبون على الحبال وفقاً لمصالحهم الشخصية ويضللون الرأي العام بنفاقهم الاعلامي على شاشات التلفزة". ورأى: ان قرنة شهوان تجتمع من أجل التهجم على السلطة فقط وعلى القضاء وعلى المؤسسات وتصف الدولة بالمزرعة، بدلاً من التحسس بالمسؤولية ومن الدعوة الى التكاتف والتضامن". وتطرّق الى عهد الرئيس السابق أمين الجميل من دون ان يسميه ان "بعض أعضاء "قرنة شهوان" هدم مؤسسة مجلس الوزراء وقضى عليها من العام 1982 الى العام 1990، وأضاع فرص انهاء الحرب مطلع العام 1983 وجدد الحرب عشر سنوات عندما أشعل حرب الجبل وحرب الضاحية وعطل المشاركة والوفاق، وعطل دور مجلس الوزراء خلال سنوات 1986 و1987 و1988 فكانت الدولة تدار بالمراسيم الجوالة من دون جلسات لمجلس الوزراء، وعطل المشاركة والوفاق خلال الحكومة العسكرية، وعطل انتخابات الرئاسة عام 1988 وجاء بحكومة عسكرية أي بالقرار المنفرد الذي أوصل البلاد الى حرب تحرير باطلة وحرب الغاء قاتلة". وسأل: "ألا يخجلون عندما يتكلمون عن هدم المؤسسات وعن العيش المشترك والوحدة الوطنية وهم فعلوا بالوحدة الوطنية والمؤسسات وشرذموا الجيش الى ألوية مذهبية وطائفية وأفرغوا المؤسسات النقدية وأولها مصرف لبنان من موجوداتها ومن وجودها، وعطلوا دور القضاء وحلوا محله بمحاكمة الناس، وعطلوا دور الادارة والجامعة اللبنانية وتسلطوا عليها بتعيين المحازبين والأزلام في المواقع المهمة في الدولة". وعن انتخابات المتن قال المر كان "هدفهم منها استدراج السلطة الى معركة تنتهي في الشارع وتؤدي الى صدامات فتهدر دم الأبرياء لينفسوا أحقادهم والانقضاض على السلطة والمؤسسات". وأضاف: "استعملوا الاعلام خمسين يوماً لاثارة الفتنة وغسل الدماغ بالنعرات الطائفية والعنصرية وتحريض المسيحيين ضد السلطة وضد تحالفها مع سورية وضد الخط المسيحي المعتدل ثم حرضوا على الأجهزة الأمنية وعلى القضاء مستنسخين أحداث 7 آب أغسطس وما بعدها بغية هدم المؤسسات الشرعية ولو حكم القضاء لمصلحتهم لكان نزيهاً". وأضاف المر: "اذا كانوا مصرين على المعركة فليستقيلوا من النيابة ويخوضوا معركتهم لا معركة غيرهم ليذوقوا طعمها ويعرفوا حقيقة قوتهم الشخصية ومدى كره الناس لهم ولمواقفهم. استقيلوا لنلقنكم درساًً كيف يكون الرد عليكم وعلى معارك ستالينغراد". ورد على ما قاله النائب نسيب لحود عن ان الشرعية لا تؤخذ من الشعب بالقول: "ان لحود فاز في العام 1996 بعد مداخلات لانقاذه من السقوط". وقال: "يعرف الناس من عنده جوع قاتل الى السلطة والى الرئاسة أدى بهم الى ادخال المسيحيين في خطة انتحارية خدمة لمصالحهم". وأشار الى انه لا يتلطى بأحد، متهماً "الذي يكيل الشتائم بالتلطي برجال الدين وبمواقعهم". وقال: "من حق المسيحيين ان يسألوكم الى أين ستأخذوننا بمواقفكم الحاقدة والمهووسة والمتهورة؟ الى الهجرة أم الى الانتحار؟". وكان لحود ردّ على خطاب للمر هاجم فيه "قرنة شهوان" بالقول ان النائب المر يتلطى بالرئاسات.