دعا الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة إلى "تجاوز الاطار التقليدي للتعاون مع منظمة حلف شمال الاطلسي". وشدد على أهمية مراعاة "الخصوصية الوطنية" للجزائر لتمكينها من "تعميق التعاون" مع حلف "الناتو". وكشف ان الأمين العام للحلف اللورد جورج روبرتسون سيزور الجزائر العام المقبل. وأوضح بوتفليقة عقب لقائه روبرتسون في بروكسيل ان التعاون مع "الناتو" سيرتكز على محاور عدة أبرزها "تعميق التعاون والتجربة الجزائرية في مجال مكافحة الارهاب وكذلك احترافية الجيش الوطني الشعبي الامر الذي يمكن للحلف الاطلسي ان يساعدنا في تحقيقه"، فضلاً عن "تطوير التعاون الثنائي وتشجيع الحوار المتوسطي للحلف". وتعد هذه الزيارة الثانية التي يقوم بها بوتفليقة لمقر الحلف بعد اللقاء الأول الذي جرى في كانون الأول ديسمبر 2001. وتزامنت زيارته لبلجيكا مع زيارة يقوم بها أيضاً سلفه الرئيس السابق الشاذلي بن جديد لبروكسيل. وأفاد مصدر رسمي ان بوتفليقة وروبرتسون عرضا نتائج القمة الأخيرة للحلف التي عقدت في براغ والمبادرات المتخذة في اطار تعزيز الحوار والامن في منطقة المتوسط. وأوضح اللورد روبرتسون، من جانبه، في لقاء صحافي في مقر الحلف ان زيارة بوتفليقة جاءت "في الوقت المناسب"، لافتاً إلى أن الجزائر وحلف الاطلسي "عازمان على مواصلة التعاون الممتاز بينهما". وأضاف ان الرئيس الجزائري "شخصية تتحلى بالحكمة وروح المسؤولية". وأنهى بوتفليقة زيارته لبروكسيل، مساء الأربعاء، بعد سلسلة من اللقاءات مع مسؤولين وسياسيين ومحاضرة عن "حوار الحضارات". وأكد بوتفليقة واس مساء أول من أمس أن مكافحة الارهاب تتطلب تجنداً عالمياً يترجم التضامن الدولي أمام ما اعتبره خطراً مشتركاً. وحذر في كلمة القاها في مأدبة عشاء اقيمت على شرفه في بروكسيل، من اتساع رقعة العنف في الشرق الاوسط الأمر الذي رأى أنه يشكل خطراً لا يستهدف بلدان المنطقة فحسب بل يهدد ايضاً بضرب المناطق الاخرى من العالم. وتطرق إلى تطور الوضع في العراق مؤكداً أنه يطرح جملة من التساؤلات تحمل معاني ثقيلة حول القواعد الجديدة التى تحدد الحياة الدولية وسيادة وأمن البلدان الصغيرة بل حتى البلدان ذات القوة المتوسطة. على صعيد آخر، أصدر رئيس الحكومة السيد علي بن فليس أمس قراراً بإغلاق سجن سركاجي في العاصمة ونقل سجنائه الى مقر اعتقال آخر. ويهدف القرار الى تحسين أوضاع السجون التي شهدت في الفترة الاخيرة حرائق واضطرابات. وقُتل نحو مئة من سجناء سركاجي في تمرد شنّه متشددون بينهم عام 1995.