اتفقت الحكومة السودانية و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" في بلدة مشاكوس الكينية أمس على وقف شامل لاطلاق النار في كل مناطق البلاد تمهيدا لبدء مفاوضات السلام بينهما، فيما أختتمت في صنعاء مساء أمس قمة ضمت الرئيس اليمني علي عبدالله صالح والسوداني عمر البشير ورئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي بإتفاق على التنسيق في شأن القضايا التي تهم الامن والاستقرار في منطقة القرن الافريقي. ولم تصدر اشارة صريحة عن القمة الى قضية علاقات الدول الثلاث المتوترة مع اريتريا، الا ان تصريحات المسؤولين ركزت على الامن في القرن الافريقي تلميحا الى القضية الاريترية. راجع ص 6 وشدد قادة اليمن واثيوبيا والسودان على التعاون في شأن القضايا الاقليمية واكدوا دعمهم موقف الخرطوم والمصالحة الصومالية، وتجنبوا الاشارة الى مشاكلهم مع اريتريا. وقال البشير في كلمة أثناء المفاوضات أن "هناك عناصر لا تريد السلام لدول المنطقة، مما يتطلب التشاور لتحقيق الامن والاستقرار"، في اشارة الى النزاع مع اسمرا. وتحدث زيناوي عن "الانعكاسات السلبية للوضع الامني في القرن الافريقي على اليمن، خصوصا انه استطاع حل كل مشاكله مع الجيران". وشدد علي صالح ايضا على "أهمية التنسيق بين الدول الثلاث من اجل تحقيق الامن والاستقرار، ومكافحة الارهاب"، ودعا الى تنسيق على المستويات الاقتصادية والسياسية والامنية. وفي نيروبي رويترز، افاد الناطق باسم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" سامسون كواجي، مساء أمس أن المفاوضين في مشاكوس وافقوا على وقف لاطلاق النار في كل المناطق السودانية، لكنهم لايزالون مختلفين على آلية مراقبته مما يحول دون توقيع الاتفاق في هذا لشأن. وقال كواجي للصحافيين في مشاكوس ان "وقف النار سيكون شاملا لكل انحاء السودان، ويبدو أن الطرفين لا يختلفان كثيرا في شأن ذلك. نحاول تحديد آلية لتحديد المسؤولية وتقويم وقف النار. نأمل في أن نتفق على ذلك، لكننا الآن مساء أمس مختلفون في هذا الامر". يذكر ان "الحركة الشعبية" بقيادة جون قرنق ترفض وقف النار، لكنها تراجعت عن موقفها اخيرا، فيما رفضت الخرطوم أن يشمل وقف النار شرق البلاد. ويشير حديث كواجي الى تراجع الحكومة السودانية عن هذا الموقف.