تبدأ اليوم في واشنطن اجتماعات بين وفدي الحكومة السودانية و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" تحت رعاية اميركية من أجل تقريب وجهات النظر في قضايا لم تتمكن مفاوضات مشاكوس من حلها. وفيما ناقش موفد اميركي مع المسؤولين السودانيين في الخرطوم قضايا تتعلق بحرية الصحافة وأوضاع حقوق الانسان، طلب الرئيس عمر البشير من البرلمان الموافقة على تمديد حال الطوارئ في البلاد سنة اخرى. طلب الرئيس السوداني عمر البشير من البرلمان أمس الموافقة على التمديد سنة أخرى لحال الطوارئ المفروضة على البلاد منذ ثلاثة أعوام، نظراً الى الظروف الأمنية التي تعيشها البلاد. وأحال البرلمان طلب البشير على لجنتي التشريع والأمن لدرسه ورفع توصية في شأنه. وكان الرئيس فرض حال الطوارئ في البلاد نهاية العام 1999 اثر تصاعد خلافه مع حليفه السابق الدكتور حسن الترابي وحل البرلمان الذي كان يرأسه. في موازاة ذلك، آثار مسؤول "قانون سلام السودان" في الإدارة الاميركية جونسون صمويل الذي يزور الخرطوم مع المسؤولين قضايا حريات الصحافة وحال الطوارئ وأوضاع حقوق الانسان والحكم بإعدام 88 مواطناً في غرب البلاد اثر مواجهات قبلية. وصرح صمويل بأنه نقل الى الحكومة السودانية رغبة واشنطن في تجاوز الخلافات بين وفدي الحكومة و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" خلال الحوار غير الرسمي بينهما والذي يبدأ اليوم في واشنطن بدعوة منها، مشيراً الى انه تلقى ايضاحات من المسؤولين في القضايا التي ناقشها وسينقل ذلك الى حكومته. لكن وزير الخارجية الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل قال للصحافيين أمس ان حكومته حريصة على حرية الصحافة وصون حقوق الانسان. وأضاف: "لسنا في حاجة لأي جهة حتى تحدثنا في هذا الشأن"، وتجنب التعليق على مهمة المبعوث الاميركي. وعن تقارير تحدثت امس عن اتصالات لترتيب لقاء بين زعيم "الحركة الشعبية" جون قرنق والنائب الأول للرئيس علي عثمان محمد طه بدلاً من الرئيس عمر البشير، قال وزير الخارجية ان "اتصالات تجري لترتيب مثل هذه اللقاءات، لكن لم يتفق على موعد محدد"، موضحاً ان حكومته "وافقت مبدئياً لكنها تريد ان تطمئن ان اللقاء سينعكس في دفع السلام". وتابع: "الحكومة لا تزال في ذاكرتها استيلاء الحركة على توريت عقب لقاء البشير وقرنق في كمبالا أخيراً ولا نريد نكسة جديدة وإحداث صدمة اخرى للرأي العام". وحذر اسماعيل من حشود عسكرية اريترية جديدة داخل همشكوريب في شرق البلاد. اجتماعات واشنطن وفي اسمرا، اعتبر الناطق باسم "الحركة الشعبية" ياسر عرمان، اجتماعات وفدي الحكومة والحركة مع المسؤولين الأميركيين والتي تبدأ اليوم تتم في اطار تنشيط قنوات الاتصال بين الطرفين في غياب المفاوضات المباشرة بهدف "تقريب وجهات النظر وتحسين المواقف التفاوضية للأطراف قبل بدء جولة المفاوضات المقبلة في مشاكوس في كانون الثاني يناير المقبل". وتؤكد مصادر مطلعة ان لقاءات واشنطن هي "ورش عمل لتليين مواقف الطرفين وردم الهوة في شأن الخلافات على قسمة السلطة والثروة". ولن يوقع الطرفان على أي وثيقة اتفاق في نهاية اللقاءات. ويضم وفد "الحركة الشعبية" ينال دينغ نيال ومسؤول جبال النوبة عبدالعزيز آدم الحلو وسامسونغ كواجي. وقال عرمان ان الحكومة السودانية "اعتذرت عن عدم حضور لقاء كان مقترحاً بين الرئيس عمر البشير وقرنق"، موضحاً انه لم يحدد موعد جديد للقاء بين الزعيمين.