نظمت المعارضة اليسارية تظاهرات كبرى في انحاء روسيا، لمناسبة ذكرى الثورة البلشفية، وطالبت باستقالة الرئيس فلاديمير بوتين وحكومة ميخائيل كاسيانوف. ورفع عشرات الآلاف من المتظاهرين شعارات تؤيد العراق والفلسطينيين، نكاية بسياسة بوتين المراعية لواشنطن. واتخذت اجهزة الأمن والشرطة اجراءات مشددة لحفظ النظام، خوفاً من عمل ارهابي قد يكرر مأساة احتجاز الرهائن او خشية صدامات بين مجموعات متخاصمة من المتظاهرين. وفي يوم الذكرى ال85 للثورة نظمت مجموعتان يساريتان تظاهرتين تنافسيتين وقام احفاد عدد من ضباط الجيش الأبيض الذي حارب البلاشفة، بتنظيم اجتماع مناوئ للثورة ولكن عدد المشاركين فيه لم يتعد 20 شخصاً، ولكن منظمة "السائرون معاً" المؤيدة للكرملين حشدت زهاء 15 ألف شخص قرب الساحة الحمراء للاحتفال بذكرى "مرور 390 سنة على حركة تعبئة الأنصار ضد الغزو الأجنبي". ومن الواضح ان الفاعلية الأخيرة نظمت "نكاية" باليساريين الذين لم تسمح لهم السلطات بالتجمع قرب الساحة الحمراء بحجة انها "محجوزة". إلا ان اعضاء ومناصري "اتحاد القوى الشعبية والوطنية" الذي يقوده الشيوعيون ويضم زهاء 30 من التنظيمات اليسارية والقومية، تمكن من تعبئة اكبر تظاهرة في السنوات الأخيرة، قال منظموها ان 150 ألفاً شاركوا فيها. إلا ان مصادر الشرطة، وبحسب العادة، قللت من الرقم وذكرت في البداية انه وصل الى 30 ألفاً ثم عادت و"قلصته" الى 10 آلاف. وفي بيان ثالث قالت ان 20650 شاركوا في التظاهرة من دون ان توضح كيف توصلت الى هذه "الدقة" في الإحصاء. وكان هذا اليوم يعد في العهد السوفياتي اهم الأعياد الوطنية، تنظم خلاله عادة استعراضات عسكرية ومسيرات في الساحة الحمراء حيث كان يقف اعضاء المكتب السياسي للحزب الحاكم فوق ضريح فلاديمير لينين. إلا ان المشاركة في تلك المسيرات كانت في معظم الأحيان إلزامية خلافاً لتظاهرة امس التي جرت بدوافع سياسية وإيديولوجية. وأكد زعيم الحزب الشيوعي غينادي زيوغانوف ان السلطة القائمة "تعمل على تصفية كل قيمنا الأساسية" وطالب بتنحيتها وتشكيل حكومة وحدة وطنية. وانتبه المراقبون الى قوله ان قطاع المال في روسيا "ليس فيه وجوه روسية" في تلميح الى انه وقع تحت سيطرة كاملة لليهود.