لا تنكر الفنانة اللبنانية جيهان قمري أن مرحلة انتشارها طالت بعض الشيء ومرجع ذلك يعود الى حرصها، كما تقول، على نوعيته الأدوار التي تقدمها وخوفها من تجسيد عمل أقل من سابقه. وتعترف أنها مقصرة في حق السينما مقارنة بالتلفزيون. وهي تؤكد أنها عملت مذيعة بالصدفة التي جعلتها تتجه ايضاً الى التمثيل، وتعيش حالياً حال نشاط فني مكثف فتشارك في عدد من المسلسلات الى جانب مسرحية "خايف أقول اللي في قلبي". عن هذه الاعمال واشياء أخرى تحدثت الى "الحياة". هل خططت لتكوني ممثلة؟ - لم أخطط لأي شيء في حياتي، فدخولي الجامعة الاميركية لدراسة محاسبة الكومبيوتر اعتبره صدفة، تلتها صدفة العمل كمذيعة عقب الانتهاء من دراستي حين كنت مع والدتي الممثلة ليلى قمري أثناء تصويرها احد المسلسلات في ستوديوهات لبنان، وكان مخرج العمل نبيل بشارة يحضر برنامجاً تلفزيونياً، ويحرص أن تكون المذيعة وجهاً جديداً فتم ترشيحي. وقدمت برنامج "ضحكتك بالدنيا" على شاشة التلفزيون اللبناني المحلي، وفي الوقت نفسه قدمت برنامج "ألبوم الذكريات" في قناة راديو وتلفزيون العرب ART. وأثناء عملي كمذيعة شاركت في فيلم "الأيام الأخيرة" ومسلسل "اللعب ممنوع" وحقق العملان نجاحاً على المستويين النقدي والجماهيري الأمر الذي دفعني الى التركيز على التمثيل. كيف انتقلت الى مصر للتمثيل؟ - رشحني سامي علام المنتج الفني لمسلسل "السيرة الهلالية" الى المخرج مجدي ابو عميرة وشاركت معه بدور صغير في الجزء الثاني من المسلسل، ثم رشحني الى شقيقه المخرج سمير علام فشاركت معه في "امسك الخشب"، وتوالت اعمالي بعدها في"لا تدعني وحدي" لصالح شريف و"حبنا الكبير" لمحسن فكري و"همسات في العاصمة" لتيسير عبود و"أوراق مصرية" لوفيق وجدي و"الخيول" لإبراهيم عفيفي. إنطلاقة صحيحة ألم تمثل اللهجة المصرية عائقاً؟ - على العكس، لأن والدتي مصرية، وعشت طوال عمري في القاهرة حتى حصلت على الثانوية العامة، وتفكيري في الاستقرار في مصر جاء لأنني متأكدة من أن انطلاقتي الصحيحة ستكون من خلالها. وهل استفدت من عملك مذيعة؟ - نعم، فالمذيعة أعطت الممثلة في داخلي جرأة في الوقوف امام الكاميرا الى جانب الاهتمام بكل التفاصيل من منطلق أن المذيعة تعودت على الكاميرا قبل الممثلة. هل تفضلين ادواراً معينة؟ - أحب الاستعراض في شكل كبير، ولأنني لا أزال اعيش في مرحلة الانتشار فلا بد من أن أحرص على تقديم جميع الألوان، واهتم بأن تكون كل شخصية مختلفة عن الأخرى فمثلاً جسدت شخصية الفتاة الدلوعة التي تهتم بمظهرها فقط في مسلسل "زمن السقوط" امام هادي الجيار ورانيا يوسف وتأليف عصام عمار وإخراج سامي زغلول، وشخصية سلوى المناضلة الفلسطينية في مسلسل "أوراق مصرية" امام صلاح السعدني من تأليف طه حسين سالم واخراج وفيق وجدي، وفي مسلسل "حمام بشتك" من تأليف فاروق عطية واخراج محمد النقلي جسدت شخصية العالمة انشراح التي تعيش في شارع محمد علي. من رشحك للمشاركة في مسرحية "خايف اقول اللي في قلبي" وهل وجدت فرقاً بين مسرح الدولة ومسرح القطاع الخاص؟ - حدثني عن المسرحية كل من اشرف زكي ورياض الخولي وروجينا، وقمت بتوقيع العقد قبل قراءة المسرحية لثقتي الكبيرة بهؤلاء الثلاثة، وشعرت من خلال التعامل في المسرحية وكأنني في مسرح القطاع الخاص اذ تم توفير كل الامكانات من ديكور وملابس واضاءة وغيرها، وتمتاز المسرحية بالاحترام الشديد واؤدي فيها شخصية الراقصة وأقدم اكثر من استعراض كمشاركتي في مسرحية "أنا ومراتي ومونيكا" امام سمير غانم. أبحث عن الجديد أي المراحل الفنية تعيشين؟ - اعيش مرحلة الانتشار، لكن الانتشار وحده لا يكفي. ألست معنا انها طالت قليلاً؟ - معك حق، ومرجع ذلك حرصي على نوعية الادوار التي اقدمها. واخشى من تقديم عمل يكون اقل من سابقه، واحياناً اشارك في بطولة عمل وانتظر عرضه لأرى النتيجة وأفعل هذا الامر لأعرف ما الجديد الذي يمكنني تقديمه. ما معايير اختيار أدوارك؟ - ألا تكون الشخصية متكررة أو سلبية في العمل الفني. كما اهتم بالمؤلف والمخرج والرواية ككل، وأيضاً فريق الممثلين الذين اما ان يقفوا الى جوارك ويصعدوا بك وإما ان يمتازوا بالأنانية ويتسببوا في فشلك، ولدي قناعة بأنه كلما كان الممثل متألقاً ومحبوباً فإنه يساعدني اكثر على الانطلاق في دوري. ما أبرز الصعوبات التي تواجهك؟ - محاولة المخرجين حصري في نوعية ادوار متكررة، على رغم انني احاول التغيير في شكلي حتى لا أحصر في نوعية ادوار معينة، وتكمن الصعوبة حالياً في اختيار الدور فقط حيث اكون مترددة جداً قبل اي عمل اشارك فيه او اوافق عليه. وهذه المسألة متعبة جداً، واعترف بأنني اعتذرت اخيراً عن عدد من الادوار التي وجدت انها لا تضيف اليّ شيئاً نلاحظ أنك لا تهتمين كثيراً بالسينما؟ - للأسف اعتبر نفسي مقصرة في حق السينما. والحقيقة ان الادوار التي عرضت علي فيها لم أشعر بها، وعندما صورت وعرضت لم تحقق اي نجاح يذكر. من يعجبك من بنات جيلك؟ - كثيرات، وأشعر بأن كل واحدة فيها شيء ما يعجبني جداً. ومن هؤلاء منى زكي وحنان ترك وياسمين عبد العزيز وحلا شيحا ونورهان ورانيا يوسف. ماذا يميزك عن الأخريات؟ - لا أعرف على وجه التحديد، ولكن على رغم قلة أعمالي إلا أنني اشعر بأنني مجتهدة من داخلي، في أي عمل اصوره ولا أجري وراء أي مخرج اسمع انه بصدد تصوير عمل جديد، وكل سعيي يكون منصباً على العمل الذي اصوره، فأضع فيه كل همي واسعى الى خروجه في افضل صورة ممكنة. ما أحلامك؟ - أحلم بالقيام ببطولة فيلم سينمائي - استعراضي كبير يحقق نجاحاً منقطع النظير. ما جديدك؟ - أصور حالياً المشاهد الاخيرة من مسلسلين مرشحين للعرض خلال شهر رمضان، الاول "الستات جننوا فرحات" امام سمير غانم ودلال عبدالعزيز وحسن مصطفى ونهال عنبر وتأليف مجدي الابياري واخراج مدحت السباعي. وأجسد فيه شخصية الشقيقة الصغرى لفرحات بطل الاحداث وهي تعمل مدرسة اطفال وتشعر بأن الاشاعات التي توجه الى اخيها تؤثر فييها بالسلب الأمر الذي يدفعها الى التدخل في محاولة لإصلاحه من وجهة نظرها. والمسلسل الثاني "اجري اجري" امام عبد المنعم مدبولي واحمد بدير ووحيد سيف وسعاد نصر وتأليف فيصل ندا واخراج احمد بدر الدين، وأؤدي فيه شخصية ريهام سيدة الاعمال النصابة التي تقوم بالمشاركة في عدد من العمليات المشبوهة.