ينطلق اليوم الأحد بالعاصمة الجزائر وعلى مدى يومين ، اجتماع وزراء دفاع مجموعة 55 بحضور وزراء دفاع بلدان منطقة المغرب العربي التي تضم تونس والمغرب وليبيا وموريتانيا والجزائر ووزراء دفاع بلدان الحوض المتوسط لفرنسا وإيطاليا وأسبانيا ومالطا والبرتغال . وتجري أشغال اجتماع الجزائر بالتوازي مع الزيارة التي يقوم بها وفد هام عن القيادة العامة لحلف الأطلسي يقودها مدير فرع التعاون الأمني الجهوي لحلف الناتو. ويمثل الرئيس بوتفليقة الموجود بفرنسا ، باعتباره وزير الدفاع الوطني والقائد الأعلى للقوات المسلحة ، يمثله في اجتماع وزراء دفاع مجموعة 55 ، الوزير المنتدب لوزير الدفاع الجنرال عبد المالك قنايزية إلى جانب رئيس هيئة أركان الجيش الوطني الشعبي اللواء قايد صالح العائد مؤخرا من الممكلة العربية السعودية ، وكان وزير الداخلية الموجود هوالآخر في باريس في فترة نقاهة بعد إجرائه عملية جراحية على مستوى الكلى ، مثل الرئيس بوتفليقة في اجتماع وزراء الدفاع لذات المجموعة في باريس شهر ديسمبر 2004 .وحسب مصدر من وزارة الدفاع ، فإن موضوع رفع سقف التعاون الأمني والعسكري وتعزيزه لرصد ومحاصرة التحركات الإرهابية في منطقة الشمال الإفريقي بما يعزز أمن الدول الواقعة جنوب المتوسط ، وتأمين الملاحة الجوية والبحرية في حوض المتوسط من خلال تبادل الخبرات في مجال المراقبة البحرية ، فضلا عن تأمين الحدود البرية وتكثيف الجهود لمواجهة شبكات الجريمة المنظمة ، هي من أهم الملفات التي يناقشها اجتماع الجزائر بما يعزز أكثر البرنامج الطموح للتعاون بين دول ضفتي المتوسط الذي تم الاتفاق عليه في اجتماع باريس الذي توج بالتوقيع على بيان ختامي وبرنامج عمل لسنة 20052004 يقوم على ترقية تعاون متعدد الأطراف في مجال الأمن بناء على مخطط عماده تحركات ملموسة في الميدان . ويؤكد خبراء الشأن العسكري أن دول مجموعة 55 ، على وعي تام برهانات الأمن وحماية الشعوب في المتوسط، بالإضافة إلى ان السياق الدولي والمناخ العالمي المتسم بمكافحة الإرهاب الدولي والجريمة المنظمة يجعلان من هذا التعاون بين مجموعة 55 أكثر من ضرورة، من اجل مد جسور الشراكة بينها للوقاية من مخاطر التهديدات الجديدة التي تشهدها الساحة الدولية. وفي نظر المراقبين، فان هذا اللقاء يشكل امتدادا طبيعيا للبعد السياسي للحوار الذي تم تطويره منذ مدة بين دول الضفة الشمالية والجنوبية للمتوسط ، وفي المجال الأمني فإن دول حوض المتوسط تعتبر ان السلم والاستقرار في المتوسط من شانهما ان يقربا بينها، كما ان تحقيق التطور والتنمية في الدول الجنوبية للمتوسط من شانه ان يساهم أكثر في تكريس الأمن في هذه المنطقة على أسس متينة. هذا ويتزامن اجتماع وزراء الدفاع لمجموعة خمسة + خمسة ، مع الزيارة التي يقوم بها وفد هام عن القيادة العامة لحلف الأطلسي ) الناتو( إلى العاصمة الجزائر تدوم يومين ، بقيادة مدير فرع التعاون الأمني الجهوي للحلف ، الذي يصل الجزائر لبحث ملف الطلب الجزائري بإدراجها في المناورات العسكرية أكتيف أندروفر التي تجريها قوات الأطلسي في حوض المتوسط في إطار مكافحة الإرهاب ، وتشير مصادر على اطلاع بالموضوع ، أن الجزائر تبدي حرصا على مشاركة قواتها في برامج التدريبات والمناورات العسكرية المشتركة سواء مع الدول الاوروبية العضوة في الحلف، اومع القوات التابعة للاطلسي ، وهذا سواء داخل مياهنا الإقليمية اوفي الخارج ، على غرار مشاركتها في 13 أكتوبر الماضي في المناورات العسكرية التي قام بها حلف الناتو بأوكرانيا حول مواجهة خطر إرهابي كيميائي ، وكانت الجزائر ضمن سبع دول اختارها الحلف للمشاركة في هذه المناورات. وتأتي زيارة وفد الناتوبعد تلك التي قام بها الأمين العام لمنظمة حلف شمال الأطلسي جون فورني إلى الجزائر للمشاركة في أشغال اليومين الدراسيين التقييميين اللذين احتضنتهما العاصمة مطلع الشهر الماضي حول واقع وآفاق التعاون بين الجزائر وحلف الأطلسي في المجال الأمني والاستخباراتي والدفاعي ، وكان جون فورني خلال استقباله من طرف وزير الخارجية الجزائري محمد بجاوي صرح أن العلاقات بين الجزائر وحلف شمال الأطلسي ممتازة وأنها تطورت بشكل كبير وهام خلال السنوات الأخيرة ولم تخف تدخلات وفد الناتوخلال اجتماع الجزائر أهمية المعلومات والتحذيرات التي أطلقتها الجزائر من مخاطر موجة الإرهاب واعترف الخبراء أنه بفضل التنسيق المعلوماتي والاستخباراتي بين الجزائر وحلف الناتوتمكنت عدد من الدول الغربية من مطاردة الشبكات الإرهابية وإحباط العديد من العمليات الإرهابية بعضها في منتهى الخطورة ومن بين هذه البلدان مثلما ذكر الخبراء فرنسا وأسبانيا وبريطانيا والولايات المتحدةالأمريكية .