شهدت موسكو أمس في مناسبة يوم العطلة التقليدية لذكرى "ثورة اكتوبر الاشتراكية" البلشفية ويُعرف الآن رسمياً بپ"يوم الوفاق والوئام"، تظاهرات وانشطة عدة للقوى اليسارية وتنظيمات متطرفة وعدم اكتراث عام. ولم تقع اي حوادث عنف ذات شأن، على رغم المخاوف التي اثارها حادث انفجار سيارة مفخخة في الساحة الحمراء الاربعاء الماضي. كما لم تتحقق توقعات المعارضة اليسارية عشية الذكرى بان يبلغ عدد المشاركين في التظاهرات 350 الف شخص. وشارك حوالى 3 آلاف شخص في تظاهرة خارج الساحة الحمراء نظمها حزب العمال الشيوعي، وهو تنظيم يساري متطرف يتزعمه فيكتور انبيلوف، مع اتحاد الضباط الذي يرأسه الكولونيل ستانيسلاف تريخوف. واعلن المشاركون فيها تشكيل "مجلس للشعب"، وتبنوا قراراً اشار الى "حق الشعب في ان ينتفض"، ودعا الى انتخاب "مجلس أعلى للشعوب" ليتولى السلطة. واغلقت الشرطة المدخل الى الساحة ومنعت المتظاهرين من التوجه اليها، وفقاً للحظر الذي فرضته السلطات. لكن المواجهة بين الشرطة والمتظاهرين انتهت من دون وقوع اي صدامات بعدما قرر منظمو التظاهرة في النهاية التخلي عن محاولة اختراق حواجز الشرطة. لكن الكولونيل تريخوف وعد انصاره بالعودة ذات يوم للقيام بمسيرة عبر الساحة الحمراء لأنها "ملك للشعب وليس للرئىس". اما التظاهرة الاكبر حجماً ولكن الاقل تطرفاً فنظمها الحزب الشيوعي في روسيا الاتحادية بزعامة غينادي زيوغانوف. وبدأت بتجمع جماهيري عند نصب لينين في ساحة كالوزسكايا على مسافة 5،1 كيلومتر جنوب غربي الكرملين، توجه بعدها المتظاهرون الى ساحة لوبيانسكايا امام المبنى الضخم لجهاز الاستخبارات "كي جي بي" حيث نظم انصار زيوغانوف تجمعاً اخر. وشارك في هذه التظاهرة غينادي سيليزنيوف رئيس الدوما وعدد من النواب اليساريين. وطالب المشاركون بتغيير جذري في نهج الاصلاحات وتبني سياسة ذات توجه اجتماعي وتسديد متأخرات الاجور ورواتب المتقاعدين. وكان الشعار السياسي الرئيسي هو المطالبة باقالة الرئيس بوريس يلتسن. واستقبل المتظاهرون بحماس الجنرال ماكاشوف الذي انتقدته وزارة العدل اخيراً بسبب تصريحات مناهضة للسامية ادلى بها خلال تظاهرة احتجاج في 7 الشهر الماضي. وأعلنت وزارة الداخلية ان عدد المشاركين في تظاهرة انصار زيوغانوف كان يراوح بين 8 الى 10 الاف شخص، بخلاف تقديرات المنظمين بانها ضمت 20 الف شخص. كما نظمت مجموعة تسمي نفسها "الجبهة القومية" تظاهرة صغيرة شارك فيها شبان وفتية يراوح عددهم من 50 الى 100، وانطلقت من وسط موسكو عبر شارع اربا تحت لافتات تحمل شعار الصليب المعقوف وشعارات مثل "روسيا للروس" واخرى تمجّد الزعيم النازي هتلر. وقال الرئىس يلتسن في كلمة بثها التلفزيون ان المرحلة الثورية في تاريخ روسيا انتهت "مرة والى الابد" لأن "الشعب الروسي تعب من التغيرات العنيفة". وذكّر بأنه كان اصدر مرسوماً اعتبر السابع من تشرين الثاني نوفمبر "يوم الوفاق والوئام"، منتقداً الشيوعيين الذين يهاجمون حرية الصحافة ولكن يستخدموها في الوقت نفسه. ولفت الى ان التحول الى الحوار والتخلي عن الصراع الطبقي والكره الطبقي يندرج ضمن الانجازات الرئيسية للاصلاحات بغض النظر عن الانتقادات التي توجّه اليها من قبل الشيوعيين.