لا تزال وثيقة قرنة شهوان مدار سجال بين السياسيين، في وقت اجمعت المواقف على ضرورة ايلاء الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية الاولوية في المعالجة. وكان عقد ليل اول من امس، لقاء مفاجئ بين رئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة رفيق الحريري في مقر الأول، تم خلاله توضيح المواقف، في شأن خفض عديد قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوبلبنان. وأبدت أوساط رسمية ارتياحها إلى الأجواء التي سادت الاجتماع. وقالت ل"الحياة": "ان لا شيء يدعو الى القلق". ولفتت الى ان لا علاقة للملاحظات التي ابداها بري على اداء الحكومة بأجواء التشنج السائدة، مشيرة إلى انهما توافقا على تسريع تنفيذ المشاريع الانمائية في الجنوب، خصوصاً في المنطقة التي تحررت في 25 أيار مايو من العام الماضي. وأيد النائب ميشال المر، بعد لقائه بري، موقف الاخير من وثيقة قرنة شهوان. وقال: "إن اللقاء لا يمثل كل المسيحيين، بل قسماً منهم. نحن مسيحيون ولكن لم ندع لا الى قرنة شهوان ولا الى قرنة الحمراء. فنحن لنا كلمة وصوت نُسمعه لمن يسمعه، الوزير سليمان فرنجية لم يدع ايضاً، أليس هو قطباً شمالياً مهماً". وأضاف: "انا ضد اللقاءات، وعندما أتخذ موقفاً يكون واضحاً، موقفي في بتغرين كان امام الشعب". وأعطى بري الحق في ما اعلنه عن خفض عديد قوات الطوارئ. وقال: "لا اعرف هل الحكومة اللبنانية مسؤولة عن ذلك، إذ لو لم يكن هناك ضغط دولي للخفض لما حصل". واعتبر ان "الوضع المعيشي لم يعد يمكن الشعب من انتظار الحلول الجذرية للقضايا الاقتصادية الكبرى كالدين وفائدته، لذلك يجب ان تضع الحكومة شيئاً على النار". والتقى المر الحريري. ورأى النائب نسيب لحود ان لقاء قرنة شهوان هو محاولة لبلورة تصور سياسي واضح انطلاقاً من المبادئ التي طرحها البطريرك نصرالله صفير. وقال: "ان تجميع هذه القوى والخطاب السياسي الذي اطلق من خلال الوثيقة يشكل ارضية للحوار بين جميع اللبنانيين، وهو رسالة موجهة ليس فقط إلى بقية اللبنانيين ولكن ايضاً الى سورية مع الحرص على علاقة مميزة معها ضمن المحافظة على السيادة والاستقلال". ومن المقرر ان يتوجه صفير الى الفاتيكان الأحد المقبل للمشاركة في المؤتمر الدولي للكرادلة. وكان وفد من الحزب الشيوعي اللبناني التقى رئيس الحكومة السابق سليم الحص. وأفاد الحزب في بيان "ان الطرفين اكدا ضرورة اعتماد التوجهات المسؤولة وغير الانفعالية، ويتناول ذلك العلاقات بين اللبنانيين لجهة ضرورة تطوير النظام السياسي بأفق غير طائفي ولجهة تصحيح الخلل في العلاقات اللبنانية - السورية بما يجعلها تقوم على أسس أفضل خدمة لمصالح الشعبين والبلدين". وأبديا قلقاً من الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وحذرا من "انعكاساتها السلبية المرشحة في ظل غياب المعالجات الجدية الى التفاقم". وعرض مجلس نقابة الصحافة الأجواء التي تسود البلاد إثر السجالات التي شهدتها الساحة السياسية، داعياً الجميع الى "العودة الى الحوار المفتوح والخطاب الراقي". ورأى "المكتب المركزي للتنسيق الوطني" ان تمنع صفير عن الذهاب الى سورية "برهان ساطع حيال الرأي العام العالمي على وجود مشكلة خطيرة وأساسية في العلاقات بين لبنان وسورية التي تهيمن على القرار اللبناني وتفرض وجودها بالقوة". وأكد "ان وثيقة قرنة شهوان التي كرست الثوابت الوطنية تصلح لأن تكون أساساً لحوار بين اللبنانيين، فلا نغلق الأبواب في وجهها".