بعد عشر دقائق من سريان وقف النار بين الحكومة السودانية و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" بقيادة جون قرنق، أعلن الناطق بإسم المتمردين الجنوبيين ان الجيش السوداني خرق الهدنة في شرق البلاد من دون اعطاء التفاصيل. وطالب الوسطاء بوضع حد "لهذا التحدي الصريح للمجتمع الدولي". وفي غضون ذلك، واصل المفاوضون السودانيون في مشاكوس أمس مناقشة بند قسمة السلطة والثروة، وقرروا إلتزام السرية في المفاوضات. سارع الناطق بإسم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" في أسمرا ياسر عرمان الى اعلان ان القوات الحكومية هاجمت أمس حامية رساي التي استولت عليها قوات "التجمع الوطني الديموقراطي" في شرق السودان اخيراً. وقال عرمان: "ان الهدنة باتت سارية في الساعة الثانية عشرة من ظهر اليوم الخميس أمس الا ان القوات الحكومية خرقتها بعد عشر دقائق فقط". واكد "صد الهجوم الا ان القوات الحكومية بدأت في اعادة تنظيم صفوفها". وشدد عرمان على ان قوات "المعارضة على استعداد تام"، معتبراً ان "الهجوم الحكومي يمثل تحدياً صريحاً ليس لنا، وانما للمجتمع الدولي الذي اشرف على توقيع الهدنة". ورأى ان الهجوم "يهز الثقة بين الطرفين". وتساءل: "كيف نضمن ان لا يضيق النظام باتفاق شامل لوقف النار اذا لم يتم التزام هدنة قصيرة؟". واشار الى ان حركته "تنتظر ان يضع ضامنو عملية السلام النظام عند حده لأن الانتهاكات لها انعكاساتها السلبية على التفاوض". وفي شأن ما اذا كانت الحركة سترد على الهجوم، قال عرمان "ان من السابق لأوانه تحديد موقفنا لكننا نحتفظ بكل خياراتنا". وتابع ان "المنطقة التي حصل فيها الخرق الحكومي هي المنطقة التي حاولنا من جانبنا التهدئة فيها، واصطحبنا اليها وفداً من تجمع دول الساحل والصحراء، ارسله الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي بقيادة العقيد محمد حسن المرهون، وتقديراً لجهوده اطلقنا 30 اسيراً حكومياً وابدينا حسن النيات". وسألت "الحياة" مسؤولين في الجيش السوداني والحكومة فلم ينفوا أو يؤكدوا وقوع الخرق الذي تحدثت عنه حركة قرنق. وأضاف مسؤول عسكري أن "الجيش يلتزم القرار السياسي، ويلتزم الهدنة الموقعة". وفي الخرطوم، ناقش مجلس الشورى في الحزب الحاكم أمس في حضور الرئيس عمر البشير قضايا السلام واقتراحات لتعديل النظام الداخلي للحزب والحكم الاتحادي. ومن المقرر ان تكون المفاوضات استؤنفت أمس في ضاحية مشاكوس القريبة من نيروبي، واتفق الطرفان ان تستمر من حيث توقفت بمناقشة بند قسمة السلطة والثروة على رغم الجدل الذي سار بين الطرفين في الجلسة الاجرائية أول من أمس في شأن وقف اطلاق النار. وشدد الوسيط الكيني الجنرال لازاراس سيمبويو على ضرورة ان تجري المفاوضات في سرية تامة تجنباً لاحداث أى نوع من التوتر قد يخلفه تسرب المعلومات في شأن عملية التفاوض. وستستمر المحادثات حتى 16 تشرين الثاني نوفمبر المقبل. الى ذلك، اجرى مسؤول الحريات الدينية في وزارة الخارجية الاميركية فيكتور هاوزر محادثات مع المسؤولين ورجال الدين في الخرطوم، وتلقى شكاوى من مجلس الكنائس السوداني عن انتهاكات الحريات الدينية في البلاد. والتقى هاوزر المسؤولين في وزارتي الأوقاف والعدل وتعرف على طبيعة القوانين التي تمس الحريات الدينية، كما التقى رجال دين اسلامي ومسيحي، وتسلم خمس شكاوى من مجلس الكنائس. وقال الأمين العام لمجلس الكنائس انوك تومبي ان الشكاوى التي قدمت وثائقها الى هاوزر تتصل بنزع مقر النادي الكاثوليكي الذي أصبح مقراً للحزب الحاكم، وأسلمة الحكومة للمناهج التعليمية في مرحلتي الأساس والثانوي، ومحاولة مصادرة مقابر المسيحيين في حي الصحافة في جنوبالخرطوم ورئاسة الكنيسة الاسقفية في أم درمان. وتأتي زيارة هاوزر في اطار تقصي الحقائق في شأن انتهاك الحريات الدينية بعد صدور التقرير السنوي لوزارة الخارجية الاميركية الذي وضع السودان ضمن الدول التي تتهمها واشنطن بانتهاك الحريات الدينية.